علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه

المغرب اليوم -

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

رغم أننا بالمنطق والضرورة كان ينبغى أن نلتقى كثيرًا، حيث تواكبت مسيرته كمطرب فى الثمانينيات مع مسيرتى الصحفية، إلا أننى بمجرد أن فجعنى خبر رحيله، حاولت أن أتذكر أى لقاء خاص بيننا، فلم أجد شيئا فى الذاكرة.. ما تبقى ربما لقاء سريع فى استوديو، برنامج كنا فيه فقط ضيفين، ولكن لم نتبادل حتى أرقام التليفونات.

المؤكد أننا تلاقينا عابرًا، والمؤكد أيضا أننى كتبت عنه أكثر من مرة عابرا، ولكن لم أقترب بما فيه الكفاية أو كما ينبغى أن يكون.

أول مطرب يلتقى جمهورًا مرتديًا نظارة طبية، سبقته فقط فى السبعينيات عزيزة جلال، ولكن لا يوجد مطرب حتى من ضعاف النظر مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب قد واجه جمهوره يوما بالنظارة.

(فرقة الأصدقاء) لعمار الشريعى تحمل الكثير من الذكريات فى حياتنا، فهى ربما ثالث أو رابع فرقة حققت شهرة عريضة بعد (المصريين) هانى شنودة، ولاحقتها مباشرة (الفور إم) عزت أبوعوف، و(طيبة) للأخوين حسين ومودى الإمام.

عرفنا (الأصدقاء) حنان ومنى وعلاء بأشعار عمر بطيشة وسيد حجاب، كانا هما العمق الفكرى الاستراتيجى، الفرقة حققت العديد من النجاحات، بل ولقفزات، تبقى لأغنية (الحدود) مساحة استثنائية من شعر عمر بطيشة.

انشغل عمار بعد سنوات بمشروعه الخاص، فلقد كان هو بين أقرانه الأكثر طلبا، خاصة فى (تترات) المسلسلات، وبات من المستحيل استمرار الفرقة رغم نجاحها، لأن مؤسسها من حقه أن يحقق أحلامه البعيدة عن (الأصدقاء).

الكل حاول الغناء منفردًا.. منى عبدالغنى وحنان وعلاء.. استطاعت حنان أن تحقق نجاحًا طاغيًا، حتى أصبح اسمها المتداول (حنان الشمس الجريئة) منسوبًا لتلك الأغنية.

علاء من المؤكد التقى مع ملحنين شكلوا زمن الثمانينيات والتسعينيات مثل حميد الشاعرى، إلا أن هناك شيئا ما لم يتحقق، أقصد وهج النجومية.. أعلم أن أكثر من مخرج سينمائى حاول ترشيحه للوقوف أمام الكاميرا ممثلا، إلا أنه لم يتحمس.

بريق النجاح الطاغى لم يتحقق لعلاء، كان ينبغى أن يجد لنفسه مكانا ومكانة.. بسبب تضاؤل الفرص المتاحة، فهو شديد الاعتزاز بالنفس، لا يشكو من أحد ولا يشكو لأحد، لاحظت أنه كان يحظى بحب جميع زملائه.. وهكذا تابعت قبل شهرين حضور أغلبهم حفل زفاف ابنته الكبرى، وأيضا عيد ميلاده.

الزمن قاسٍ، إلا أنه كان قادرًا على الصمود أمام عاديات الزمن.

ويبقى الدرس لنا جميعا: هل حرصنا على تسجيل تجربة علاء عبدالخالق؟.. فهو شاهد عيان على زمن انفرط تقريبًا أغلب حباته، كان ينبغى أن نجد جهة ما فى مصر تسجل تلك التجربة الخاصة لمطرب كبير بدأ حياته عازفا للناى، مثلما بدأ عبدالحليم عازفًا على الأبوا.

أعجبنى تحليلًا قرأته له لم أصادفه من قبل رغم صدقه، سألوه: لماذا اختار فى بدايته قبل أن يتحول للغناء عزف الناى؟، فقال النغم الخارج من تلك الآلة هو المعادل الروحى للنفس، وهو أصدق ما فى الإنسان، الآلات الأخرى الوترية والإيقاعية تتعامل بالأصابع.. أول مرة يستوقفنى هذا التحليل، أمسك فيه علاء بسحر آلات النفخ وخاصة الناى.

الحياة تنفلت فى لحظات من أيادينا، وهناك من ينزوى ولا يجد حتى من يسأل عنه، ولا يوقظنا بعد فوات الأوان إلا خبر الرحيل!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه علاء عبدالخالق الذى لم أعرفه



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - 6 طرق بسيطة للحفاظ على صحة المفاصل ومرونتها

GMT 04:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث الفلكية للأبراج هذا الأسبوع

GMT 10:33 2023 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المعدل الطبيعي لفيتامين "B12" وأعراض نقصه

GMT 22:42 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

سوق الأسهم الأميركية يغلق على انخفاض

GMT 05:44 2022 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع أسعار النفط في المعاملات المبكرة الجمعة

GMT 22:31 2022 الأحد ,19 حزيران / يونيو

المغرب يتسلم 4 طائرات أباتشي متطورة

GMT 14:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

والد صاحبه الفيديو الإباحي يخرج عن صمته و يتحدث عن ابنته

GMT 19:31 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تحمل إليك الأيام المقبلة تأثيرات ثقيلة

GMT 08:54 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

رابطة حقوقية تدين احتلال إسبانيا لأراضٍ مغربية

GMT 03:10 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 7 أماكن في جمهورية البوسنة والهرسك

GMT 07:59 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

الرئيس الأميركي يعين مارك إسبر وزيرًا للدفاع

GMT 21:53 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتعي بعطلة ساحرة وممتعة على متن أفخم اليخوت في العالم

GMT 08:33 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة حالة الاقتصاد الروسي تعكس تراجع مؤشر ثقة قطاع الأعمال

GMT 01:47 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة أميركية تؤكد أن ثرثرة الأطفال دليل حبهم للقراءة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib