الثالوث الدرامي بعد التعديل «زوج وزوجة وشبه عشيق»
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

الثالوث الدرامي بعد التعديل «زوج وزوجة وشبه عشيق»

المغرب اليوم -

الثالوث الدرامي بعد التعديل «زوج وزوجة وشبه عشيق»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

القوالب الدرامية لا تتغير، ثابتة منذ نشأتها قبل الميلاد، ما يمتلك مرونة الانتقال من حالة إلى أخرى، هو المحتوى الذى نضعه داخل تلك الأطر التى يطلقون عليها أيضا توصيف (باترونات)، تتعدد فيها القضايا والشخصيات برغم ثبات الشكل.

فيلم (حيوات سابقة) يمثل فكريا ووجدانيا سينما كوريا الجنوبية، رغم أنه رسميا إنتاج أمريكى ويحسب لها، تتحرك الأحداث صعودا وهبوطا فى إطار زجزاجى تسيطر اللغة الكورية على القسط الأكبر من الحوار الذى تجرى أحداثه بين كوريا وأمريكا.

من المنطقى أن نقول السينما الكورية بدون تحديد جغرافى، لأنه لا توجد سينما تعثر عليها فى أى مهرجان، تمثل الشمالية، لن يسمح النظام الشمولى إلا فقط بوجود سينما دعائية تمجد النظام، ولهذا من المستحيل أن ترى أفلاما تنتسب للشمال، صارت كلمة سينما ومهرجانات تعنى كوريا، وأصبحنا نقول فيلم كورى ونحن نعنى تحديدا الجنوب، السينما هناك استطاعت أن تقتنص فى السنوات الأخيرة العديد من الجوائز الكبرى فى كل المهرجانات، وأيضا مسابقة (الأوسكار) لأنها تسمح بمناقشة كل القضايا وبرؤية إبداعية وآخرها فيلم (طفيلى).

الفيلم يتناول بشكل أو بآخر حياة كل منا، تنويعة على زمن عشناه وكل منا له حكاية عاطفية لا تخلو منها، وهكذا المخرجة والكاتبة سيلين سونج والتى تؤكد المعلومات المتاحة أن الفيلم يقدم جانبا من حياتها فهى عاشت تجرية مماثلة، مع اختلاف التفاصيل، وبدون حتى التيقن من صحة المعلومة، فهى تدخل تحت مظلة الممكن دراميا.

(الزوج والزوجة والعشيق) أشهر ثالوث درامى تعارفنا عليه طوال الزمن، ومن الممكن أن يصبح عشيقا أو عشيقة، الصراع عابر للثقافات وحدود الجغرافيا، مع اختلاف الدرجة ولكنه الأكثر تداولا، وفى العادة يصبح صراعا دمويا ينتهى بقتل أحد طرفى الصراع أو بمأساة للجميع.

المعالجة التى كتبتها المخرجة تميزت بهذا الحس الفكاهى الذى يميل أكثر لقالب الكوميديا وروح المداعبة، وفى نفس الوقت لم يتجاهل المعاناة العاطفية، خيط دقيق جدا أمسكت به المخرجة، كل التفاصيل تذهب بنا إلى هذا السقف، فهو يحاول الابتعاد عن الاستغراق فى الإحساس بالمأساة التى يعيشها الأبطال الثلاثة، حتى لو غلفها بحس كوميدى، إلا أنه لا يتوقف عن تقديم رسائل إنسانية ليورط المتلقى بين الحين والآخر ليجد نفسه طرفا فى الحكاية، المخرجة موقنة أن جمهورها عاش حكاية مماثلة ويريد أن يرى نفسه على الشاشة.

فى (نيويورك) يجرى القسط الأكبر من الأحداث، لحظات لنتعرف على حال البطلة الشابة الناضجة ثم نعود إلى كوريا فى (سول) وهى مراهقة، وهكذا تتداخل حدود الزمان والمكان، (رايح جاى) حب الطفولة والمراهقة بكل ما تحمله من مشاعر نقية ومثالية، تهاجر البطلة مع أسرتها بعد أن غيرت اسمها إلى (نورا) وتقع فى حب شاب أمريكى، ليعود الماضى مجددا لحبيبها الأول الكورى عن طريق التواصل الاجتماعى (سكايب) لتبدأ الرحلة.

وتتعدد الأسئلة التى تطرح علينا بطريقة غير مباشرة، هل الزوجة تحب زوجها؟ الإجابة من خلال الفيلم هى نعم، هل نظل كما كنا فى الماضى بكل مشاعرنا السابقة، أم أننا بالضرورة نتغير، هل من الممكن أن تسقط للأبد نظرية شادية (القلب يحب مرة/ ما يحبش مرتين)، ونتجاهل البيت الأشهر للشاعر عمر ابن أبى ربيعة (نقل فؤادك حيث شئت من الهوى/ وما الحب إلا للحبيب الأول).

السيناريو لا ينفى بقاء شظايا الحب الأول برغم أن الإنسان يكبر ليس فقط فى عمره الزمنى، لكن تتغير أيضا عواطفه، المخرجة نسجت السيناريو ليبقى الحب كما هو يضاف له حب آخر يأتى بعد مرحلة النضوج.

فى اللقاء الثلاثى بين الزوج والزوجة والحبيب القديم يتبادل الثلاثة الحوار، الذى يفهم منه الزوج فقط ما هو بالإنجليزية، وعندما تتوقف البطلة عن الترجمة نرى عتابا مشتركا بالكورية.

هو لايزال يبحث عن شريكة حياته الكورية التى أحبها فى مرحلة الشباب، لكن يعانى من ظروف اقتصادية لا تمكنه حتى الآن من استكمال الارتباط، يعتب على حبيبته السابقة، وتعتب هى أيضا عليه، ولكن الحب ليس هو فقط الوسيلة المضمونة والوحيدة للارتباط، هناك أشياء الأخرى، كل منهما مستقر فى حياته الجديدة، رغم أن الحب القديم لم يمت.

انتقلا من المطعم حيث شاهدنا ردود فعل الزوج التى يعبر عنها بتلك النظرات التى تحمل الدهشة أحيانا والرفض أحيانا، بينما الزوجة و(الحبيب الأول) يتعاتبان على الماضى ومن هو المخطئ، تمنح المخرجة مساحة لكل منهما، ليعبر عن مشاعره، ليصعد السؤال المنطقى، لو أرادت الزوجة أن تطلق الأمريكى وتتزوج الكورى القرار بيدها ولكن عمق الدراما يقف في مرحلة أخرى وهى مناقشة صدق العواطف وثباتها.

عندما ذهبت لوداعه تركت المخرجة مساحات من الصمت بينهما تتولى العيون الكلام، ويبدأ المشاهد أيضا فى ملء هذا الصمت، تؤكد النظرات واستغراقها الزمنى وثبات الكاميرا، أن الحب لايزال ساكنا فى المشاعر ولكن هناك أيضا لكل من بطلى الحكاية حب آخر والتزام آخر، الحاضر به الحب أيضا الذى يعيشه كل منهما فى عالمه الجديد يفرض عليه أن يضحى بالماضى، وهكذا من الممكن أن نفهم مغزى العنوان (حيوات سابقة) لأننا نعيش فعلا عندما نحب أكثر من حياة.

الحكاية تتداخل فيها كل الأطياف والأفكار وأنت كمتلقٍ طرف إيجابى فيها، ليست فقط حكاية المخرجة، بشكل أو بآخر حكايتنا تورطنا فيها، السينما ليست حكاية ولكن كاميرا تنقل ما وراء الحكاية بنعومة وصدق، وهذا هو سر وسحر هذا الفيلم. شاهدت مساء أمس الأول فيلم (جولدا) الذى كان هو الحدث الأبرز بكل تفاصيله ورسائله، ليقدم وجها آخر لجولدا مائير وحرب أكتوبر وكيف مرت تلك الأيام فى إسرائيل، والخوف الهستيرى الذى سيطر على القيادات العسكرية هناك، وهو ما يستحق أن نتابعه بكل تفاصيله فى الغد!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثالوث الدرامي بعد التعديل «زوج وزوجة وشبه عشيق» الثالوث الدرامي بعد التعديل «زوج وزوجة وشبه عشيق»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib