بشاعة على الضفتين

بشاعة على الضفتين

المغرب اليوم -

بشاعة على الضفتين

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

في أيامنا كانت علاقة اللبناني بفرنسا تبدأ منذ الطفولة. اللغة الفرنسية إلزامية. التاريخ تاريخ فرنسا. الأدب آداب فرنسا. لذلك ينشأ اللبنانيون مفعمين بالثقافة الفرنسية، ومنهم من يتماهى معها ويولع بها. وفي حالات كثيرة كانت الفرنسية لغة البيوت. إضافة إلى أنها لغة الامتحانات الرسمية.

وكانت باريس علم الطفولة والشباب. أول مدينة تريد السفر إليها هي باريس. ومن لم يسافر، يعرف أسماء شوارعها ومحطات المترو ونجوم السينما، ويحفظ الشعر الغزلي. وظهر نزار قباني مقلداً شعراء الحب والرمزية والأقبية فازداد الحالمون حلماً بمدينة الضفتين.
عندما كبرنا أدركنا، بل تعلمنا، من خلال شارل ديغول أن ثمة فارقاً بين فرنسا والفرنسيين. تماماً كما بين لبنان واللبنانيين. وهذا الفارق الغامض الأسباب لا ينطبق على الجميع. فالألمان يشبهون ألمانيا شبهاً غريباً. محافظون وجديّون ونشطاء مثل اليابانيين. واليابانيون كانوا يرفضون الإجازات باعتبارها ميوعة. ولذلك؛ هناك غناء فرنسي ومسرح فرنسي، وإذا ما خطر للألماني أن يغني فالأناشيد العسكرية و«ألمانيا فوق الجميع». حتى الغزل معازفه عسكرية ولا وجود فيه لضوء القمر أو طريق الشجر.
منذ أسابيع وباريس تلتهب. الناس في الشوارع، وكذلك القمامة والعنف والصياح والتكسير والصريخ. لماذا يا أخا الفرنجة؟ لأن الدولة تريد رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً. عامان إضافيان؟ فليذهب العمل إلى الجحيم. نريد رواتبنا ونحن مرتاحون في البيوت. وقهوة مع الحليب. وجلسة في المقهى ننتقد فيها كل الناس والحكومة والمعارضة. أما من أين تأتي الدولة بالأعباء المالية فهذا شأنها. نحن نريد أن نغني مع صرار الصيف، كما كتب المسيو دو لافونتين، ابن المقفع الفرنسي.
تشبه شوارع باريس، مدينة الجمال وأم الهندسة المدنية، شوارع بيروت. زبالات مكدسة من فوق ومن تحت، وحفر محفورة من تحت ومن فوق. والناس في الشوارع، لكن اللبناني ينزل إليها جائعاً لكسر الخاطر مطالباً الدولة بكسرة خبز وشيء من أمواله المسروقة.
الخمول أسوأ العادات وإن كان برتراند راسل كتب أجمل مطالعاته «في مديح الخمول». وخلاصة تلك الأطروحة الصغيرة ليست إطلاقاً في مديح الكسل، وإنما في تجارب العمل النقابي. «منع التجول» الذي فرضته جائحة كورونا، قلّب وغيّر مقاييس وأساليب العمل في العالم. ومنها سهولة العمل من البيوت. فلماذا رحلة «المترو» المرهقة في الصباح الباكر، بينما يمكن أداء العمل نفسه من غرفة الاستقبال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشاعة على الضفتين بشاعة على الضفتين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:53 2025 الإثنين ,28 إبريل / نيسان

إنتر ميلان يسقط أمام روما في الدوري الإيطالي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 19:52 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

يعيش يشبه طريقة أسلوب لعبه بأسلوب زين الدين زيدان

GMT 19:41 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

مراكش تستقبل معرض "الكتاب الإفريقي"

GMT 21:04 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib