منى زكى تواجه سكاكين «السوشيال ميديا»

منى زكى تواجه سكاكين «السوشيال ميديا»

المغرب اليوم -

منى زكى تواجه سكاكين «السوشيال ميديا»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

حصلت منى زكى على جائزة (اليسر الذهبى) من مهرجان البحر الأحمر، جاء التكريم فى توقيت نرى فيه عددا ضخما من السكاكين يتم (سنها) متوجهة إلى منى، قبل عرض فيلم (الست)، الذى لم يره أحد حتى الآن. ما تردد مؤخرا عن عرض ١٨ دقيقة من الفيلم فى مهرجان (مراكش)، كما قال المنتج لى المشارك محمد حفظى، ليس عرضا جماهيريا ولن تحضره الصحافة، ولكنه فقط لعدد من جهات التوزيع السينمائى العربية والعالمية. منى واحدة من أهم عناوين الدراما العربية فى السينما والتليفزيون، ولهذا تتلقى العديد من الطعنات الخارجة عن نطاق الفن، وذلك منذ مطلع الألفية الثالثة التى واكبتها شراسة (السوشيال ميديا)، وخضوع كثر لها، بدأ الفنان يعيد التفكير مرتين، لأن هناك عيونا ترصد وأخرى تترصد. منى نالها النصيب الأكبر فى الأعوام الأخيرة من الهجمات المباغتة وكأنها لوحة تنشين، لا أحد ينتظر عرض العمل الفنى، تكتشف أن هناك خناجر مشهرة تتوجه مباشرة إليها.

من الممكن أن أجد عذرا عندما ألمح مواطنا، يقف عن غير إدراك فى طابور الغاضبين، ولكن وجدت أن بعض الفنانين تورطوا أيضا فى الهجوم، مثل تلك الممثلة المخضرمة التى رأت أن منى لا تصلح لأداء دور أم كلثوم، لمجرد أن تلك الفنانة الكبيرة أدت الدور قبل ربع قرن، ولم تجرؤ الفضائيات على إعادة عرض فيلمها لتراجع مستواه، لا بأس قطعا أن ننتقد منى وغيرها ولكن يظل (الحكم بعد المشاهدة).

أقيمت ندوة بالمهرجان أدارها بنجاح الناقد والصحفى السعودى النشيط أحمد العياد. فى اللقاء سألت منى عن خضوع الفنان للسوشيال ميديا التى تدفعه للتفكير مرتين، الأولى الدور من الناحية الدرامية، والثانية هل يتقبله الجمهور؟، بات المشاهد يقطع الخط الفاصل بين الممثل على الشاشة والإنسان فى الحياة، انهالوا عليها بالهجوم قبل نحو ثلاثة أعوام بسبب مشهد فى فيلم (أصحاب ولا أعز)، عرض على منصة (نت فليكس)، كان هناك تعمد لتجريسها، شارك فيه عدد من الفضائيات، والكل يوجه ضربة مباغتة، صمدت منى كالعادة ودافعت عن موقفها، بينما أحد من شاركوها البطولة قدم اعتذارا عن الدور، خوفا وتحسبا من غضب الجمهور، وأكد أنه لن يفعل ذلك مجددا، البعض طلب من زوجها أحمد حلمى المسارعة بإعلان طلاقه منها بسبب هذا المشهد.

منى أجابت عن سؤالى فى الندوة بأنها صارت الآن توجه لنفسها سؤالا واحدا: «هل هذا الدور يحرك بداخلى شحنة الابداع؟»، إذا كانت الإجابة نعم، توقع مباشرة على العقد ولن تتوفقف كثيرا أمام رأى (السوشيال ميديا) وسوف تسارع فورا بالذهاب للاستديو، مثلما حدث مع فيلم (٤٠٤) لهانى خليفة، الفيلم تعثر نحو عام فى الرقابة المصرية وكان اسمه فى البداية (القاهرة مكة)، ثم تغيرت بعض تفاصيل وتمت الموافقة، الشخصية، فتاة ليل تريد التوبة، ورغم ذلك تحمست منى وأدت واحدا من امتع أدوارها. سؤال ثان قلته فى الندوة، عن السينما والنجمات: «لماذا خفت بريق المرأة على الشاشة؟»، السينما المصرية ولدت على يد (ست ستات)، قدمن أفلامنا الأولى، عزيزة أمير وبهيجة حافظ وأمينة محمد وفاطمة رشدى وآسياد داغر ومارى كوينى، كانت المرأة النجمة هى التى يقطع الجمهور التذكرة من أجلها، وعشنا زمن أساطير مثل ليلى مراد وفاتن حمامة وسعاد حسنى ونجلاء فتحى وميرفت أمين ونادية الجندى ونبيلة عبيد.

حدث تراجع فى نجومية شباك التذاكر، لا شك أن منى زكى واحدة من النجمات اللاتى يحاولن، وحقق فيلمها الأخير رقما فى الشباك يدفع المنتج للمراهنة مجددا عليها، وأيضا على نجمات من جيلها، من حقهن أن تقدم لهن البطولة مثل منة شلبى مؤخرا فى (الهوى سلطان)، ولدينا هند صبرى وياسمين عبد العزيز. فى السنوات الأخيرة قدمت منى مسلسلات هامة مثل (أفراح القبة) محمد ياسين، و(نيوتن) تامر محسن و(تحت الوصاية) محمد شاكر خضير، إلا أن هناك وجها كوميديا لمنى مسكوتا عنه، رأيت بعض ملامحه فى عدد من الأدوار، والذى نادرا ما يلتقطه المخرجون، والوجه الثانى نرى فيه منى الأنثى عندما تتحرر من القواعد الصارمة التى حاصرت اختياراتها فيما أطلقنا عليه (السينما النظيفة)، وجدت منى بدون أن تقصد أنها العنوان لنوع من الفن المحافظ الذى يفرض معايير أخلاقية ليس لها علاقة قربى أو نسب بالفن، ولكن هكذا أرادوها وهى أبدا لم تقصد، تمردت ووصلت للذروة قبل نحو ١٦ عاما، على الشاشة فى دور الإعلامية (هبه يونس) فى (احكى يا شهرزاد) تأليف وحيد حامد وإخراج يسرى نصرالله... أطلقها وحيد فى أول إطلالة لها مسلسل (العائلة) وحررها أيضا وحيد فى (شهرزاد). لا أزال أراهن على أن كل هذه التنويعات الدرامية وغيرها، التى ابتعدت فيها منى عن القولبة ستصبح هى بحر الإبداع القادم، لو امتلكت الإرادة، وقررت مغادرة حمام السباحة الذى أرغموها على العوم داخل جدرانه الخانقة، وعمقه المحدود.

كان الفن بالنسبة لها وهى مراهقة فى الرابعة عشرة من عمرها، مجرد لعبة قررت أن تمارسها، ولو لمرة واحدة، وهكذا ذهبت لنجمها المفضل «محمد صبحى» لتشارك فى اختبارات مسرحية «وجهة نظر» تأليف لينين الرملى، ليقع اختيار «صبحى» عليها، من بين العشرات الحالمين سواء أكانوا موهوبين أم موهومين، وتتحول مع الأيام اللعبة إلى حياة ومصير. كنت واحدًا من الذين لمحوا فيها وهج النجومية قبل نحو ٣٠ عاما، وأشرت على صفحات (روز اليوسف) لتلك الموهبة القادمة، يبدو زمنا طويلا، ولكن لا تنس أن منى بدأت وهى طالبة فى السنة الأولى بكلية الإعلام، ومع الأيام ازدادت قناعتى بأن «منى» تملك إشعاعا وبريقا وحضورا، وتنطلق إلى دروب ودهاليز السينما وتقترب من مشاعر الناس، لتصبح من أهل البيت، وتلك ميزة أخرى تمتعت بها، فهى صارت واحدة من أفراد العائلة!.

هل هى فتاة الأحلام؟!.. لكل جيل فتاة أحلام.. هكذا كانت «ليلى مراد» فى الأربعينيات و«فاتن حمامة» فى الخمسينيات و«سعاد حسنى» فى الستينيات ونجلاء وميرفت فى السبعينيات. هل «منى» هى فتاة أحلام هذا الجيل؟، كانت تقف قبل ٣٠ عاما على أول السلم، وربما صعدت أيضًا عدة درجات لكنها لم تصل إلى قمة السلم، تكتسب فى كل عمل فنى مساحة أكبر وأعمق فى الحضور.

«منى» صنعت من موهبتها واحة غنّاء يحيطها سور اسمه الذكاء، وقد تنبت على جدران السور أشواك تحميها من أى عدوان خارجى. ولهذا استحقت عن جدارة تتويج جائزة اليسر الذهبية!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى زكى تواجه سكاكين «السوشيال ميديا» منى زكى تواجه سكاكين «السوشيال ميديا»



GMT 17:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

الشهادة القاطعة

GMT 17:43 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه

GMT 17:41 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 17:36 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

GMT 17:34 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إعادة قراءة لتواريخ بعيون فاحصة

GMT 17:32 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إيران دون عقوبات: تمكين الحلفاء بديل النووي

GMT 17:30 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

هل عاد زمن العطارين؟

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب

GMT 23:58 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

ساني يهزم نيمار في سباق رجل جولة دوري أبطال أوروبا

GMT 19:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

البدواوي يكشف أن "حتا" شهدت إقبالاً كبيراً من السياح

GMT 14:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي "إشبيلية" يرغب في التعاقد مع ماركوس يورينتي

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 00:29 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

صفية العمري تؤكّد أنها تبحث عن الأعمال الفنية الجيدة فقط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib