المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية!

المغرب اليوم -

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

امرأة شبه عارية تقتحم المهرجان وترسم علم أوكرانيا على جسدها، الإجراءات الأمنية شديدة الصرامة جدًا فى (كان)، ولا يمكن لمن حضر المهرجان طوال السنوات الأخيرة أن يصدق أن امرأة عارية تستطيع التسلل ببساطة إلى سلم (لوميير)، وهى تقدم إشارة مباشرة لاغتصاب النساء من قبل الجنود الروس فى أوكرانيا، الأقرب للمنطق أنها تحمل معها بطاقة الدعوة، ولا ترتدى ما يثير حفيظة أو توجس الأمن، كما أنها تمكنت من التخلص من ملابسها، بعد نجاحها فى كل مراحل التدقيق المعمول بها.
هل هى أوكرانية أم مجرد متعاطفة مع أوكرانيا؟، الأمر غير محسوم تمامًا ولا يعنينا فى شىء، ما هو محسوم أن المهرجان غلفته تمامًا السياسة، لدرجة أننا نتابعها على جسد امرأة لم تحتفظ سوى بورقة التوت.

دعنا الآن من النساء لنتحدث عن الأفلام التى ستقرأ أيضا سياسيًا، هذا الشريط الذى يحمل الجنسية الروسية، وهو الوحيد الذى سمح له بالعرض فى المسابقة الرئيسية للمهرجان (زوجة تشايكوفسكى)، طبعا الموسيقار الروسى الأعظم فى تاريخ الأوبرا تشايكوفسكى للمخرج الروسى كيريل سيريبريكوف، الفيلم يستحق الحفاوة، ليس لأن مخرجه ممن يقفون على الجانب الآخر للرئيس بوتين، حتى من قبل غزو أوكرانيا، ولكن لأهميته فى أسلوب السرد التاريخى والخيط الرفيع النفسى الذى تبناه الفيلم.

رغبة امرأة ثرية فى الزواج من هذا الموسيقار العظيم، ولا تستطيع أن تقف على الحياد المطلق وتحدد لمن تنحاز فى نهاية الأمر؟، المخرج ترك للمتلقى إصدار الحكم، فهو يقدم حالة الفيلم الفنية الموضوعية (السردية)، من خلال تتابع اللقطات، والنفسية كإحساس من خلال عيون المرأة ومشاعرها، حيث يتداخل ما هو مواقعى بما هو خيالى، المخرج سبق له أن عرض له فى (كان) فيلم (إنفلونزا بيتروف)، فهو ليس غريبًا قطعًا عن المهرجان، كما أنه فى نفس الوقت يعيش حاليًا طبقًا لما هو متاح من معلومات فى ألمانيا بسبب النظام، ولهذا لم يجد صعوبة فى التواجد بالمهرجان، وسيظل هناك حسبة ما أو قراءة خاصة أراها بعيدة عن الحقيقة، باستثناء الفيلم الروسى بالعرض لأنه معارض لبوتين، وإلى عهد قريب كان غير مصرح للمخرج بالسفر خارج الحدود. الفيلم بعيدًا عن أى حسابات أخرى، يستحق المنافسة فى المسابقة على الجائزة ضمن نحو 21 فيلما، ويبقى سؤال استباقى يتردد فى ذهن كثيرين، ماذا لو أعلنت لجنة التحكيم منحه جائزة، هل يتم التعامل معها ببساطة لكونها جائزة فنية؟، مع الأسف سيصبح أول سكين ينال من المخرج فى مقتل هو التحليل السياسى للجائزة مما سيظلم قطعًا الشريط السينمائى.

تشايكوفسكى، الموسيقار العظيم، تحتفظ الإنسانية له بالكثير من أعماله، وهو المولود فى منتصف القرن التاسع عشر، ولا نزال ننتعش فى كل الدنيا بإبداعه (بحيرة البجع) و(كسارة البندق) و(الجمال النائم) و(روميو وجولييت) وغيرها.

حياته يملؤها الغموض ما بين مثليته الجنسية وإحباطه الشخصى، الفيلم لا يدخل فى قالب السينما الموسيقية رغم أن البطل موسيقى، ولكن الرؤية الأكثر عمقًا هى الجانب الاجتماعى فى الحكاية، ميوله الجنسية كانت هى نقطة الضعف التى نالت منه، وكثيرًا ما تعرض للعنف، خاصة أنه كان يستمد من هذه العلاقات الشاذة العديد من أعماله.

التاريخ لا يحسم الكثير من القضايا، وتعودنا على أن العمل الفنى الذى يتناول فنانًا يصبح الهدف هو إنجاز الفنان وليس ما يثار حوله، ولكن تلك الإطلالة من المخرج الروسى مختلفة تمامًا ولن أضيف هذه المرة صفة المعارض لبوتين حتى لا أفسد عليكم الرؤية الإبداعية، ولا أفسد أيضًا ملامح الجمال فى الفيلم.

منذ اللقطات الأولى مساحة من الخيال تبدأ من الزوجة التى تتخيل الكثير من المواقف، مثل حوارها مع زوجها بعد الرحيل، أو أن هناك من يعرض عليها ممارسة الجنس ويقدم لها مجموعة من الرجال، وبدلا من أن تختار واحًدا يقع اختيارها عليهم جميعا.

إنها طبقا لقانون الفيلم مجرد خيال يسكن مشاعر الزوجة ولا يعبر بالضرورة عن الحقيقة، هذا هو مفتاح الفيلم، إلا أن المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، لم يكن مخلصًا فى نسيج الفيلم، لتضفير الخطين المتوازيين، ترك للمتلقى دائمًا حرية الحركة بين التعامل معه كخيال أو واقع مباشر، كل التفاصيل فى بناء الفيلم، تحتمل أكثر من قراءة، فهو لا يقدم الموسيقى فى مقدمة (الكادر) على عكس مثلًا فيلم (أماديوس) الذى تناول حياة العبقرى موتزارت من خلال سالييرى الموسيقار المعاصر له، والذى كان يشعر بالغيرة وهو يرى تلك الومضات الإبداعية لمنافسه الشاب، الذى استحق تلك المكانة ورحل وهو فى مطلع الثلاثينيات تاركا هذا الإرث العظيم، بينما أماديوس، وهو ما ينطبق عليه توصيف (ميديوكر)، أى متوسط الموهبة، مثل هؤلاء يشعرون بالجمال الفنى أكثر من الجمهور العادى، ويتذوقون الإبداع، أكثر حتى من مبدعه الأصلى، إلا أنهم غير مؤهلين لتقديم شىء مماثل أو مقارب له، (أماديوس) ستجد فيه الروح الموسيقية غالبة، بينما مع زوجة تشايكوفسكى ستتراجع الموسيقى كثيرًا لخلفية (الكادر) حتى حياة هذا الموسيقار الكبير بكل تناقضاتها لن تحتل مقدمة (الكادر)، سيظل المسيطر على المشهد وروح الفيلم هى زوجة الموسيقار ومعاناتها بكل التفاصيل التى عاشتها واقعيًا أو خياليًا.

الزمن يطل بكل أبعاده على المشهد، صار للزمن فى خيال جمهور السينما درجات محددة فى كل شىء، الملابس الألوان حتى أسلوب التعبير، وهو ما نجح فى تقديمه المخرج الروسى.

السؤال هل مع كل تلك السياسة التى سيطرت على المهرجان منذ حفل الافتتاح حتى شاهدنا الفتاة التى تسللت إلى سلم المهرجان وتخلصت من ملابسها لتعلن موقفها ضد الغزو الروسى، هل يجوز بعدها أن نصدق رؤية محايدة للفن بدون أى إضافات سياسية؟، مع الأسف عندما تدخل السياسة من الباب، تكتشف أن الكثير من المنطق والجمال الإبداعى يهرب من الشباك!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib