«النُص» الإبداع على ضوء شمعة
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

«النُص».. الإبداع على ضوء شمعة!

المغرب اليوم -

«النُص» الإبداع على ضوء شمعة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

فى منتصف عقد التسعينيات أتذكر جيدًا (كاريكاتير) لأحمد رجب وتوأمه مصطفى حسين على الصفحة الأخيرة من جريدة (الأخبار)، رصدا فيه أن كل المسلسلات المعروضة فى رمضان يسيطر عليها (الطربوش). كان العدد فى الماضى قبل الانتشار الفضائى لا يتجاوز خمسة أو ستة مسلسلات على أكثر تقدير.

لاحظ رجب ومصطفى أن القسط الأكبر منها يعود إلى زمن الثلاثينيات والأربعينيات، وفى واحدة من إبداعهما ألبسا وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف طربوشًا للسخرية، وتقبّلها (الشريف)، وكانت من بعدها حديث الناس.

مع الزمن صار حضور تلك الحقبة الزمنية نادرًا، لأنها بقدر ما تتطلب دقة فى التفاصيل البصرية والسمعية، تتطلب أيضًا تكلفة إنتاجية ضخمة.. يعيدنا مسلسل (النُّص) إلى هذا الزمن بكل ما يملكه من سحر وعبق، نتابع النكتة والقفشة والرقصة والمونولوج، ونتطلع فى نفس اللحظة إلى ما هو أبعد وأعمق.

المسلسل كحالة فنية يبدو متفردًا، فهو مثل (الفانوس) الشعبى القديم، الذى اختفى تمامًا حتى من الأحياء الشعبية، بعد أن سيطر الفانوس الكهربائى الصينى. الفانوس الشعبى كان يمتلك رؤية فنية فى تصنيعه، تمنحه تفردًا، تتأرجح شمعته بين القوة والخفوت، إلا أنها تظل قادرة على سرقة العين، بينما يمتلئ الأفق بمصابيح إلكترونية ترسل ألوانًا ووميضًا، عينك تتوجه إلى (الفانوس) الشعبى، تتابع الشمعة وهى تقاوم من أجل البقاء لتظل صامدة، وهكذا جاء مسلسل (النُّص) بما يمتلكه من السحر والعبق، تتشبع تفاصيله بروح الماضى.

ينجح بطل المسلسل، الممثل أحمد أمين، دائمًا فى اقتناص عمل فنى يشبهه، تشعر وكأنه من المستحيل أن يؤدى الدور ممثل غيره، الأمر ليس فقط موهبة، بقدر ما تتوفر حالة من التماهى بين أبعاد الشخصية دراميًّا وسيكولوجيًّا مع أحمد أمين.

قبل عامين شاهدته فى مسلسل خاص جدًا (الصفارة)، وقبلها (جزيرة غمام)، ممثل صاحب رأى ورؤية. وهكذا جاء (النُّص) هذا العام، يستكمل به اختياراته. تستطيع أن ترى فى أمين رحابة فى التعامل مع الحياة الفنية، فهو البطل نعم، ولكن كل من يقفون بجواره أبطال، ساهموا بقسط وافر فى تأكيد خصوصية الشاشة.

(النُّص)، وهو اسم الشهرة للبطل، لديه معادلة قانونها الدائم هو (النص)، يمنحك إياه ثم يحصل بالحيلة والدهاء وخفة اليد على الكل!.

الأحداث تعود بنا إلى مرحلة خصبة فى حياة المصريين، أثناء مقاومة الاحتلال البريطانى، مستندًا إلى عمل أدبى أشبه بدراسة عن تاريخ النشالين، أحالها فريق من الموهوبين: عبد الرحمن جاويش، وسارة هجرس، ووجيه صبرى، إلى حالة إبداعية بقيادة المخرج حسام على.

الديكور والملابس والموسيقى والأغنيات التى كانت عنوانًا لذلك الزمن تسيطر، كما أن انتقاء مفردات الحوار يمنح حضورًا وألقًا ومصداقية.

عدد من الموهوبين رأيتهم على الشاشة، مثل أسماء أبو اليزيد التى تترك دائمًا بصمة فى كل أدوارها، ولدينا صدقى صخر، وعبد الرحمن محمد، وحمزة العيلى، وسامية الطرابلسى، ومراد مكرم، وياسر الطوبجى، وميشيل ميلاد، ودنيا سامى.. وغيرهم.

الكوميديا ليست فى الموقف، بقدر ما هى فى تعاطى الممثلين مع تلك المواقف بأداء سهل بسيط، لا يحمل أى محاولة مباشرة للإضحاك، ونضبط أنفسنا بعدها نضحك.

كثير من المعانى تتسلل بنعومة وإبداع، مثلًا الخط الفاصل بين الحقيقة وقراءتها، فهى تخضع إلى حد كبير لتفسيرنا اللحظى، اللص يصبح شريفًا، والكاذب صادقًا، والرعديد بطلًا.

الخط الفاصل الذى يحمل تناقضًا بين الفعل وكيف نقرأ الفعل، وهى قضية تتجاوز القراءة المباشرة للمسلسل.

(النُّص) يبدو فى السباق الدرامى أشبه بسلحفاة تتقدم خطوة خطوة بثبات إلى مشاعر الناس، تؤكد أن ضوء الشمعة، فى أحيان كثيرة، يتجاوز أضواء أضخم المصابيح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النُص» الإبداع على ضوء شمعة «النُص» الإبداع على ضوء شمعة



GMT 21:55 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

لا مفر

GMT 21:52 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

زيت الفصائلِ على نار الخرائط

GMT 21:48 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

حراميّة القصائد وفهلوية الأفكار

GMT 21:46 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

آيديولوجياتنا التائهة

GMT 21:43 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

الدولة اللبنانية وقبضة «حزب الله»

GMT 21:41 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

التراث الذى لا يعرفونه!

GMT 20:30 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم.. نجمة شباك مع إيقاف التنفيذ!

GMT 20:28 2025 الإثنين ,11 آب / أغسطس

الوجدان المصري ــ السعودي

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib