السودان وكارثة سوء الفهم 2
السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية الإمارات تنفذ عملية الإنزال رقم 69 وتُدخل 500 طن من المواد الغذائية إلى غزة
أخر الأخبار

السودان وكارثة سوء الفهم (2)

المغرب اليوم -

السودان وكارثة سوء الفهم 2

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

حتى الآن لم نتحدث عن الضلع الثالث من المثلث وهو القوى المدنية، التي من المفروض أنها تمثل الحكومة الانتقالية على غرار حكومة عدلي منصور في مصر بعد نهاية حكم الرئيس محمد مرسي، وكما كانت الحال في مصر عندما انتقى الجيش مدنييه أو المدنيين الذين يوافقون مزاجه، فإن معظم المدنيين الذين مثلوا حكومة حمدوك كانوا على مزاج كل من حميدتي والبرهان. ولهذا كان المكون المدني دوماً منقوص الشرعية، فرغم أن المدنيين في السودان أكثر تنظيماً من الحالة المصرية فإن الحالتين شابهما الضعف والتبعية للمؤسسة العسكرية. الفارق بين الحالتين هو أن «الكيزان» كما يشير أهل السودان لـ«الإخوان» هم جزء أساسي من الجيش والوزارات المختلفة من الخارجية إلى المالية والمخابرات أيضاً، وهم من لديهم تواصل أقوى وأسرع مع قوى خارجية، هم الدولة العميقة، والحال في مصر كانت غير ذلك حتى في سنة «الإخوان». وليس «الكيزان» وحدهم من يتمتعون بدعم إقليمي، فحميدتي أيضاً يتمتع بدعم إقليمي ودولي. فالاتحاد الأوروبي مثلاً يدعم حميدتي، ومن يتابع إسهامات كل من فرنسا وإيطاليا يدرك أن هاتين الدولتين أسهمتا بكثير من التكنولوجيا المتقدمة لدعم حميدتي و«الدعم السريع»، كما أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم نزوح السودانيين إلى مصر والدول المجاورة؛ لأنه يعرف أن هذه الموجات البشرية سينتهي بها المطاف على شواطئ أوروبا.

مهم جداً أيضاً أن نعلم أن هناك قوى كثيرة في دارفور وجبال النوبة يلعبون لعبة الانتظار؛ لأنهم يعرفون متى ما قضى البرهان أو حميدتي على منافسه، فإنه سيستدير ليغدر بهم، ولذلك هم يقفون على الحياد في هذه المعركة، هؤلاء الناس الذين تعوّدوا تاريخياً على حروب أفريقيا تحت غطاء الإفلاس أو الثراء السريع، فالنخب في هذا الجزء من العالم تعيش في مراكز النهب الاستعمارية القديمة، والخرطوم واحدة منها، فمتى ما أفلس هؤلاء أطلقوا أعيرة النار من أجل غزو وسلب جديد.

وهناك نظارة الهوية، وهذا حميدتي يقدّم نفسه من منظور خلدوني، فهو ليس عربياً قحاً من الرزيقات ومن فخذ (المهارة)، ولكنه رجل قادم من عالم البداوة ذات العصبية القادرة والممثلة في «الدعم السريع»، والتي ترى أن العمران الحضري في الخرطوم قد ترهل، وحانت لحظة عصبية فتية قادمة من الأطراف للسيطرة على المركز. لاحظ أن كل المتحدثين باسم البرهان أو حميدتي يتباهون بفكرة العروبة قبل فكرة الدولة الوطنية السودانية.

في ظل هذا التلوث المعلوماتي الذي يحجب عنّا رؤية المسألة السودانية لا بد من تفكير متجاوز لهذا التلوث. إذن بداية تصور الحل يمكن اختصارها بأن وجود حميدتي وقوة «الدعم السريع» ضرورة كعامل يوازن خطر «الإخوان» في الجيش والوزارات الأخرى، وأن التخلي عن حميدتي وميليشيته يخل بهذا التوازن. هنا نتحدث عن توازن الضعف بين حميدتي والبرهان لا توازن القوة. توازن الضعف لا توازن القوة. وتوازن الضعف هذا ربما هو الذي قد يؤدي إلى ميلاد حكومة مدنية قابلة للاستمرار. ولكن ميلاد الحكومة يحتاج إلى قابلة وحتى هذه اللحظة لا نرى قابلة واحدة. احتضان البرهان تماماً في ظل تغلغل «الإخوان» في مؤسسات الدولة في ظل مكون مدني ضعيف يعني أنه حتى لو تم تسليم السلطة للمدنيين كما يدعي الطرفان، فإن انقلاباً وشيكاً لا بد أن يحدث بعدها بعام أو أقل قليلاً.

إذن، ما هي الخلطة السحرية التي يمكن أن تنقذ المشهد مؤقتاً في السودان حتى نصل إلى مرحلة انتقالية تحفظ التوازنات على الأرض، وتقلل من شكوك أضلاع المثلث الثلاثة، الجيش و«الدعم السريع» والحركة المدنية، من أجل الوصول إلى استقرار قابل للاستدامة؟

قد يكون مفيداً أن يتم تطهير الجيش وبعض الوزارات من جماعة «الإخوان» مقابل إعادة تأهيل قوة «الدعم السريع»، ودمجها في الجيش بشروط مهنية، وليس كما طالب حميدتي في السابق، كما أنه يقبل حميدتي بصفقة أساسها الحفاظ على أمواله خارج السودان، شريطة أن يكون صانع ملوك وليس ملكاً، أي أنه يرشح من القوى المدنية من يريد، ولكنه يبقى في الخلفية ممسكاً بكل الخيوط، واثقاً أن البرهان يمكن استبداله، ولكن حميدتي باقٍ إلى الموت. ومع ذلك لا بد لحميدتي أن يعض الرصاصة ويقبل بفكرة أن الاتفاق المستدام لا يمكن أن يحدث إلا بخروج قوات «الدعم السريع» من المدن أولاً.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان وكارثة سوء الفهم 2 السودان وكارثة سوء الفهم 2



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib