إيران واقعية ما بعد «الطوفان»
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

إيران... واقعية ما بعد «الطوفان»

المغرب اليوم -

إيران واقعية ما بعد «الطوفان»

غسان شربل
بقلم - غسان شربل

يتحدَّث معلقون إيرانيون بارتياح على الشَّاشات عن آفاق المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة. بينهم من يلمح إلى أنَّ شهر العسل مع «الشيطان الأكبر» ممكن ووارد إذا صدقت نياته. يلفتون إلى ما يعتبرونه حاجة متبادلة. حاجة إيران إلى اتفاق يُخرجها من دائرة العقوبات والاتهامات، وحاجة الإدارة الأميركية إلى إنجاز بحجم اتفاق مع إيران في ملفها النووي. يقولون إنَّ لدى واشنطن ما تقدمه لطهران، وإنَّ العكسَ صحيحٌ أيضاً. ويشيرون إلى أنَّ العالم يعيش اليوم بلغة المصالح لا بلغة التعابير الحماسية التي تسود في مواسم التوتر.

لا يتردَّد بعضهم في القول إنَّ إدارة دونالد ترمب قد تشكل فرصة لإيران لأنَّها تريد الدخول إلى الأسواق الإيرانية وفرص الاستثمار. تستطلع شبكات تلفزيونية آراء مواطنين إيرانيين فتأتي الأجوبة أنَّ الزمن ليس زمن المواجهات المكلِّفة بل زمن التعاون واحترام المصالح. المشاركون في جولات الحوار الأميركي - الإيراني لا يترددون في الحديث عن أجواء مفيدة وبناءة وخطوات أولية يمكن البناء عليها.

كان يُفترض أن تكون المناخات الحالية بين واشنطن وطهران مناخات توتر على شفير المواجهة. سيد البيت الأبيض الحالي هو دونالد ترمب. إنَّه الرجل الذي مزق الاتفاق السابق الذي نجحت إيران في الفوز به في عهد باراك أوباما. وهو الرجل نفسه الذي أمر بقتل الجنرال قاسم سليماني قرب مطار بغداد. وهو أيضاً الذي قال لإيران قبل أسابيع إنَّ عليها أن تختار بين اتفاق جديد أو ضربة قد تأتيها من إسرائيل وبدعم أميركي. لم تعتد إيران قبول لغة التخاطب هذه لكنها قبلت هذه المرة.

من حق المراقب أن يتساءل عن سبب هبوب رياح الواقعية على الموقف الإيراني. هل تبحث إيران عن هدنة لأنَّ ترمب يعني ما يقول حين يهدد؟ هل تشعر بأن الرجل الذي اتخذ قراراً من قماشة قتل سليماني لن يتردد في إعطاء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتدمير المنشآت النووية الإيرانية وبمساعدة أميركية لا بدَّ منها لإنجاز المهمة؟ هل استنتجت طهران ما يجب استنتاجه من سلسلة الحروب التي اندلعت بعد «طوفان الأقصى»؟ لم تستطع إنقاذ «حماس». ولم تستطع إنقاذ «حزب الله». ومشهد المواقع الحوثية تحت النار الأميركية لا يحتاج إلى تفسير. هل أدركت طهران حجم الخسارة التي شكَّلها إخراج سوريا من محور الممانعة وإخراج بشار الأسد منها؟ هذا فضلاً عن ميل العراق إلى النأي بنفسه عن أي حريق محتمل.

واضح أنَّ إيران اتخذت منذ سنوات طويلة قراراً قاطعاً بعدم الدخول في أي مواجهة عسكرية مباشرة مع أميركا. شاءت المهنة أن أسمع هذا الكلام من مسؤولين إيرانيين قبل سنوات طويلة. طرحتُ على من التقيتُهم في طهران سؤالاً بسيطاً وهو عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة في ضوء التوترات المتكررة. وجاء الجواب بصيغ مختلفة لكنه بمضمون واحد وهو: «إنك تسأل عن الحرب التي لن تقع». ولم يتردد بعضهم في القول إن إيران تجيد الإقامة على شفير الحرب من دون الانزلاق إليها.

طلبت تفسيراً لهذه القناعة باعتبار الحرب مستبعَدة فجاءت الأجوبة: دعك من لغة التعبئة والإعلام. إيران تعرف أن الجيش الأميركي قوة هائلة قادرة على تدمير أي هدف في العالم. لا مصلحة لنا في الاصطدام بقوة نعرف أنَّها قادرة على إعادتنا عقوداً إلى الوراء. الطائرات الأميركية يمكن أن تُلحق خسائر فادحة بمصانعنا ومطاراتنا وبكل ما حققناه منذ انتصار الثورة.

لكن مع التفسير تأتي تأكيدات: هذا لا يعني أبداً الاستسلام أمام طغيان القوة الأميركية. نحن نملك أوراقاً للضغط، ونجيد استخدامها. ثم إنَّ أميركا تعرف في المقابل أهمية إيران وحجمها واستحالة تكرار التجربة العراقية على أرضها، أي إسقاط النظام بغزو بري. كل هذا لا يعني أننا نقبل بالسياسة الأميركية في المنطقة سواء في فلسطين أو خارجها. نحن في مواجهة مع أميركا لكنها مواجهة في المنطقة وليست في الداخل الإيراني. لن تبقى المنطقة بُحيرة تصطاد فيها أميركا ما تشاء بغض النظر عن إرادة أهلها، ونحن لنا حلفاء في أكثر من مكان. الرهان على الأذرع وحروب الاستنزاف بالواسطة.

كان قرار تفادي المواجهة العسكرية المباشرة مع أميركا حاضراً في أصعب الظروف التي عاشتها المنطقة. وفي الوقت نفسه كانت إيران تقود انقلاباً كبيراً على الحضور الأميركي في الشرق الأوسط. كان الغرض من العمليات الانتحارية التي نُفذت في بيروت تقويضَ الحضور الأميركي والغربي في هذا البلد. وتولى الجنرال قاسم سليماني شخصياً هندسة عملية استنزاف الوجود العسكري الأميركي في العراق، وتسهيل تسرُّب «المجاهدين» إلى الأراضي العراقية.

وحقق الانقلاب الإيراني نجاحاً واضحاً حين تكرست سوريا حلقة ثابتة في المحور، وباتت طريق سليماني مفتوحة من طهران إلى بيروت بعد المرور في العراق وسوريا، لكن ذلك من الماضي. تغيرت بيروت وتغيرت دمشق. وها هم الحوثيون يستجيرون بالأنفاق في معركة بلا آفاق. تفكك المحور تحت وطأة الوحشية الإسرائيلية والدعم الأميركي والتفوق التكنولوجي.

هل سلمت إيران بأنَّ حقبة الانقلابات التي غيرت موازين القوى في المنطقة وأربع خرائط منها قد انتهت؟ لا شك أنَّ إيران التي ذهبت إلى المفاوضات الحالية مع أميركا ذهبت بأوراق أقل. «حماس» نفسها تطرح هدنة لخمس سنوات، وتعلن تخليها عن الرغبة في إدارة القطاع. «حزب الله» لا يملك هو الآخر خيارات كثيرة. يصعب عليه الرجوع إلى الحرب بعدما باتت سوريا في عهدة الرئيس أحمد الشرع. يُعرف أيضاً أنَّ أكثرية اللبنانيين تُعارض العودة إلى الحرب، وتؤيد حصر السلاح بيد الدولة.

المفاوضات الأميركية - الإيرانية مفتوحة. والقفز من القطار صعب، وينذر بعواقب وخيمة. وإيران تفاوض بواقعية ما بعد «الطوفان».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران واقعية ما بعد «الطوفان» إيران واقعية ما بعد «الطوفان»



GMT 15:53 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ملامح غير شرق أوسطية

GMT 15:51 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

رسالة خامنئي من الاحتجاب

GMT 15:49 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون

GMT 15:48 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

الجهاز العصبي العربي

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:44 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

لبنان... مقتلة المقتلة

GMT 15:42 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خُدعة صارت فُرجة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط

GMT 17:50 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل مطاعم الأكل البيتي للعزومات

GMT 11:56 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الاحتفال بالذكري 72 لتقديم وثيقة الاستقلال في العيون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib