العقل العربي ومخاطر التشويش
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

العقل العربي ومخاطر التشويش!

المغرب اليوم -

العقل العربي ومخاطر التشويش

صالح المنصوب
بقلم : صالح المنصوب *

غير المختصين في العلوم السياسية والاستراتيجية ربما لا يعلمون أنه وحتى الآن ليست لدينا نظرية متكاملة للنصر «Theory Of Victory»، وهذا يدعونا للتفكير في كيفية تعامل بنيامين نتنياهو مع حربه على غزة، وهل يستطيع تحقيق نصر ما، وما علاقة ذلك بنظرية النصر الروسية في أوكرانيا، وحتى أكون دقيقاً؛ مِن قبلها حرب كوسوفو، وكذلك كيف يفكّر الصينيون في نظرية النصر على الأميركان إذا ما قرروا أن يرسلوا حاملات طائراتهم إلى المضيق؟ هناك طبعاً نظام آخر مسلّح نووياً في بيونغ يانغ له نظرية مختلفة تماماً عن النصر. وضع هذه النظريات بعضها إلى جانب بعض قد يمنحنا مؤشرات واضحة لمصير نتنياهو ومصير غزة، وأيضاً مصير الوجود الأميركي في منطقة الشرق الأوسط الكبير؛ من أفغانستان إلى المغرب.

في تايوان كانت فكرة الصينيين ليس ردع الأميركان نووياً؛ لأنه، وببساطة، لدى الأميركان أكثر من خمسة آلاف رأس نووي، ولكن كانت فكرتهم هي أن الأميركان لديهم نقاط ضعف في المحيط الهادي وشرق آسيا «vulnerabilities» تجعل حتى تعريف النصر بمعنى الهيمنة في المحيط الهادي غير ممكنة، وبالتالي قد تستطيع أميركا تحقيق نصر محدود وتخسر السلام، إما في وقت الحرب أو بعد الحرب، سواء فيما يخص الهيمنة على المسرح الآسيوي من اليابان حتى تايوان، أو أنها تخسر بالمعنى الحقيقي في مساحات نقاط الضعف في قواعدها في أكوناوا جنوب اليابان، أو في غوام والفلبين وكوريا الجنوبية، وكلها مناطق ضعف يمكن للصين استغلالها، هذا إذا لم تقرر الصين استخدام صواريخها الباليستية لضرب مدن من كاليفورنيا إلى تكساس. هنا حتى نظرية النصر بمعنى الهيمنة وفرط السيطرة تبقى محدودة.

أعرف أن القارئ يتساءل: ما علاقة نظرية النصر بما يحدث في غزة؟

نظرية النصر في غزة أكثر تعقيداً منها في أوكرانيا أو في تايوان؛ ففي أوكرانيا مثلاً هناك نظرية النصر الروسية، النظرية المحدودة، والتي أساسها الاحتفاظ بحلف «الناتو» خارج نطاق روسيا، وألا تكون لـ«ناتو» السيطرة الكاملة، وأوكرانيا - وفقاً لرأي بوتين - ليست حديقة خلفية، بل هي الطريق إلى حدود غرفة نوم القيصر.

ولكنْ مهم أن نفهم نظرية النصر الشامل الأميركية، والتي بالتبعية تنسحب على العقيدة العسكرية الإسرائيلية؛ لنفهم إذا ما كان نصر نتنياهو على غزة ممكناً.

الرؤية الشاملة الأميركية للردع، والتي تمثل أقرب شيء لنظرية النصر الأميركية تتكون من ستة عناصر؛ أولها أن الروابط السياسية بين الحلفاء تكون قوية، وهذا ما حاولت إدارة أوباما تأكيده. ماذا تعني التحالفات السياسية كردع؟ لو أن كوريا الشمالية لاحظت أنه يمكن سلخ اليابان عن كوريا الجنوبية، أو عن التحالف السياسي الأميركي، فمعنى ذلك أن الردع السياسي قد انتهى. العنصر الثاني هو الحفاظ على التفوق العسكري بالأسلحة التقليدية (وهذا أيضاً ما تحاوله أميركا مع إسرائيل في منطقتنا - التفوق النوعي الإسرائيلي على العرب مجتمعين)، أما العنصر الثالث فهو قوة الضربة التقليدية المباغتة، حدث هذا في حرب العراق 2003، وربما لهذا السبب توجد حاملات الطائرات الآن لتحييد إيران عن محاولة الدخول في حرب غزة، أما العنصر الرابع فهو القوة السيبرانية والسيطرة على الفضاء، وهذا أمر ربما لا تعرفه الدول المنافسة فيما يخص القدرات الأميركية، خامساً الدفاعات الصاروخيّة في مسرح العمليات، وأيضاً على مستوى أميركا نفسها (وتدخل القبة الحديدية الإسرائيلية في إطار الأراضي الأميركية، إذ يعتبر بعض الأميركيين إسرائيل جزءاً من الوطن. أما سادساً فيخص استخدام القدرات النووية في مسرح العمليات مما يجعل الحلفاء في أمان، وأيضاً يمنع أي حرب على الأراضي الأميركية، وهذه هي نظرية الردع الأميركية الشاملة، التي يمكن وصفها بمخطط أولى لنظرية النصر الأميركية.

ولكن الاستخدام النووي الأخير، كما وضّح أهم المُنظّرين في الخمسينات من القرن الماضي بول نيتشه، هو كالملك في لعبة الشطرنج، كل التحركات للحفاظ على الملك، ولكن عندما يتحرك الملك فاللعبة تكاد تنتهي.

فهل العناصر الستة الأميركية متاحة ليحقق نتنياهو نصراً في غزة؟ أعتقد أن نتنياهو يمكن أن يكسب الحرب، ولكن، كما الأميركان، سيخسر السلام لسببين؛ الأول تاريخي يخص تلوث السُّمعة الشامل الذي ستتحمله إسرائيل من خلال قتل هذا العدد الهائل من الأطفال (هولوكوست فلسطيني)، والثاني هو فقدان الثقة مع الجوار.

إذن، مثل حروب أميركا؛ من أفغانستان إلى فيتنام، سيكسب نتنياهو بعضاً من الحرب ويخسر السلام، وقد يخسر فيما يخص التماسك الداخلي في إسرائيل نفسها.

نظرية النصر الأميركية فوق كل هذا مرتبطة بالنصر على الدول التقليدية، وقد فشلت في ردع الجماعات والحركات؛ وأبرزها حركة القاعدة وأسامة بن لادن، مما كلف الولايات المتحدة هجوماً لا يُنسى على أراضيها في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.

وما ينطبق على «القاعدة»، ينطبق على «حزب الله» و«حماس» مع الفارق، ولكننا هنا نتحدث عن نظرية النصر ضد عدو تقليدي لديه ما يخسره، ولكن هذه الحركات ليس لديها ما تخسره، وأن النصر بالنسبة لها هو مجرد فرد واحد يخرج من بين الأنقاض ليقول إن «حماس» باقية.

فوق كل هذا، إذا كان النصر هو فرض السيادة والهيمنة على مسرح العمليات، مثل الوجود الأميركي في أوروبا أو المحيط الهادي وشرق آسيا، فلا أعتقد أن الهيمنة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تؤدى إلى نتائج، مثل ما يقول جماعة السلام الديمقراطي، كما يرى مُنظّروها مثل مايكل دول، أو إلى التداخل الاقتصادي كما يرى جوزيف ناي وروبرت كوهين، أو بانتشار الديمقراطية ونهاية التاريخ في الشرق الأوسط كما يرى فوكوياما.

نظرية النصر بكل أنواعها، كما تفسرها الأدبيات، لا تبشر بكثير لحكومة بنيامين نتنياهو، وليس نتنياهو وحده، بل كل الحكومات الإسرائيلية التي سيكون النصر بالنسبة لها التقوقع داخل قبة حديدية أكثر كفاءة؛ لحمايتها من صواريخ «حزب الله»، أو البقاء تحت مظلة أميركية رادعة لإيران، ولا أظن أن أميركا ستبقى في المنطقة إلى الأبد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل العربي ومخاطر التشويش العقل العربي ومخاطر التشويش



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib