ماذا نسميها إذن

ماذا نسميها إذن؟...

المغرب اليوم -

ماذا نسميها إذن

سمير عطاالله
بقلم - سمير عطا الله

هل تقع الحرب؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟ يطرح الإنسان على نفسه أسئلة تخدره مؤقتاً. يتظاهر، ويحاول أن يقنع نفسه بأن الذي يراه ليس ما يراه. يحاول أن يتشبث بآخر خيط واهن من قطن الحياة. أن ينفي، وأن ينكر ما يدمر حياته، وطمأنينته، وكرامته.

هل تقع الحرب؟ أي حرب؟ ماذا نسمي ما حدث في عزة حتى الآن؟ ماذا نسمي الحرائق، والدمار، والنزوح الهائل في جنوب لبنان؟ ماذا نسمي قصف مقر دبلوماسي في قلب دمشق؟ ماذا نعتبر صفقة سلاح أميركي مع إسرائيل بقيمة 18 مليار دولار؟ إذا لم يكن كل هذا الدمار، المرئي والمبطن، هو الحرب، فماذا هو إذن؟

نحن منطقة مولودة تحت برج الحرب. ولا ينكر ذلك إلا المولودون تحت برج الدلو. أو السطل. أمة في العراء هاربة من نفسها، ومن ديارها. يفككها جنرالاتها، وزعماؤها. ويطردون أبناءها إلى حيث لا وطن، ولا أمل.

نحن في أسوأ حالات الحرب، يائسون، وبائسون، وحزانى، ولا أحد يعرف حجم الكوارث إلا إذا سكتت المدافع ذات يوم. وهو بعيد، ومستحيل. لأننا تعودنا ألا نعرف الفرق بين الخسارة والربح. ولأن أسيرنا يعادل ألف أسير عند عدونا. ولأن شهداءنا أقل من ذلك، سواء كانوا بلباس المقاتلين، أو في ثياب الأطفال.

كل هذا ليس حرباً. ونحن نملك الوقت كما يقول فلاسفة الكوارث، وكأنما الوقت هو المسألة. لكن حان لنا أن نعرض قرون الكوارث، وندرك أن المسألة الوحيدة هي الإنسان، وأمّته، وأن البطولة في الفوز، وليس في تبرير الهزيمة.

عندما نتفق على قيمة الإنسان العربي في مقاييس الزمان، نستطيع أن نبدأ الحلم بالفوز. أما حين نفقد في غزة شعبها، وأرضها، ومشافيها، ثم نبحث عن الرد في شوارع عمّان، فهذا يعني أن الكارثة مستمرة، والمصيبة تزدهر.

أي «انتصار» يمكن إعلانه في السودان مع تشريد الملايين من أراضيهم؟ وأي انتصار في أي بقعة من بقع الصراع والعداء، ناهيك بالدول الفاشلة، والاقتصادات البدائية المدمرة، وانحطاط مستويات المعيشة، والتعليم، وعناصر الأمن المستقبلي للملايين من الأجيال التي تقوم عليها الشعوب، والأمم.

ولكن من الذي يهمه أو يعنيه مثل هذا الأمر؟ إن النداءات اليوم هي للفوضى، والفقر، والخراب. والنّيل من الدول التي ضحَّت حقاً من أجل فلسطين، خصوصاً مصر، والأردن، ولبنان. أما الاشتباه في أن الدعوة إلى الاستقرار تحمل رائحة صهيونية، أو إمبريالية، فمعناه أننا لا نزال في كهف القرن الماضي بكل تواريخه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا نسميها إذن ماذا نسميها إذن



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:22 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبير الأنصاري ترصد عيوب أزياء النجمات في مهرجان دبي

GMT 22:33 2016 الأحد ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمال بوكير بنت المنطقة الجبلية تدخل قبة البرلمان

GMT 12:41 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

فتاة أردنية تبتكر طريقة رائعة لاستقبال العام الجديد

GMT 12:07 2012 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

الموسيقى الكلاسيكية و الفنون في براغ البوهيمية

GMT 19:18 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

المصابون في فاجعة الصويرة يغادرون المستشفى بعد العلاج

GMT 13:03 2016 الأحد ,25 أيلول / سبتمبر

حول العين عن الأطفال الصغار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib