لبنان كان وسيطاً بين أميركا ومصر عبد الناصر
تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر
أخر الأخبار

لبنان كان وسيطاً بين أميركا ومصر عبد الناصر!

المغرب اليوم -

لبنان كان وسيطاً بين أميركا ومصر عبد الناصر

هدى الحسيني
بقلم - هدى الحسيني

في لبنان هناك انقسام عمودي تاريخي ومستمر بين فريقين: الأول يقول إن لبنان بلد ضعيف ومنقسم ولا قدرة له على المواجهة في قضايا المنطقة التي أثبتت التجارب أنها تؤدي إلى دمار الحجر والبشر الذين يهاجرون إلى أصقاع العالم لكسب الأرزاق. والآخر يقول إن لبنان جزء من المنطقة ولا يمكن فصله عن قضاياها، وإن الاعتداء على السيادة واستباحة الأرض وقتل الناس من أعداء متربصين يحصل بسبب ادِّعاء الضعف بينما مواجهة الأعداء بالسلاح والصواريخ هي ما يحمي الوطن ويردع الاعتداء.

لا يغفل أحد عن وجود اعتبارات لدى البعض في الفريقين لها أسبابها وجذورها الطائفية، ولكن لهذا بحث آخر في يوم آخر. إنما الأمر اللافت أنه في خضمِّ هذا الانقسام غاب عن الفريقين المعنى الحقيقي للحياد الذي هو بالتأكيد ليس ضعفاً بل مصدر قوة. فلبنان الحيادي يقوم على العلاقات المتينة مع مراكز القرار حول العالم التي تُبنى على الثقة والاحترام وثبات الكلمة وتفهُّم المصالح، ولبنان لا تنقصه الكفاءات التي تستطيع إنجاز المهمات بمساعدة نفوذ وقدرات مغتربيه الذين تفوقوا ووصلوا إلى أعلى المراكز أينما حلّوا، فيصبح لبنان مؤثراً في قرارات الدول وليس موضوعها، يصبح فاعلاً وليس مفعولاً به. هل هذا من الخيال أم جمهورية أفلاطون الفاضلة؟ بكل تأكيد ليس كذلك، وقد حصل يوماً، وهاكمُ الحكاية من أرشيف الخارجية الأميركية رواها سفير الولايات المتحدة لدى مصر ريموند هير في نهاية الخمسينات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يُلهب العالم العربي من خليجه إلى محيطه (مقابلة ريموند هير، مكتبة الكونغرس، صفحة 43).

يقول السفير هير إنه «كان يضيق ذرعاً من عدم الانفتاح الذي كان يُبديه عبد الناصر في لقاءاتهما، والذي كان يبقى في العموميات وبلا إجابة محددة عمَّا تستطيع الولايات المتحدة تقديمه من مساعدة لتوطيد العلاقات»، ويكمل أنه في أحد الأيام ذهب لزيارة وزير لبنان المفوض في مصر غالب الترك، الذي كان يعرفه حين كان سفيراً لأميركا لدى السعودية. يقول: «سأله الترك: كيف الحال؟ فروى له المصاعب التي يواجهها مع عبد الناصر، فقال له: أنا لديَّ علاقات قوية مع الرئاسة فهل تريدني التحدث في الأمر معهم؟ فردَّ السفير الأميركي بأنه لا يمانع». يقول هير: «وفي اليوم الثاني جاءه محمد حسنين هيكل الذي كان قريباً جداً من عبد الناصر وجلس على الكرسي قائلاً: سمعت أنك تتحدث إلى غالب الترك، هل تريد حقاً معرفة ما نريد؟ نحن نريد القمح». فكانت صفقة القمح الأميركي وشهر العسل في العلاقة بين البلدين، حسب وصف السفير هير.

موظف لبناني برتبة وزير مفوض لبلد صغير يوفِّق بين مصر جمال عبد الناصر ودولة عظمى اسمها الولايات المتحدة، وما كان هذا ليحصل لولا فضل موقع لبنان الذي بنى ركائزه بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب، ومعهم رياض الصلح وحسين العويني، ومن ورائهم كبار أمثال شارل مالك وفيليب تقلا وسليم لحود. لبنان البلد الذي نأى بنفسه عن المحاور المتصارعة من دون أن ينكفئ عن قول الحق في الدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة وأولاها القضية الفلسطينية، فاكتسب ثقة العالم واحترامه، ولقي أبواباً مفتوحة وآذاناً صاغية ووساطات ناجحة... يقول شارل مالك في ردِّه على سؤال على محطة «سي بي إس» الأميركية عام 1956: «إن تأثير دور لبنان ليس في منطقة الشرق الأدنى، بل في العالم؛ لتكوينه الفريد الذي يمكّنه من أن يكون حكماً ووسيطاً».

ومنذ تأسيس لبنان سعى كثيرون لإدخال البلد في صراعات المنطقة، مستغلِّين التكوين الطائفي الهش، فأقحموا البلد في مغامرات مدمرة، وفي كل مرة كان الفشل والهزيمة مصير المؤامرة والمتآمرين. كانت منظمة التحرير الفلسطينية مسيطرة على البلاد، مما أخرجها من دور الوسيط وحوَّلها إلى فريق مواجه، وأعلن يوماً ياسر عرفات بأنه حاكم لبنان الفعلي، لينتهي الأمر برحيله وقواته بالبواخر ويبقى لبنان. وكان الوجود السوري في لبنان، الذي حكم بالقمع والتنكيل والاغتيال، يعيِّن ويُقيل وينصّب الوزراء والرؤساء والقيادات الأمنية، وأصبح النظام المخابراتي السوري مرجعاً لبتِّ القرارات؛ كبيرةً كانت أم صغيرة، فتحوَّل لبنان إلى ساحة مباحة لحافظ الأسد؛ يفاوض من خلالها وبها يأمر وينهى ويساند القوى غير الشرعية الخاضعة له، ثم انتهى كل شيء بانسحاب مذلٍّ في عهد ابنه بشار بعد اغتيال رفيق الحريري الذي شكَّل بداية النهاية للحكم الأسدي السوري، وبقي لبنان.

وحل مكان السوريِّ الإيرانيُّ الذي عمل على تفكيك مؤسسات الدولة وعزل لبنان عن محيطه الإقليمي والدولي مستعملاً ذراعه «حزب الله» والتيار العوني، فتحوَّل لبنان إلى بلد فاشل فقير بائس، مصدِّر للإرهاب والمخدرات، وورقة بيد الإيراني يتغنى بامتلاكها لتحقيق المصالح في المفاوضات مع الأميركي، إلى أن تلقى ضربة كبيرة العام الماضي بهزيمة «حزب الله» وسقوط النظام السوري، فانتهى المشروع الإيراني، ومرة أخرى بقي لبنان... لماذا؟

لأنه بلد يريد البقاء والحياة، وتطمح أغلبية شعبه إلى العودة إلى الدور الذي نادى به وعمل من أجله شارل مالك وأمثاله، ليكون حكماً ووسيطاً حيادياً يحظى بثقة واحترام العالم بدل أن يكون منبوذاً منعزلاً متخاصماً مع أصحاب القرار الذين أوصدوا الأبواب في وجهه وفي وجه مَن يمثلونه، تماماً على عكس ما حصل مع وزير مفوض لبناني في أحد أيام لبنان الجميل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان كان وسيطاً بين أميركا ومصر عبد الناصر لبنان كان وسيطاً بين أميركا ومصر عبد الناصر



GMT 19:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً

GMT 19:13 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 19:10 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تلك الصورة في البيت الأبيض

GMT 19:07 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

زغلول النجّار.. ودراما الإعجاز العلمي

GMT 19:04 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان: المفاوضات وأزمة السيادة المنقوصة

GMT 19:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

طيور المحبة بين الرياض والقاهرة

GMT 18:58 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الخوف على السينما فى مؤتمر النقد!

GMT 18:55 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السيمفونية الأخيرة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 22:35 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة
المغرب اليوم - تل أبيب تهدد بالتصعيد لفرض الهدنة في لبنان وغزة

GMT 17:46 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات
المغرب اليوم - مي كساب تكشف تفاصيل بدايتها وإبتعادها عن الفن لأربع سنوات

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib