السادس من حزيران

السادس من حزيران

المغرب اليوم -

السادس من حزيران

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

مرّ الخامس من يونيو (حزيران) هذا العام كما ينبغي له ولنا. القليل جداً من المقالات، والنادر من الانتحاب المتفرد بتكرار الشتيمة لمصر وجيشها وشعبها. غابت تلك الأطنان من المقالات التي حمّلت مصر وحدها هزيمة عام 1967 مع أن تلك الجبهة العسكرية كانت تضم سوريا والأردن، وإلى حدٍّ ما العراق. ولا شك طبعاً في حجم مسؤولية عبد الناصر، وكيف شرحها لشعبه. لكنَّ العسكريين العرب والمصريين والغربيين، تدافعوا عاماً بعد آخر، وذكرى بعد أخرى، في إثبات عبقرياتهم وخبراتهم، ولعل وليت ولو كانوا هم في القيادة لما حلّت بالعرب تلك الكارثة المهينة.

أخذت الهزيمة موقعها في التاريخ. وضلّت حساباتها الاستراتيجية. بعد تاريخ من الانتصارات هُزمت فرنسا النابوليونية في واترلو، وانتهت كإمبراطوريّة. وهُزمت ألمانيا ودُكّت مدنها دكاً. ووقعت روسيا تحت الهزائم، ثم قامت من جديد. وزادت واختفت إمبراطوريات كثيرة حول العالم، لكن لم يتعرض له الشعب المصري.

تعرضت مصر للحملة نفسها بعد «كامب ديفيد». وعُدَّت أنها على خطأ قومي واستراتيجي معاً. وأدّت الحالتان إلى تمزًّقٍ عربي شرس، فغاب فيه العقل والهدوء، وغابت الحدود الدنيا من العدالة والمنطق، وراح الآخرون، وهم من عناوين الانكسار، يعطون مصر الدروس في الصمود والكرامة. حتى القيادة الفلسطينية الباحثة عن أرض، خُيِِّل إليها أنها قادرة على الحلول محل مصر وعبد الناصر.

الآن إذ نتأمل خريطة الضياع نرى أمامنا مجسمات كثيرة إلى جانب فلسطين. فالهزيمة الكبرى لم تكن الفشل في استعادة ما فقدناه، بل أن نفقد ما لدينا. فقد خرجنا من عداد الأمم السويّة المطْمئنة إلى إرثها ومستقبلها ومؤشرات النمو والكفاية والتقدم والعلوم والتعليم والأمن. المستقبل الذي يطرحه علينا الأمير محمد بن سلمان الآن خالٍ من الرواسب المُعِلّة ودنيا اللفظيات الفارغة التي أغرقنا بها السادة المنقذون. مطروحٌ علينا أن نترك وراءنا إلى الأبد جميع علامات التخلف وأسباب الانهيار وعناصر التزلُّم للغرباء. وما زال البعض يرى أن البطولة هي الاستمرار في اجترار التبن، والتعابير التي زالت تماماً في العالم المتقدم.

فلنترك للمؤرخين أن يحددوا لنا، أو يحللوا، مَن كان المسؤول العسكري والسياسي في كارثة يونيو (حزيران)، هل هو عبد الناصر أم رفيق عمره وشريكه العسكري عبد الحكيم عامر؟ أم هو في الحقيقة الإعلام المتهور الذي كذب على الجميع وخدّر الجميع؟ أم هو أيضاً الشعب الذي استمتع بالحكايات المخدِّرة والأكاذيب الممتعة والخرافات التي تُنسي الأمم الحقائق التي تعيشها. من أجل أن ننسى تماماً كل الذي حدث، علينا أن نبدأ بيوم السادس من يونيو (حزيران). ما قبل ذلك مجرد درس من دروس التاريخ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادس من حزيران السادس من حزيران



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:24 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل السبت26-9-2020

GMT 07:07 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

شائعة تبعد "مقالب رامز" عن بركان في الفلبين

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البرلمان المغربي يصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2020

GMT 12:54 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواصفات برج القوس ووضعه في حركة الكواكب

GMT 11:02 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

غاريدو يحمل فتحي جمال مسؤولية مغادرته للرجاء

GMT 00:38 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

سيدة ميتة دماغيًا منذ أربعة أشهر تنجب طفلة سليمة

GMT 00:01 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فان دايك يتوج بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا

GMT 00:16 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

أمل الفتح يتوج بطلا ويحقق الصعود

GMT 01:30 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

بيع أوّل نسخة في العالم من "تويوتا سوبرا GR"

GMT 01:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أفكار لحديقة الزهور ولمسة من الجمال

GMT 10:18 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل حياة الدوقة كيت ميدلتون قبل زواجها من الأمير هاري

GMT 01:36 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وفاء عامر تبدي ألمها بإصابة فاروق الفيشاوي بالسرطان

GMT 07:55 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

الأثاث البني موضة لن تنتهي في عالم الديكور

GMT 20:54 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

قائمة افضل لاعب في العالم بدون جريزمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib