بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو 2
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو (2)

المغرب اليوم -

بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو 2

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

صار من المعارف الشائعة أنّ بنيامين نتنياهو لم يتلكّأ في تعبئة اليمين المتطرّف، القوميّ منه والدينيّ، في حملته على أوسلو، وعلى اسحق رابين الذي رسمه ملصق شهير ضابطاً نازيّاً، وانتهى الأمر باغتياله في 1995.

قبل ذاك بعام أقدم المسعور الدينيّ باروخ غولدشتاين، الأميركيّ الإسرائيليّ وأحد أتباع مائير كاهانا ومحازبيه، على قتل 29 فلسطينيّاً يصلّون في الخليل.

لقد اعتُبر اغتيال رابين التحوّل الأساسيّ الذي طرأ على عمليّة أوسلو، وكان مقدّمة الانهيار البطيء الذي راح يعانيه «معسكر السلام». وعلى الجبهة الأخرى، كان للعمليّات «الاستشهاديّة» المتصاعدة التي تشنّها «حماس»، بالغةً ذروتها منتصف التسعينات، أن وضعت الأجندة الأمنيّة حيث كانت تحلّ الرغبة السلميّة. وتلازم الانفجار هذا مع تصعيد التوتّر على الجبهة اللبنانيّة الإسرائيليّة، في 1993 وخصوصاً 1996. وبدوره مهّد هذا الجوّ الاستقطابيّ والأمنيّ الطريق لانتصار انتخابيّ أحرزه نتنياهو بفارق ضئيل، ولهزيمة مهندس أوسلو ورجلها الثاني شمعون بيريز.

ومع تنامي العنف الإرهابيّ الذي مارسته راديكاليّات الجانبين، من دون أن تخفى الرعاية السوريّة والإيرانيّة لأفعال «حماس» وأخواتها، وُلدت شتيمة «الأوسلويّة» من رحم شتيمة «العرفاتيّة» التي ابتكرتها دمشق الأسد.

ومع أنّ السلام أحرز انتصاراً ثانياً أواخر 1994، بتوقيع معاهدة وادي عربة الأردنيّة الإسرائيليّة، لم تُبد القيادة الفلسطينيّة، وعلى رأسها عرفات، المسؤوليّة التي يتطلّبها سلام صعب ومعقّد والتزامٌ باتّفاقات دوليّة ليست من طباع الزعيم الفلسطينيّ. ذاك أنّ تجربة الأخير اقتصرت على مناورات وصغائر كان يتبادلها مع المجتمعات الأهليّة والأنظمة الأمنيّة في المشرق.

وكانت رقعة الاعتدال الفلسطينيّ تنكمش وتتقلّص، ما أظهره تمزّق عرفات وانشطاره بين التزام بأوسلو وعدم التزام، وذلك تبعاً للمزايدة التي فرضها عليه الراديكاليّون الفلسطينيّون والعرب والإيرانيّون ممّا تعاظم لاحقاً مع «الانتفاضة الثانية». وفي 1994، ومن أحد مساجد جنوب أفريقيا، كانت سقطته بتشبيهه أوسلو بـ«صلح الحديبيّة» بين النبيّ محمّد وقريش، وهذا فيما الإسرائيليّون يأخذون عليه عدم مواجهته العمليّات الإرهابيّة المتزايدة واكتفاءه بإدانتها.

كذلك لم تحلّ حكومة منتخبة في الضفّة والقطاع، كما كان يُفترض، محلّ السلطة الوطنيّة، وتمكّن الفساد والمحسوبيّة والحكم الاعتباطيّ من ممارسات تلك السلطة. وبعدما كانت استقصاءات الرأي تشير إلى تأييد أكثر من ثلثي الجمهور الفلسطينيّ لأوسلو، جعل هذا الدعم يتآكل وتتزايد القناعة بأنّ السلام عديم الإنجاز والنفع. فالسلطة التي انبثقت من السلام غير مُقنعة، والاحتلال لا يزال قائماً، والحواجز المحيطة برام الله تتكاثر، بتكاثر الإرهاب، عدداً وعدوانيّةً وخنقاً لحركة الفلسطينيّين. وبعدما كان المستوطنون اليهود، مع توقيع أوسلو، 110 آلاف في الضفّة والقدس الشرقيّة، جعل العدد يتزايد بعشرات الآلاف ثمّ بمئاتها، دونما اكتراث بتحريم القانون الدوليّ للاستيطان. وأبعد من العدد أنّ ذاك الاستيطان الذي بدأ وظيفيّاً، يحدوه البحث عن شروط سكن وحياة أرخص تكلفةً ممّا في المدن، راحت تتعاظم حوافزه الآيديولوجيّة، الدينيّة والقوميّة، المتشبّثة بالاستحواذ على الأرض.

وتكاملت هشاشة السلطة الفلسطينيّة حيال شعبها وضعف موقعها حيال الإسرائيليّين، فبات كلّ من العاملين يغذّي الآخر. فلأنّها أعجز من أن تردع الأعمال الإرهابيّة باتت أعجز من أن تفرض على الإسرائيليّين وقف الاستيطان، أو أن تكون أشدّ تحكّماً في ممارسة «التنسيق الأمنيّ» معهم، والعكس بالعكس. وهذا ما أظهرها، هي المسكونة بالبرهنة على عدم خرقها الاتّفاقات، أقربَ إلى أداة في يد إسرائيل، مهمومة فحسب بالحفاظ على فتات سلطة فاسدة، كما أظهرها، في المقابل، جزءاً من النشاط الإرهابيّ ضدّ الإسرائيليّين.

مع هذا لم يفقد السلام الجريح كامل قوّته ولا فقدت أوسلو كلّ حيلة. فبعد مقتل رابين مباشرة استمرّ بيريز، كرئيس للحكومة، في محاولته تطبيق الاتّفاقيّة. وحتّى نتنياهو نفسه إثر فوزه في 1996، بدا مضطرّاً للتظاهر بالتقيّد بها. ففي مطالع 1997، أعاد مدينة الخليل إلى السلطة الفلسطينيّة، ما عرّضه لانتقادات حادّة من يمينه. وفي أواخر 1998 انعقدت قمّة واي ريفير في الولايات المتّحدة، فضمّته إلى عرفات وكلينتون، حيث اتُّفق على استئناف العمل بأوسلو، وعلى الانسحاب الإسرائيليّ من بعض مناطق الضفّة، واتّخاذ تدابير أمنيّة لمكافحة الإرهاب، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين السلطة وإسرائيل، مع استئناف مفاوضات الوضع النهائيّ. وبدورها وافقت الكنيست على مذكّرة الاتّفاق بأكثريّة كبرى، كما أيّدتها أغلبيّة الإسرائيليّين. فحين حاول نتنياهو التلاعب والمناورة لتعطيل العمل بها سقطت حكومته وأجريت، في 1999، الانتخابات التي فاز فيها العمّاليّ و«الأوسلويّ» إيهود باراك.

وبفوز الأخير استعاد معسكر السلام بعض الأمل مجدّداً، ولو ظلّ أملاً ضئيلاً بقياس ما أحدثه فوز رابين في 1992. فباراك، وفي ظلّ التراجع النسبيّ في شعبيّة السلام، بدا أكثر تردّداً وأقلّ حسماً من رابين وبيريز. وفي المقابل، تراجع الرهان الفلسطينيّ على سلام كان يُحبطه تنامي القيود والحواجز الإسرائيليّة.

أمّا تأويل هذا كلّه، وسواه، بأنّ إسرائيل لم تُرد السلام ولن تريده فاختزال يشوبُه تبسيط كثير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو 2 بالعودة إلى اتّفاقيّة أوسلو 2



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib