«مهرجان القاهرة» وبدأت ساعة الصفر

«مهرجان القاهرة».. وبدأت ساعة الصفر

المغرب اليوم -

«مهرجان القاهرة» وبدأت ساعة الصفر

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

نعم.. هناك بعض الحرائق الصغيرة التى تشتعل هنا وهناك، إلا أنها لن تستطيع أن تسرق الكاميرا من الحدث الأهم فى تاريخنا الثقافى (مهرجان القاهرة السينمائى).. تفاصيل تتكرر فى كل المهرجانات مع اختلاف الدرجة، لأنها غير مقننة بدقة ولا تخضع لمعايير مطلقة.

أقصد مَن يحضر الافتتاح، وما هو موقعه فى الصف الأول أم العاشر أم أنه سيصعد البلكون، ومن الذى ستتاح له بطاقة (الريد كاربت)، ومن سيتابع النجوم ويلتقط الصور؟.. الكثير من الجدل السنوى يحيط هذه التفاصيل، ولكنها أبدا لا تصبح (المانشيت).

أنا مستاء مما حدث من تراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعى عندما تمت إقالة الزميل الصحفى والناقد محمد عبدالرحمن، المسؤول عن المركز الصحفى فى هذا التوقيت الحرج، فقرر أن يدخل الرأى العام طرفًا فى الحكاية، ويشرح الأسباب من وجهة نظره، لأنها- أكرر - إقالة وليست استقالة، وبعدها تورط المدير الفنى للمهرجان المخرج أمير رمسيس فى الرد، وهو صراع لا يعنى أحدا سوى أطرافه.

مؤكد كانت هناك اختيارات أخرى أمام المدير الفنى، ليس من بينها ومهما كانت المبررات إقالة (عبدالرحمن)، وكان أيضا حسين فهمى قادرا بذكائه ومرونته المعتادة أن يوقف الصراع قبل تبادل إطلاق البلاغات.

أتذكر أن مخرجًا له باع طويل فى السينما شاهدته فى واحدة من الدورات وهو يصعد (البلكون)، بينما ابنته النجمة الصاعدة (VIP).. هناك حسبة ما عند البعض لا تكتفى بالتاريخ، ولكن تصبح للجغرافيا الكلمة الأولى.

ورغم ذلك، ستظل للمهرجان مساحته فى قلوبنا، وهو ما يدفعنا لكى نطلب من الجميع التوقف عن إثارة أى غبار بعيدا عن الهدف الأسمى وهو نجاح المهرجان الذى صار يشكل مساحة إيجابية وجمالية للجيل الذى تفتّح وعيه الفكرى قبل 40 عامًا على الدنيا. أتذكر أن هذا الحدث من فرط ضخامة الاهتمام الإعلامى كان يواكبه أكثر من عشر مجلات ويوميات يصدرها القطاع الخاص، والكل يشترى المطبوعة، الكل يتابع تفاصيل الأفلام، بعض شباب المحافظات كانوا يشدون الرحال إلى القاهرة ويقيمون فى فنادق وسط المدينة بالقرب من دور العرض، حتى لا يفوتهم هذا الحدث القاهرى.

افتتح الدورة الأولى عام 1976 ممدوح سالم، رئيس الوزراء الأسبق، وسط حفاوة رسمية وشعبية. أدرك الرئيس الأسبق أنور السادات أن مصر يجب أن تصبح هى الرائد فى الشرق الأوسط، والمهرجان من حقه أن يحصل على موافقة الاتحاد الدولى للمنتجين قبل أن تفعلها إسرائيل، وأعطى أوامره لوزير الثقافة الأسبق يوسف السباعى بإقامة المهرجان.

الكاتب الكبير كمال الملاخ، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، كان هو عنوان الدورات الأولى حتى 83، ثم حدثت أخطاء تنظيمية وتدخلت الرقابة عنوة وحذفت مشاهد من الأفلام، مما أسقط الصفة الدولية عن (القاهرة)، وتولى المخرج كمال الشيخ الرئاسة عام 1984، بينما الرئيس الحقيقى كان هو سعد الدين وهبة، الذى استمر منذ 85 حتى رحيله 97، محققا شعبية ورسوخًا، كما أن المساحة العربية فى عهده اتسعت بما يتوافق ومكانة مصر.

ثم جاء حسين فهمى ووضع لمساته الخاصة بداية من انتقال الفعاليات إلى دار الأوبرا، وهو ما استمر حتى الآن. عاد حسين هذه الدورة محملا بخبرة سابقة قدم خلالها أربع دورات ناجحة، ومعه فريق عمل من أصحاب الكفاءات المشهود لها: أمير رمسيس المدير الفنى، وأندرو محسن رئيس المكتب الفنى، وعدد من المبرمجين الشطار والمؤهلين لانتقاء الفيلم الأجمل.

أتمنى من حسين أن يتدخل بمرونته المعهودة فى توجيه بوصلة الاهتمام مجددا إلى الحدث والفعاليات، وكما قال الشاعر: (وما الحب إلا للحبيب الأول)، ومهرجان القاهرة هو (الحبيب الأول)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مهرجان القاهرة» وبدأت ساعة الصفر «مهرجان القاهرة» وبدأت ساعة الصفر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:33 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 13:50 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقيف شقيقين نقلا جثة والدهما إلى منزله في بني سويف

GMT 15:33 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء شائعة عند تحضير ديكور غرفة المعيشة

GMT 09:10 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 09:46 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

حفلة لفرقة "رباعي كوينز" في قصر المانسترلي الخميس

GMT 05:29 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

كيف تصالح حبيبتك حين تغضب أو تحزن منك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib