امسك «حرامى» «عاش هنا»

امسك «حرامى».. «عاش هنا»

المغرب اليوم -

امسك «حرامى» «عاش هنا»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تكثف أجهزة الأمن عملها للقبض على حرامى اللوحة فى حى الزمالك، الذى استطاع انتزاع العديد ممن الألواح النحاسية التى أقامها جهاز التنسيق الحضارى لبعض الشخصيات العامة، والتى حملت عنوان (عاش هنا)، بعد أن صارت تتصدر العمارات التى عاشوا فيها.. رصدت الكاميرات المنتشرة اللص، ولا أدرى بالضبط كم عدد اللوحات، وهل استطاعوا الإمساك به قبل أن يبيع هذه اللوحات المكتوبة عليها أسماء رموز مصر من المبدعين فى كل المجالات.

لدينا عصابة تسرق الكحل من العين، وتنزع اللوحة النحاسية من أمام البيت.. آخر ما خطر على بال رئيس جهاز (التنسيق الحضارى)، المهندس محمد أبوسعدة، أن يواجه هذا النوع من السطو.

قبل يومين، اتصل بى صديقى أحمد يوسف شريف رزق الله يخبرنى بسرقة لوحة أبيه، الإعلامى الكبير، وأكد أيضا أن فى العمارة المقابلة لهم بحى مصر الجديدة سُرقت لوحة تحمل اسم الفنان الكبير نظيم شعراوى، وهناك سرقات أخرى ربما لم يعلن عنها أصحابها بعد، هل هو سارق واحد وضع فى خطته نزع أكبر عدد من تلك اللوحات ثم بيعها مرة واحدة؟!.. أميل أكثر إلى هذا التحليل، وربما فى أكثر الأحوال لا يتجاوز العدد اثنين أو ثلاثة ومعهم تاجر نحاس.

السارق قطعًا لن يحصل بعد بيع اللوحة النحاسية سوى على عدد محدود من مئات الجنيهات.. لو زاد عددها، من الممكن أن تحقق بعد صهرها بضعة آلاف.

سألت المستشار القانونى د. حسام لطفى عن العقوبة التى تنتظر هذا السارق، قال لى فى الحد الأقصى تصل إلى سجن مرتكب تلك الجنحة سبع سنوات.

جهاز (التنسيق الحضارى) بصدد البحث عن مادة أخرى غير نحاسية، ولكن لونها أصفر، زهيدة الثمن، لصناعة تلك اللوحات، حتى لا تغرى أحدا بسرقتها، والمشكلة: هل يدرك الحرامى قبل الإقدام على جريمته أنها ليست نحاسية؟.

المشروع القومى (عاش هنا) استطاع خلال سنوات قلائل نشر ثقافة مجانية فى الشارع، ينشّط ذاكرة العابرين عندما يقرأ أحدهم الاسم، ويبدأ فى تداعى المعلومات عن تلك الشخصية، (الباركود) المطبوع على اللوحة يقدم له المزيد منها.

تحدث بين الحين والآخر مشكلات مع عدد من أصحاب العقارات الذين يرفض بعضهم وضع تلك اللوحات.

مثلًا: صاحب عمارة شادية الكائنة بجوار حديقة الحيوان بالجيزة كان رأيه أن العمارة عاش فيها عدد من المسؤولين، وهم من وجهة نظره أحق من شادية، من الواضح أنها نظرة متدنية للفن، يحاول فيها صاحب العمارة إيجاد أعذار، حتى لا يضع لوحة تحمل اسم شادية.. فى كل الأحوال تم العثور على عمارة أخرى بحى الدقى عاشت فيها شادية ووضعت اللوحة.

أحيانًا، يحتج أصحاب العقار لأسباب قانونية متعلقة بالشقق المؤجرة، يعتقدون أن كتابة هذه اللوحة من الممكن أن تعد سندا قانونيا لأسرة الفنان الراحل للإقامة مجددا بالشقة، رغم أن اللوحة لا تؤدى أبدًا إلى تمكين أسرة المتوفى من الشقة.

عشت زمنًا كنا فيه نعرف (حرامى الغسيل) يلتقط، خاصة فى الشتاء وفى أنصاص الليالى، الملابس المنشورة على الحبل ثم يبيعها، اختفى حرامى الغسيل، لأن البضاعة لم تعد مغرية بالسرقة والمخاطرة، لو لمحه أحد من الجيران سيلقى ما يناله (حمار فى مطلع)، يكتفى الناس بهذا العقاب ويطلقون سراحه، وغالبا لا يعاود السرقة.

حرامى اللوحة أراه أكثر حنكة من حرامى الغسيل، ربما حتى الآن لم يتم بيع اللوحات لتاجر النحاس.. فهل يعيد لنا اللوحات المسروقة ونعتبرها غلطة وندمان عليها، ونقطة ومن أول السطر؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امسك «حرامى» «عاش هنا» امسك «حرامى» «عاش هنا»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:06 2021 الأحد ,01 آب / أغسطس

إقصاء الكص ونبيل من "أولمبياد طوكيو 2020"

GMT 19:30 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الأرنب..عاطفي وسطحي ويجيد التعامل مع الناس

GMT 14:27 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الثور" في كانون الأول 2019

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 03:48 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

سلطات سيدي البرنوصي توقف نهب رمال شاطئ النحلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib