قمم وهضاب بقاع وأدغال

قمم وهضاب: بقاع وأدغال

المغرب اليوم -

قمم وهضاب بقاع وأدغال

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تحولت الدعوة القومية إلى نزوات وتهريج ودماء دائمة. وأرادت بعض الشعوب المغلوبة الانتماء إلينا طلباً للوفر والسكينة، فأدخلناها طريق الحرب الأهلية، ودروب الفقر، وكيف تحل الميليشيا محل الدولة، والدم محل الوفاق، والشهادة بالموت بدل الشهادة بالفوز.

لدينا إحدى أغنى دول الأرض مثل ليبيا، لكننا عبرنا الحدود إلى أفقرها في . وذهب الأخ القائد إلى الفلبين يقاتل في بقاع لا يعرف أسماءها، وأدغال لا يعرف أهلها. وبدل أن يمضي في بناء الدولة التي اختطفها، راح يشيّد هيكلاً طفولياً إلا من عنفه وشراسته ومشانقه واغتيالاته. فلما زالت جماهيريته بعد أربعة عقود، كان حتى الهيكل قد أصبح رميماً.

منذ أول قمة حضرها، كان الأخ القائد يدخل القاعة بطريقة مسرحية يضحك لها الحاضرون كذباً وممالأة، وفي صدورهم خوف من أن يوسع الدور أو يستخدم المسدس في الهواء، أو يلقي خطاباً يستمر طوال مدة المؤتمر، بحيث لا يستطيع أحد آخر أن يتحدث. وكان يشوّش على الخطباء بطريقة مبددة للوقت، ومستخفة بالقضايا، ومزعجة، خصوصاً، للفلبين الصامتين خوفاً أمام نظام حكم استعارَ الأفكار من هنا وهناك، وأعلنها بديلاً للنظام الكوني القائم.

كانت هذه طريقة نادرة من طرق تسخيف الدولة العربية «ومنع قيامها». كان يطرح الوحدة كل يوم يميناً وشمالاً حتى أصبحت مثل نكتة اليوم. وبعدما كانت القومية العربية أفكار ساطع الدين الحصري ورفاقه وملهميه، صارت بيد أمينها الأخ معمر، وترفع شعارا جديدا «نار دم».

سيطرت فردية الذات على كل عمل جماعي. في أحاديثه إلى رئيس التحرير، يروي ضابط المخابرات العراقي سالم الجميلي، أن أقوى وأهم عنصر في العلاقة العراقية السورية كان هاجس صدام حسين من حافظ الأسد. عداء شخصي لا شفاء منه.

(لمرحلة بسيطة أقام صدام نهضة صناعية غير مسبوقة في تاريخ العراق). واعتقد الجميع أن الدولة العربية سوف تقوم أخيراً في بغداد. لكن مسار الدولة لم يرق طويلاً للرجل، وسرعان ما استيقظ فيه الشعور الإمبراطوري. سوف يهزم إيران ويحتل الخليج، ويعين نائباً له في اليمن، ويقيم نظاماً بعثياً في نواكشوط، ويلغي التعامل بالدولار، ويدير لمصلحته الحرب الدائرة في لبنان بدعم فريقيها الأساسيين: أبو عمار وأعدائه من القوات المسيحية. ودعم كليهما في وجه خصمه الأزلي حافظ الأسد.

نهاية مأساوية مريعة لزعيمي أغنى بلدان العرب. لم يتورع قتلهما عن إهانة الموت. كلاهما رفض الخروج بتسوية سياسية ومنفى محترم. وتركا ليبيا والعراق يبحثان عن شكل وصيغة دولة. وذلك في الركام الذي تركه الأميركي بول بريمر، ذو الحذاء الرياضي، الذي حل قوات الجيش والأمن وكأن العراق مزرعة أبيه.

إلى اللقاء...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمم وهضاب بقاع وأدغال قمم وهضاب بقاع وأدغال



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 21:49 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 04:44 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

تشدين خاص لسيارات "فيراري دينو" يومي 10 و11 حزيران

GMT 03:22 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

فيليكس يدعم التشكيل الأساسي لأتلتيكو مدريد ضد برشلونة

GMT 10:47 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الوداد ينهي تحضيراته استعدادا لمواجهة المريخ السوداني

GMT 17:25 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

المعكرونة بصوص الجبن الرومي والشيدر اللذيذ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib