مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل!

المغرب اليوم -

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل

هدى الحسيني
بقلم:هدى الحسيني

في إطلالته الأخيرة الأربعاء الماضي، وبنبرة عالية أشبه بالصراخ، قال حسن نصر الله، إن من يدّعي أن إيران تعاني من مشاكل هو لا يعلم شيئاً، مع العلم أن العملة الإيرانية تدهورت مع استمرار العقوبات. انخفض الريال إلى مستوى قياسي جديد عند 501.300 مقابل الدولار الأميركي. لكن نصر الله قال «وأنا أقول لكم إن الجمهورية الإسلامية أقوى وأفضل من أي يوم مضى». تزامن خطاب نصر الله مع الذكرى السنوية الـ44 للثورة الإيرانية، كما جاء في الوقت الذي أشعل فيه الشعب الإيراني لوحات إعلانية حكومية تحيي الذكرى وهتف من أسطح المنازل ضد المرشد. ذلك اليوم سار مسؤولو النظام في طهران بمن في ذلك القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، وأبناء المرشد مجتبى، مصطفى، ومسعود والرئيس السابق حسن روحاني. وعودة إلى قول نصر الله الذي يعني في الواقع أن لدى إيران مشاكل كبيرة، وبالتالي هو وحزبه في أزمة. فالقوي لا يتبجَّح بقوته بل يمارسها عندما يُعتدى عليه ويُستفز، وها نحن نرى اعتداءات عديدة آخرها في العمق الإيراني دمَّرت فيه مسيرات إسرائيلية منشآت عسكرية بالقرب من مفاعل نطنز انطلقت من أذربيجان، ولم يحرك نظام الملالي «القوي» ساكناً. كما نشهد الغارات شبه اليومية التي تستهدف معسكرات الحرس الثوري و«حزب الله» في سوريا، آخرها كان يوم السبت الماضي، وقد تجاهلها الإعلام الإيراني وأبواق الممانعة التابعة له. وللفت نظرهم فقط، فقد استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع إيرانية في محافظات سورية عدة، منها دمشق، منطقة كفر سوسة، ريف دمشق، منطقة السيدة زينب، محافظة السويداء، منطقة شهبا. واستهدفت ‏الضربة على دمشق بناءً كان يُعقد فيه اجتماع بين قادة من «حزب الله»، مع وفد إيراني من الحرس الثوري، ربما لمناقشة دور زعيم «القاعدة» الفعلي، الذي قال تقرير للأمم المتحدة، إنه في استضافة إيران، وأكدت ذلك وزارة الخارجية الأميركية، وقال التقرير إن محمد سيف العدل كان يعطي أوامر لتنظيم «حراس الدين» التابع لتنظيم القاعدة، والذي لا يزال يطمح إلى مهاجمة الغرب، يجتمعون ضاربين بسيادة سوريا عرض الحائط.

مما لا شكً فيه أن الجمهورية الإسلامية تنزلق نحو العداء مع المجتمع الدولي الغربي. ففي زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المملكة المتحدة ألقى خطاباً أمام مجلس العموم. وقال، إن بلاده تتلقى الضربات من المسيرات الإيرانية الإرهابية. وفي مؤتمر ميونيخ للأمن والتعاون الأسبوع الماضي، عبرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن قلقها من الإرهاب المتفلت الذي تمارسه إيران، وكان لوحظ ما يحدث لأول مرة ‏في ذلك المؤتمر الذي تأسس عام 1963، والذي يحضره زعماء العالم بما فيهم الدول العربية، تمت دعوة كل من الأمير رضا الثاني بهلوي والصحافية المعارضة مسيح علي نجاد كممثلين عن إيران. وتم تجاهل نظام الملالي لارتكابه القمع ضد شعبه... ويوم السبت الماضي أعلن ناطق باسم الشرطة البريطانية أنه تم إبطال 15 عملية إرهاب، خطط لها ومولها النظام في طهران؛ مما دفع بمؤسسات إعلامية إيرانية معارضة إلى نقل مكاتبها إلى الولايات المتحدة، فالكلام عن اتفاق نووي أو تقارب إيراني أوروبي مصلحي من أجل موارد الطاقة لم يكن الوصول إليه أبعد مما هو اليوم.
في خطاب أمين عام «حزب الله» يوم الأربعاء الماضي، رفع إصبعه الشهير وهدَّد الولايات المتحدة وإسرائيل بزلزلة الأرض من تحت أقدامهما، إذا استمر حصار لبنان وتجويع شعبه وهو يعلم جيداً أن لا قيمة لتهديداته، التي لن تقلق الولايات المتحدة ولا إسرائيل. فصواريخ «حزب الله» الذكية بإمكانها إلحاق ضرر كبير بإسرائيل، إلا أن إطلاقها هو لمرة واحدة يتبعها رد إسرائيلي شامل مدمر للبنان، لينهي قاعدة إيران المتقدمة على المتوسط، والجمهورية الإسلامية لن تسمح باستعمال هذه الورقة إلا في حالة تعرضها لهجوم وجودي، وعليه يبقى كلام حسن نصر الله للاستهلاك المحلي الشعبوي، ولتوجيه أنظار بيئته إلى أميركا وإسرائيل كسبب لأزمتهم المعيشية البائسة المذلة.
نصر الله «الخائف على لبنان» لم يتحدث عن الأضرار التي ارتكبها حزبه ضد لبنان، وآخرها «القرض الحسن» الذي يشكل خطراً على لبنان ليس بمعنى المنافسة، إنما خطر لأنه يسمح بمعاملات مالية غير مرخصة، وبالتالي غير قانونية وهذا يضر بسمعة النظام المالي اللبناني، الذي ليس باستطاعته منع هكذا مؤسسات. وهناك خطر انهيار هذه المؤسسات مما يوثر على الاقتصاد، تماماً مثل حالة الريان في مصر.
يقول لي مصرفي خبير: يدّعي القرض الحسن أنه يعمل بنظام البنوك الإسلامية، يأخذ مال الناس كوديعة وبعد ذلك يقرض لأصحاب مشاريع منتجة يشاركها بالربح، ولكن القرض الحسن لا يمر في النظام المالي اللبناني ولا العالمي؛ لأن هناك عقوبات عليه ويُخشى أن يتم تجميد ماله، إذن هو أمر غريب عجيب من الناحية العملية عدا عن أنه مريب؛ لأنني لا أعلم أين هي المشاريع الناجحة في بلدان مثل لبنان وسوريا واليمن؟
لكن لن يجرؤ أحد على مواجهته عندما يتعثر، وقد وصل الآن إلى الجبل. وعلمنا قصصاً كثيرة عن أخذه إيداعات الناس من دون أن يردها. ولن ننسى «اقتصاد» الكبتاغون ونترات الأمونيوم (يتردد أن الحزب نجح في «قبع» التحقيق في تفجير المرفأ وبيروت).
لكن... كيف تسمح أميركا له بالتعامل بالدولار؟ أسأل:
هو يتعامل بالنقد، أي كاش، ولا قدرة لأميركا أن تمنعه، بابلو اسكوبار ملك تجار المخدرات السابق كان يخّزن ملايين الدولارات من بيع المخدرات ولم تستطع أميركا منعه... ولكن أميركا تمنع أي حوالة أن تتم بالدولار ليس للحزب ومنتسبيه والشركات التابعة له فقط، بل تفرض عقوبات على أي مؤسسة مالية تسمح بتمرير أي معاملة، حتى لو بالخطأ تعود إلى الحزب.
في جميع الأحوال، فإن لبنان أصبح وبكل وضوح لا يعدو عن كونه ورقة بيد إيران تستعملها لصالحها، ولا اعتبار فيها لمصلحة الغالبية من اللبنانيين الذين فقدوا حداً أدنى من سبل الحياة والاستقرار، منذ أن أصبح بلدهم تحت إمرة ذراع الحرس الثوري اللبناني «حزب الله». إلا أن ممسك ورقة لبنان الحقيقي، أي إيران، يفقد السيطرة تدريجياً لتكاثر مشاكله، والعداء الغربي له، الذي أصبح علنياً وفوق السطح، ولهذا فإن البلد الصغير لبنان سيدخل في مخاض طويل سينتهي من بعده تسلط «حزب الله» وجبروته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل مصارف لبنان في أزمة و«القرض الحسن» يصعد إلى الجبل



GMT 13:57 2024 الإثنين ,05 آب / أغسطس

محاصر بين جدران اليأس !

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

«مسار إجبارى».. داش وعصام قادمان!!

GMT 10:52 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الفوازير و«أستيكة» التوك توك

GMT 10:49 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

الأخلاقى والفنى أمامنا

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 آذار/ مارس

ذكرى عودة طابا!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 21:08 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الأحداث المشجعة تدفعك?إلى?الأمام?وتنسيك?الماضي

GMT 03:15 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نجاة ممثل كوميدي شهير من محاولة اغتيال وسط بغداد العراقية

GMT 08:02 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

آرسين فينغر الأقرب لتدريب ميلان خلفًا لغاتوزو

GMT 04:11 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صابرين سعيدة بـ"الجماعة" وتكريمها بجائزة دير جيست

GMT 14:57 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو الليثي يستضيف مدحت صالح في "بوضوح" الأربعاء

GMT 14:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

المدن المغربية تسجّل أعلى نسبة أمطار متساقطة خلال 24 ساعة

GMT 03:21 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

ظروف مشحونة ترافق الميزان ويشهد فترات متقلبة وضاغطة

GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

ورم الكتابة

GMT 12:25 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح منزلية لتنظيف وتلميع الأرضيات من بقع طلاء الجدران

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 01:26 2016 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

ريم مصطفى تؤكد أنها ستنتهي من "نصيبي وقسمتك" بعد أسبوع

GMT 11:30 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات شعر بها سكان الحسيمة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib