شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر

شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر!

المغرب اليوم -

شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر

طارق الشناوي
طارق الشناوي

في مطلع الألفية الثالثة، كان البسطاء من سكان العشوائيات، يسرقون الفرحة من قبضة الأحزان، انتصروا على الحياة الضنينة بصناعة البهجة بما هو متاح، وهكذا اختاروا رتماً راقصاً ونغمة سريعة الترديد، لتصبح هي عنوانهم ونشيدهم.

الزمن كان شحيحاً في أفراحه كريماً في أتراحه، إلا أنهم تعودوا ألا يستسلموا لمشاعر الإحباط، مهما بلغت قسوتها. لم يكن هذا الأمر جديداً أو استثنائياً. في كل مجتمع تظهر ومضة ولغة وحركة موازية لما يجري على أرض الواقع تعبّر عن البيئة وتظل في إطارها المحدود داخل نفس الدائرة، إلا أن«السوشيال ميديا» أحالت الخاص إلى عام، وانتقلت تلك الأغاني قبل خمسة عشر عاماً من المناطق العشوائية إلى فنادق «السبع نجوم»، وبعدها عبرت الحدود إلى العالم العربي.

بدأنا نقرأ أسماءهم: شاكوش وكسبرة وحنجرة وبيكا وشطة... وغيرها، وهي غالباً ليست أسماءهم الرسمية، إلا أنها منحتهم شهرة سريعة. أغلبهم لا يقرأ ولا يكتب وليس لديهم أيضاً رغبة في ذلك. للتذكرة أحمد عدوية لم يتعلم القراءة والكتابة، ولا يزال على مدى نصف قرن هو الملك المتوّج على عرش الأغنية الشعبية. لديهم بوصلة في الاختيار، لا تستند قطعاً إلى أسباب علمية، لا شعورياً يتوجهون إلى النغمة التي يُقبل عليها الناس، والدليل أنَّ أغنية مثل «بنت الجيران» حققت ولا تزال كل هذا النجاح الطاغي، ورددها أكثر من مطرب شهير وآخرهم راغب علامة عندما استضافته سمر يسري في برنامجها «يوم ليك». أدى الأغنية التي أضافت حالة من البهجة. حتى هاني شاكر الذي ناصب هذه الأغنيات وغيرها العداء وظل حتى بضعة أسابيع خَلَت رافضاً الاعتراف بهم في نقابة الموسيقيين، غنّاها مع المذيعة وفاء الكيلاني في برنامجها «السيرة»، بيد أنه تعمّد السخرية من أداء مطربها حسن شاكوش.
لا أحد يستطيع أن يناصب العداء لما يحبه الناس، أو يصادر فناناً اختارته الجماهير. مثلاً في الأربعينات من القرن الماضي، ومع بداية ألق وجماهيرية إسماعيل ياسين فُتحت ضده كل نيران أسلحة الاستهجان والغضب، وبدأت الصحافة تعلن أنه يشكّل خطورة على الصحة العقلية للأطفال، ووجهت نصيحة لأولياء الأمور بضرورة تجنب الذهاب إلى السينما - لم يكن التلفزيون قد بدأ بعد. الهجوم كان شرساً، واستعانوا بعدد من أساتذة علم النفس والاجتماع الذين أجمعوا على ضرورة الابتعاد عن التعرض لأفلام إسماعيل ياسين، تحسباً لهبوط معدل ذكاء أبنائهم.
لم تتمكن كل هذه القوى المتشابكة من إزاحة إسماعيل ياسين عن وجدان الناس، ظلّت له مساحته مصرياً وعربياً، بل لا يزال هو النجم المفضل لأطفال الألفية الثالثة، وصوره وتماثيله تباع حتى الآن، وملامحه ينتعش لرؤيتها الأطفال.

علينا أن نقف على أسباب النجاح، وعندما نعجز عن التفسير، لانلجأ لسلاح المنع والتشهير، ولكن نعيد مرة أخرى تأمل الموقف، لندرك أين يكمن السر؟

هكذا كان يفعل مثلاً الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أصر على أن يذهب إلى الملهى الليلي الذي كان يغني فيه أحمد عدوية، رغم أنه كان من النادر أن يسهر خارج منزله، إلا أنه لم يتعالَ على أن يتأمل الظاهرة عن قرب. بينما عبد الحليم حافظ لم يكتفِ بهذا القدر، بل غنّى مع عدوية «السح الدح إمبوه». راغب علامة كان مباشراً وصريحاً عندما أعلن أنه ضد المصادَرة، ثم واصل الغناء بكل سعادة وقناعة وبهجة «بنت الجيران»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر شاكوش بين حب راغب وسخرية شاكر



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib