معاناة الكرد وفضيحة الدولة الوطنيّة في الشرق الأوسط
شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها القائد العام للقوات المسلحة يكلف صدام حفتر نائباً للقائد العام ويطلق رؤية 2030 لتحديث الجيش الليبي وتعزيز جاهزيته
أخر الأخبار

معاناة الكرد وفضيحة الدولة الوطنيّة في الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

معاناة الكرد وفضيحة الدولة الوطنيّة في الشرق الأوسط

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

حيث يحلّ الكرد يحلّ القهر والشقاء. في يومنا هذا ينهال الموت عليهم في إيران وتركيّا والعراق وسوريّا في وقت واحد.
أسباب كثيرة، محلّيّة وإقليميّة ودوليّة، تفسّر ازدهار موسم الدم الكرديّ الراهن، كما تفسّر سطوعه على مساحة بلدان أربعة كبرى.
لكنّ السبب الذي يفوق سواه أهميّة، والذي يرقى إلى سبب الأسباب، هو عجز البلدان الأربعة المذكورة عن بناء دول - أمم، وعن إنشاء جماعات وطنيّة متساوية.
ونعلم أنّ الكرد، رغم كونهم الأقلّيّة الأكبر في العالم، لم يحظوا، عندما أُنشئت الدول الحديثة، بدولة لهم، إلاّ أنّهم، فوق هذا، لم يحظوا أيضاً بفرصة التحوّل إلى مواطنين متساوين وجماعات متساوية في الدول الأربع التي نشأت.
العوامل التي حالت دون تطوّر الدول - الأمم في البلدان المذكورة كثيرة، والتعبير عن الإخفاق ارتدى أشكالاً كثيرة أيضاً: «الأمّة» في معظم تلك الحالات ابتلعت «الدولة»، والقوميّة غير المتطابقة مع المساحة الترابيّة للبلد، ولا مع تركيبه السكّانيّ، طغت على الوطنيّة وعطّلتها. بعض تلك البلدان استخدم «الحضارة» ووضعها في مقابل الدولة الحديثة. بعضها الآخر استخدم «القضيّة» العابرة للحدود، مُضعفاً ما يُفترض أنّه روابط السكّان في تلك الدولة الحديثة. ومرّات كثيرة كان التوسّع الخارجيّ، أو الرغبة فيه، سبباً صارخاً للإمعان في تعطيل الداخل والهرب من بناء رابطة وجماعة وطنيّتين. ومرّات كان الحكم العقائديّ، وهو غالباً عسكريّ وأمنيّ، يمعن في خنق الخصوصيّات والتعبير عنها، فيما يولّد هذه الخصوصيّات بكثرة وإفراط. لكنْ دائماً كان الكرد ضحايا هذه الاتّجاهات والميول على اختلافها. لقد فُرزوا بوصفهم الاستثناء، وقيل لهم «أنتم لستم أنتم. كونوا تركاً أو إيرانيّين أو سوريّين أو عراقيّين»، بينما كان حكّام تلك البلدان، والقيم التي ينشرونها، يمنعون قيام تلك الوطنيّات الدستوريّة التركيّة والإيرانيّة والسوريّة والعراقيّة. في العراق وسوريّا كان يُطلب منهم، بوصفهم «عرباً»، أن يقاتلوا إسرائيل!
لنعد إلى بعض المحطّات الكبرى في مسار العجز عن بناء دول وطنيّة:
في إيران الشاهنشاهيّة، لا سيما منذ سحق جمهورية مهاباد عام 1946، حلّ القمع الثقافيّ وانتهاكات حقوق الإنسان. لكنّ إيران الشاهنشاهيّة، كما نعلم، كانت لديها أطماعها في بلد كالبحرين عند انسحاب البريطانيّين منها في 1971، وهي، في العام نفسه، احتلّت الجزرَ الخليجيّة الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
مع الخميني ونظامه استأنف الإسلاميّون سياسة الصهر المركزيّ بحدّة أكبر وبصراحة أعلى في توكيد السيطرة المذهبيّة (الإثني عشريّة) كما نصّ عليها الدستور. تصدير الثورة، والتدخّل المباشر والفجّ في الدول المجاورة، والموضوع النوويّ، جعلت إيران الوظيفة تتفوّق على إيران الدولة الوطنيّة.
في تركيّا ايضاً، قمعت الدولة الأتاتوركيّة انتفاضات كانتفاضة درسيم أواخر الثلاثينات ثمّ اتّبعت سياسات الأرض المحروقة والتهجير والتطهير العرقيّ ممّا بات إحدى حقائق الحياة والديموغرافيا التركيّتين. النظام الأتاتوركيّ لم يرَ إلاّ العداء في المسلمين غير الأتراك كالكرد، وفي الأتراك غير المسلمين كاليهود والمسيحيّين، خصوصاً منهم الأرمن. مع رجب طيّب إردوغان وإسلاميّيه استؤنفت سياسة الصهر إيّاها بعناوين أخرى، في حين أضيفت إليها تقلّبات المزاج الشعبويّ، الشخصيّ والانتخابيّ، بوصفها مصادر للقرار السياسيّ.
في العراق الحديث تلازمت نشأة البلد مع قمع انتفاضة محمود الحفيد. لكنْ بعد الانقلاب الجمهوريّ لعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف عام 1958 نشبت الحرب الأولى على الكرد في الشمال. قاسم، الذي تفرّد بالسلطة، هدّد بضمّ الكويت ممّا كاد يتحوّل أزمة عربيّة ودوليّة. حزب البعث استأنف، بقدر من التقطّع الذي تخلّلته اتّفاقيّة مارس (آذار) 1970، الحرب على الكرد. الذروة كانت مع صدّام حسين الذي خاض حروباً خارجيّة عدّة، لكنّه أيضاً هجّر الكرد من مناطقهم وأسكن عرباً محلّهم، ثمّ جرّد عليهم حملة الأنفال وقصفهم بالسلاح الكيماويّ في حلبجة.
في سوريّا البعثيّة أيضاً اكتشفنا، مع الثورة في 2011، أنّ أعداداً هائلة من الكرد محرومة من التمتّع بالجنسيّة. سوريّا لم تفوّت فرصة إلاّ أكّدت فيها للكرد أنّهم أنصاف مواطنين لا يُعتدّ برأيهم في شؤون الهويّة والمصير. لقد لقّبت نفسها بـ«قلب العروبة النابض»، ثمّ اندمجت في وحدة مع مصر جعلتها «الإقليم الشماليّ في الجمهوريّة العربيّة المتّحدة»، ثمّ سمّت نفسها «الجمهوريّة العربيّة السوريّة»، وهذا قبل أن يحكمها حزب يردّد صبح مساء «أمّة عربيّة واحدة/ ذات رسالة خالدة». في هذه الغضون، خيضت بالجملة حروب وصراعات خارجيّة في كلّ اتّجاه.
الكرد، في هذا كلّه، كانوا كالمستعمرات، إلاّ أنّها مستعمرات مُقامة داخل البلد. وربّما كانوا بديلاً عن مستعمرات أو عن توق لم يتحقّق لبناء إمبراطوريّات استعماريّة.
هل أخطأ الكرد؟ طبعاً، خصوصاً من اعتمد منهم الإرهاب، ومن أكمل مهمّة تصديع الرابطة الوطنيّة بالتعويل على وهم كردستان الكبرى. لكنْ، ومن دون التقليل من حجم تلك الأخطاء، فإنّها أخطاء صاحب ردّة الفعل التي تجد أسبابها التخفيفيّة في أخطاء صاحب الفعل المديد والمتكرّر والراسخ.
والتضامن مع الكرد اليوم، والاعتراض على هذا المسلخ الذي يُساقون إليه، تضامن مع النفس واعتراض على منعها من الصيرورة الوطنيّة. فالدم الذي يُبذل ليس دم الكرد وحدهم. إنّه أيضاً دم الدولة الوطنيّة التي يبدو كأنّها، في هذا الشطر من العالم، شيء مستحيل. أمّا عدم التضامن السائد فآخر علامات هذه الاستحالة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاناة الكرد وفضيحة الدولة الوطنيّة في الشرق الأوسط معاناة الكرد وفضيحة الدولة الوطنيّة في الشرق الأوسط



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib