ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

المغرب اليوم -

ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لم يصب أى منا بدهشة عندما قالت شيرين على خشبة المسرح، وهى ترثى صديقها الملحن الشاب محمد رحيم (ربنا يجعلها سيئة جارية) بدلا من (صدقة جارية)، وذلك فى دولة الكويت الشقيق، أثناء غنائها بعد توقف، تنبهت واعتذرت وتوقعت أن تلك الهفوة ستصبح (تريند)، وهو ما حدث.

أنا سعيد بعودة شيرين للغناء، صوتها يدخل مباشرة القلب، لأنه يخرج من القلب، انفلات شيرين على المسرح أحد ملامحها، قالت أثناء غنائها (أنا فضيحة).

فى كل الأحوال لا أتصور أن الموقف سيزيد عن مجرد زلة لسان تعودت عليها شيرين، وتعودنا أيضا منها على تلك التجاوزات غير المتوقعة، قطعا لم تقصد شيرين أن تسخر من صديقها الملحن الشاب الراحل، ولا أن تحيل الموقف التراجيدى إلى حالة كوميدية، لكن (أهو ده اللى صار).

سبق أن تعرضت شيرين لعقاب بالإيقاف عن الغناء فى نقابة الموسيقيين فى عهد هانى شاكر، بل أكثر من ذلك، قاطعتها أيضا الإذاعة رسميا ومنعت تداول أغانيها، لا أتصور أن النقيب الحالى، مصطفى كامل، لديه تلك المواقف الحادة.

ما يعنينى هو أن شيرين بدأت طريق التعافى من زوجها السابق الذى أراه بؤرة أزمتها، فهو لم يكن أمينا عليها ولا على بيتها، ونشر أكثر من فيديو على الملأ للتشهير بها، وهى فى حالة ثورة وغضب.

أنا لست فقط سعيدا بعودتها للغناء، لكن بشفائها من تلك الحالة المرضية التى سيطرت عليها، سعيد أيضا بها وهى تستعيد توازنها، شاهدت مقاطع من حفلها الأخير، طبعا زاد وزنها، إلا أن شيرين من الممكن خلال أشهر قليلة أن تستعيد رشاقتها، هى حاليا محاطة بطبيبها الأمين عليها.

كيف يأمن إنسان على نفسه، بينما كان أقرب الناس إليه يمسك بالمحمول ويصوره داخل بيته أو فى الاستوديو الخاص به، بكل تفاصيله فى لحظات غضبه وثورته، ثم ينشر ذلك على الملأ ويؤكد أنه تسريب؟، ليست مرة واحدة بل عشرات، وكلها ترمى إلى هدف واحد فضح وتجريس شيرين، تقديمها للرأى العام باعتبارها إنسانة منفلتة غير أمينة حتى على رعاية بناتها.

عدو شرس كان يقطن البيت يمسك بكاميرا، ذهبت فترة قصيرة للمستشفى لتلقى العلاج من الإدمان، وبيان من الأسرة متمثلا فى الأخ الصغير الذى وصفته بأنه ابنها، رغم فارق العمر البسيط بينهما، الشقيق أكد أن كل شىء على ما يرام، وتحت السيطرة، وأنها تستمتع بحياتها.

كل شىء فى الدنيا له علاج على شرط توفر الإرادة، وما أتابعه يؤكد أن شيرين تمتلك الإرادة وتصر على استكمال طريق الشفاء.

فى مطلع الألفية دخلت وجدان الشعب العربى كله، نجحت أن تحتل تلك المكانة الاستثنائية على مدى ربع قرن، إلا أنها وبفعل فاعل- الكل يعرفه- تمكن فى لحظات من تدمير هذه المكانة، التى تداعت أمامنا، ولا حل سوى أن تظهر فى الأفق معادلة أخرى، إنسان قادر على أن يحمى شيرين من شيرين.

ما رأيته فى حفل (الكويت) يؤكد لى، برغم هفوة اللسان، أن شيرين تعافت، وسوف تنطلق مجددا لتملأ حياتنا نغما وإبداعا، كل هذا وأكثر سوف يحدث على شرط أن تردد مع فايزة أحمد فى رائعتها (بيت العز يا بيتنا) هذا المقطع (ابعد يا شيطان.. ابعد يا شيطان)!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان



GMT 17:44 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

الشهادة القاطعة

GMT 17:43 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

دروز سوريا… تاريخ لا يمكن تجاوزه

GMT 17:41 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

لا تطمئنوا كثيرًا..!

GMT 17:36 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

استنزاف الشرع أم تفكيك سوريا؟

GMT 17:34 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إعادة قراءة لتواريخ بعيون فاحصة

GMT 17:32 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

إيران دون عقوبات: تمكين الحلفاء بديل النووي

GMT 17:30 2025 الإثنين ,05 أيار / مايو

هل عاد زمن العطارين؟

أمينة خليل تتألق في الأبيض بإطلالات عصرية ولمسات أنثوية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:41 2023 السبت ,22 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.5 درجة في اليونان

GMT 07:39 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغجر يحبُّون أيضًا" رواية جديدة لـ"الأعرج"

GMT 15:40 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيفية اختيار لون المناكير المناسب

GMT 23:58 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

ساني يهزم نيمار في سباق رجل جولة دوري أبطال أوروبا

GMT 19:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

البدواوي يكشف أن "حتا" شهدت إقبالاً كبيراً من السياح

GMT 14:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي "إشبيلية" يرغب في التعاقد مع ماركوس يورينتي

GMT 00:51 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

التلفزيون الملون لم يدخل بيوت الآلاف في بريطانيا

GMT 00:29 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

صفية العمري تؤكّد أنها تبحث عن الأعمال الفنية الجيدة فقط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib