ثلاثيّ العجز عن سيطرة العقل في لبنان «كورونا» والدولار و«حزب الله»
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

ثلاثيّ العجز عن سيطرة العقل في لبنان: «كورونا» والدولار و«حزب الله»

المغرب اليوم -

ثلاثيّ العجز عن سيطرة العقل في لبنان «كورونا» والدولار و«حزب الله»

حازم صاغية
حازم صاغية

يشارك اللبنانيّون سائر سكّان المعمورة علاقتهم بالوباء الكونيّ، كورونا. إنّه الشيء البالغ الخطورة الذي لا يملك العالم حتّى اليوم سيطرة ذهنيّة وتحليليّة كاملة عليه. السؤال عن مصدره الأصليّ لا يزال قائماً، والتكهّنات التي أطلقها في ما خصّ العلم والطبّ والموت تزيده، في نظر البعض، غموضاً. أمّا آثاره الاقتصاديّة الكارثيّة وما قد ينجم عنها سياسيّاً، فكثيرة جدّاً ومُقلقة جدّاً. الشعور بانحساره، وهو ما كانت تدعمه الأرقام، ما لبث أن مَحاه متحوّر أوميكرون الذي رفع اليأس عالياً من إمكان التغلّب عليه، وبثّ في التداول الكلاميّ عبارة جديدة: سيعيش معنا إلى ما لا نهاية.

إذاً هناك ما يشبه الفعل الطبيعيّ القاهر الذي يهين قدرات البشر، أو هذا ما يتراءى لكثيرين. لنقرأ بعض الأوصاف التي تقال في أوميكرون والتي تزكّي هذا التصوّر القاتم: إنّه الأكثر عدوى والأكثر قابليّة للانتشار من باقي متحوّرات كورونا، وفق أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطنيّ الأميركيّ للأمراض المُعدية. إنّه أكبر خطر صحّيّ في عالمنا اليوم، بحسب وزراء الصحّة في دول مجموعة السبع. إنّه، في عبارة للرئيس الأميركيّ جو بايدن، سوف يبدأ بالتفشيّ بشكل أسرع بكثير في الولايات المتّحدة، أمّا منظّمة الصحّة العالميّة فترى أيضاً أنّه ينتشر بمعدّل لم نشهده مع أيّ متحوّر سابق.

كلمة «متحوّر» هي بذاتها تعبير يشبه التعابير الحربيّة التي تعلن صعوبة القتال ضدّه: مختبرات العلاجات، بوصفها مصانع السلاح في تلك الحرب، لا تستطيع رصد حركته وتعيين موقعه. إنّه يُخفي أكثر ممّا يُظهر. يقيم خلف الحجر وتحت الأرض ويهجم حين لا يتوقّع من ينتظرونه في خنادقهم. إنّه «كالليل الذي هو مُدركي» وفق الوصف الشهير للنابغة الذبيانيّ حين كان فارّاً من النعمان، ملك الحيرة، ويائساً من نجاح فراره.

الشعور بأنّ الحرب لن تنتهي بالفوز شعور قاسٍ على المحارب، وأقسى منه تلك القناعة التي تزداد توسّعاً من أنّ لا خلاص. والحال أنّ الذين كانوا يعدون بالخلاص، على مدى التاريخ، كانوا يقولون إنّهم يملكون سيطرة على المُجريات، وإنّهم يستطيعون التحكّم بالطبيعة. اللاخلاص الذي نعيشه اليوم يعلن، في المقابل، انعدام السيطرة، كلّ سيطرة. إنّ مسكَنَة وتواضعاً فائضين يحلّان محلّ الادّعاءات المطلقة.

بيد أنّ اللبنانيّين، إلى ذلك، يتفرّدون اليوم بشيئين يتبدّى فيهما عدم السيطرة في أوضح صوره. هناك أوّلاً الدولار الذي يتقافز صعوداً من دون أن يكون مفهوماً لأكثريّتهم الساحقة لماذا يفعل هذا. قبل ثلاث سنوات فحسب كان يبدو وديعاً وكانت أعداد متزايدة منهم تبدو قادرة على تملّكه وتحريكه والسيطرة عليه. اليوم، الأرقام تتضخّم والقدرات الشرائيّة تنخفض بما يوازي تضخّم الأرقام.
والدولار أيضاً يفاجئ ويباغت كما أنّه يقتل جوعاً ومرضاً في ظلّ امتناع الدواء. مع هذا، يلوح كأنّه لا خلاص من هجمته الماحقة فيما السلطة التافهة والبائسة لا تفعل شيئاً لوقف الهجمة. بعض التقارير الرصينة التي قالت إنّنا لن نخرج من الحال الراهنة، هذا إذا خرجنا، قبل سنوات عديدة، تعزّز التصوّرات الأكثر يأساً. ثمّ إذا كان الطبّ يزيد الغموض غموضاً في حالة كورونا وأوميكرون، فهنا يلعب عِلم آخر غير شعبيّ، هو الاقتصاد، هذه الوظيفة الإلغازيّة.

البعض منّا قد يتوهّم السيطرة على ما يجري بتوجيه شتائم مستحَقّة للسياسيّين ورجال المصارف. بعضٌ أصغر قد يتذكّر ما علّمتنا إيّاه حقبة الأهاجي الناصريّة عن «عملاء الدولار» وعن كون الدولار ملعوناً من حيث المبدأ. لكنْ لا هذا ولا ذاك سوف يردع العملة الخضراء عن أن «تأتينا من حيث لا ندري».

«حزب الله» هو الشيء الآخر الذي يتمرّد على السيطرة العقليّة ويتفرّد فيه اللبنانيّون. صحيح أنّنا عشنا في ظلّ هذه الغرابة أربعين سنة إلاّ أنّ مرور الزمن لا يخفّف من طبيعتها كغرابة متمرّدة على التعقّل. تخيّلوا: حزب أقوى من الدولة، وجيش أقوى من الجيش، واحتمال موت مقيم ومعمّم من أجل (؟) تحرير مزارع شبعا ذات الملكيّة الضائعة، ونفوذ إيرانيّ يعبر العراق وسوريّا ليستقرّ عندنا، ولبنانيّون لا يعدّون أكثر من خمسة ملايين يرسلون مقاتلين «لتحرير» فلسطين وسوريّا والعراق واليمن و... فوق هذا، لا يبدو في الأفق ما يوحي أنّ هذه الغرابة ستنجلي في وقت قريب.

وكان سكّان سوريّا والعراق قد عرفوا «داعش» قبل سنوات قليلة، هي التي، بين ليلة وضحاها، أقامت حكم الخلافة ووحّدت أجزاء من البلدين المذكورين وأعملت السيف في الرقاب وسَبَتِ النساء، وليس واضحاً حتّى الآن أنّها باتت من الماضي. ومن يدري، فقد يكون نصيبنا في هذه المنطقة من العالم أن تتحكّم بنا قوى غير قابلة للتعقّل لكنّها قابلة لفعل كلّ شيء آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثيّ العجز عن سيطرة العقل في لبنان «كورونا» والدولار و«حزب الله» ثلاثيّ العجز عن سيطرة العقل في لبنان «كورونا» والدولار و«حزب الله»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib