من روسيا إلى سوريّا ولبنان حزب واحد بأحزاب كثيرة
ممثل منظمة الصحة العالمية يحذر من كارثة صحية في غزة مع نفاد أكثر من نصف الأدوية الأساسية وزارة الخارجية السودانية تُرحّب ببيان مجلس الأمن الدولي الرافض لتشكيل "حكومة موازية" حركة حماس تدعو لمسيرات غضب عالمية أمام السفارات الإسرائيلية والأميركية في مختلف العواصم والمدن روسيا تفرض قيوداً على تيليغرام وواتساب وتوضح الأسباب سقوط 12 شهيدا من عناصر تأمين المساعدات منذ صباح اليوم جراء 3 غارات إسرائيلية استهدفتهم شمالي قطاع غزة مقتل وفقدان عشرات الأشخاص جراء غرق قارب بالبحر المتوسط حركة حماس تدين تصريحات نتنياهو حول «إسرائيل الكبرى» وتدعو لتحرك عربي ودولي عاجل آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدًا بالإبادة الجماعية في غزة واستنكارًا لاغتيال مراسل قناة "الجزيرة" أنس الشريف وزملائه منظمة التعاون الإسلامي تدين تصريحات رئيس وزراء إسرائيل حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى وتحذر من تداعياتها على الأمن الإقليمي والدولي دعوى قضائية ضد شركة مايكروسوفت بسبب قرارها وقف ويندوز 10
أخر الأخبار

من روسيا إلى سوريّا ولبنان: حزب واحد بأحزاب كثيرة

المغرب اليوم -

من روسيا إلى سوريّا ولبنان حزب واحد بأحزاب كثيرة

حازم صاغية
حازم صاغية

حزب «روسيا الموحّدة»، حزب الرئيس فلاديمير بوتين، نال نصف أصوات المقترعين الروس. لكنّ النصف الآخر لم يذهب إلى المعارضة، أيّة معارضة. لقد تقاسمتْه أحزاب تؤيّد كلّها السيّد الرئيس. هي قد تعترض على تفصيل هنا، وعلى نقص في الكفاءة عند وزير هناك، أو على تزوير طفيف في قلم اقتراع، إلاّ أنّها كلّها مُجمعة على أنّ فلاديمير بوتين هو وحده من تتجسّد فيه كرامة روسيا وصمودها في وجه خارج مُعادٍ.

الروس الذين لا يرون هذا الرأي، كالمنشقّ أليكساي نافالني، مُنعوا، على الطريقة الإيرانيّة، من المشاركة في الانتخابات. ذاك أنّ روسيا بوتين، التي ترفض «فرض القيم الغربيّة» على غير الغربيّين، باتت لا تجد ما يغري بالتقليد إلاّ قيم إيران الخمينيّة.

مسخرةٌ لا تملك إلاّ أن تذكّر بمسخرة «الديمقراطيّة الشعبيّة» التي اخترعتها الشيوعيّة السوفياتيّة لتحطيم الديمقراطيّة، وفي الوقت ذاته السيطرة على الشعب في بلدان أوروبا الوسطى.
لكنّ مسخرة الانتخابات في روسيا لا تكتمل بغير مسخرة الأحزاب والإيديولوجيّات سواء بسواء. الأحزاب لم تعد تعبّر عن اختلافات في وجهات النظر وفي المصالح، وهذا تعريف الأحزاب. في المقابل، كلّها باتت متّفقة على الأساسيّات، وليس هناك اليوم ما هو أكثر أساسيّة من الاصطفاف وراء الرئيس، فيما التسميات الآيديولوجيّة لهذه الأحزاب المتوافقة تتباين تبايُن الشيوعيّ والقوميّ والديمقراطيّ والليبراليّ. الوصف إذاً لا يصف الموصوف. الكلام لا يعني ما يُفترض أن يعنيه. فلاديمير جيرينوفسكي سبق له منذ 1989 أن أسّس المسخرة، مُستبقاً ظهور بوتين، حين سمّى حزبه القوميّ المتطرّف «الحزب الروسيّ الديمقراطيّ الليبراليّ».

واقع الحال أنّ الذين تقاسموا أصوات الروس في الانتخابات التي أجريت قبل أيّام هم كلّهم حزب واحد برؤوس كثيرة، أو بأحزاب كثيرة. أمّا الحزب الخفيّ الواحد فحزب القوميّة الشعبويّة وزعيمه الأوحد هو بوتين. على هذا النحو فقط تغدو الديمقراطيّة شيئاً نابعاً من «قيمنا» ومن «أصالتنا» وسبباً للوحدة بدل أن تكون باعثاً على التجزئة والتناحر!
السوريّون واللبنانيّون من أكثر الشعوب التي تتفهّم النموذج الروسيّ هذا.

هذان البلدان ليسا مثلين حصريّين لكنّهما مثلان نافران: فيهما يصطفّ وراء الرئيس السوريّ بشّار الأسد قوميٌّ عربيّ بعثيّ أو ناصريّ، وقوميّ سوريّ، وشيوعيّ عمّاليّ، وإسلاميّ من أتباع حسن نصر الله. الكلّ «إخوة» و«رفاق»، لا فرق بين واحدهم والآخر إلاّ بدرجة الولاء للسيّد القائد وأجهزته. أمّا الدعم الروسيّ والإيرانيّ للأسد فيتكفّل بإزالة ما قد يتبقّى من شكّ حول وجوب هذه الرابطة الأخويّة الصلبة والفردوسيّة.
ولا بأس، حرصاً على الرابطة إيّاها، بتصحيح التواريخ المغلوطة تبعاً لجاهليّة حديثة: فلا القوميّين السوريّين اغتالوا الضابط البعثيّ عدنان المالكي، ولا القوميّين العرب قتلوا القياديّ الشيوعيّ فرج الله الحلو أو الضابط القوميّ السوريّ غسّان جديد، ولا أنصار «حزب الله» صفّوا المثقّفين الشيوعيّين حسين مروّة وحسن حمدان... القاتل هو دائماً الإمبرياليّة والصهيونيّة والضحايا ضحاياهما حصراً. مَن يقول عكس هذا إمّا مستشرق لعين أو دارس على المستشرقين.
هكذا يغدو الدفاع عن الأفكار والدفاع عن السياسة محكومين بالدفاع عن الصدق والحقيقة. يصحّ هذا في روسيا وإيران، كما في لبنان وسوريّا.
لقد شمل خلطُ المعاني والازدراء بها جميعاً تعريفَ اليمين واليسار، والمحافظة والليبراليّة، والتديّن والعلمانيّة... أمّا ممارسو الخلط فنجحوا في غزو بعض أعرق الديمقراطيّات. نجد هذا مثلاً في «اليساريّ» الفرنسيّ جان لوك ميلونشون، كما نجده في «اليمينيّة» الفرنسيّة مارين لوبين. ذاك أنّ الأولويّة لم تعد تطال الموقف من الأفكار والمصالح. إنّها تطال الموقف من الخارج، ومن الهويّة التي يقال أنّ هذا الخارج يتهدّدها. وهناك دائماً زعيم تهفو له القلوب، كبوتين أو الأسد، يُنصّب حامياً لتلك الهويّة في مواجهة الخارج الذي هو دائماً مطّاط: يتّسع للإمبرياليّة والصهيونيّة مثلما يتّسع للعولمة والشركات متعدّدة الجنسيّة، وللاجئين والمهاجرين، وللراغبين في الحرّيّة أو في الاستقلال على أنواعهم.
أمّا الرهان على أن يتصدّى حزبيّون لإنقاذ أحزابهم، ولإنقاذ الأفكار التي آمنوا بها حين انتسبوا إلى تلك الأحزاب من الأكاذيب اللاحقة بها، فرهان في غير محلّه. ذاك أنّ التطبّع على الكذب غلب الطبع، مستعيناً بشبكات مصالح صغرى، وبتورّط في الدم هنا وهناك، وطبعاً بحرص على إبقاء الجماعة الحزبيّة على قيد الحياة بعد زوال مبرّراتها.
وفي ظلّ هذا التزوير المتمادي للأحزاب كما للأفكار لن تكون النتيجة سوى موت النقاش العامّ وانتفاخ الركود الفكريّ والثقافيّ وانتشاره على مساحات بلدان بأكملها.
فحين يكون النموذج الروسيّ أو النموذج الإيرانيّ موضعَ التقليد والاتّباع، يصعب أن تنتهي الأمور إلى غير ما تنتهي إليه: صفرٌ ينطح صفراً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من روسيا إلى سوريّا ولبنان حزب واحد بأحزاب كثيرة من روسيا إلى سوريّا ولبنان حزب واحد بأحزاب كثيرة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - المغرب اليوم

GMT 06:26 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 18:01 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:31 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسابقة ملكة جمال الكون في إسرائيل تثير جدلا

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجآت بالجملة في تشكيلة برشلونة أمام بروسيا دورتموند

GMT 00:51 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كشف هوية "المرأة الغامضة داخل التابوت الحديدي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib