ذات الغلاف السنوي

ذات الغلاف السنوي

المغرب اليوم -

ذات الغلاف السنوي

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

لن تكمل «تايم» عامها المائة إلا السنة التالية. وقد بدأت منذ الآن تتحدث عن التغييرات التي تستعد لها. تتحدث في طمأنينة وتفاؤل وكأن لا أزمة نشر وطباعة وورق. وتعلن أنها لا تزال المجلة الورقية الأكثر توزيعاً (1.3 مليون نسخة).
قبل مائة عام أحدثت «تايم» تغييراً كلياً في حياة الصحافة الأسبوعية. ظهرت في حجم صغير بدل الحجم الكبير. وبدل المقالات المطولة بدأت المقالات المكثفة والمقتضبة. ولم تعد تقبل المقال، أو التحليل، كما يصلها، بل أنشأت أقساماً خاصة لإعادة الكتابة ضمن أسلوب واحد بحيث تبدو وكأن رجلاً واحداً كتب كل سطر فيها. ومع ذلك أسرفت في تعيين الموظفين والكتّاب واللغويين المجددين. وصار لها نفوذ واسع في السياسة الأميركية والعالمية يمارسه المؤسس هنري لوس. ولعبت دوراً في قضايا معقدة كالموقف من الصين.
وبالنسبة إلى ملايين القرّاء الذين لا يقرأون الصحف اليومية، أو يستمعون إلى الأخبار، أصبحت قراءة «تايم» كل أسبوع هي الموجز الذي يقدم لهم صورة عن أحداث العالم في جميع الحقول. ثم تميزت، ولا تزال حتى الآن، بغلاف سنوي يحمل عنوان رجل (أو سيدة) العام، وهو الشخص الذي حقق أهم إنجاز، أو حدث، أو شهرة. ومن تلك الأغلفة تستطيع أن تقرأ الآن طبيعة وأهمية المتغيرات التي مرت بالدول والأمم.
تلازمت «شخصية العام» مرة في السنة مع صورة المجلة عامة. وحاول كثيرون منافسة «تايم» كمجلة إخبارية، مثل «نيوزويك»، ومع ولادة «تايم» نشرت المؤسسة المالكة نحو مائة مطبوعة في سائر مشارب الحياة، وتبلغ قيمة الشركة الآن 3.2 مليار دولار.
صدرت مجلات عربية عدة على غرار «تايم»، منها «الأسبوع العربي» التي حققت نجاحاً نسبياً ممتازاً. وحققت نجاحاً أكثر منها وأبعد «الحوادث» في ظل مؤسسها ورئيس تحريرها الأول سليم اللوزي. وصدرت في لندن مجلة «المجلة»، وفي باريس «المستقبل» بالصيغة نفسها. غير أن «المستقبل» حشدت أكبر عدد من كتّاب العالم العربي وذوي الأسماء المعروفة. وصدرت في الصيغة نفسها مجلة «الوطن العربي» في أسلوب حاد. وبعدها أصدر الزميل فؤاد مطر في لندن «التضامن» التي كانت تشبهه في هدوئه وأسلوبه.
مرور مائة عام على صدور «تايم» المستمر يجب ألا يصرف الاهتمام عن «الإيكونومست» سيدة الأسبوعيات الإخبارية التي أصبح عمرها 180 عاماً (صدرت عام 1840). وتفوق عن رقم التوزيع قريب من رقم «تايم». لكن المجلتين تختلفان جداً في الأسلوب والهوية المهنية: واحدة تمثل المدرسة الأميركية، وأخرى تجسد المدرسة البريطانية. وقد نجحت كل منهما في اختلافهما لأنهما التقيتا في المستوى المهني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذات الغلاف السنوي ذات الغلاف السنوي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:33 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 13:50 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

توقيف شقيقين نقلا جثة والدهما إلى منزله في بني سويف

GMT 15:33 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أخطاء شائعة عند تحضير ديكور غرفة المعيشة

GMT 09:10 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

2.9 مليار درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 09:46 2018 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

حفلة لفرقة "رباعي كوينز" في قصر المانسترلي الخميس

GMT 05:29 2018 السبت ,18 آب / أغسطس

كيف تصالح حبيبتك حين تغضب أو تحزن منك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib