تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان

المغرب اليوم -

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان

حازم صاغية
حازم صاغية

إذا كان الخوف من طبيعة عقلانيّة، والخُواف لاعقلانيّاً، فإنّ الهول هو ضدّ العقل. لا بل يبدو، حين يضرب ضربته، غيرَ قابل للتعقّل، ولا حتّى للتوهّم. «لسان العرب» ذكّر، في عرض معنى «الهول»، بـ «هول الليل وهول البحر». ونحن حين نقول: «يا للهول!»، نكون ندفع سبب الخوف من الواقع إلى ما يتعدّاه: إلى الخرافيّ أو إلى الطبيعيّ. ومن يقول: «هالَني الأمر» يكون قد نسب إلى ذاك الأمر قدرة على إلحاق الشلل بفهمه وحبسَه في اضطراب غامض ومفتوح. أمّا من يقول إنّه تعرّض للتهويل، فيكون يعلن أنّ ما تعرّض له محاولةُ دفعه إلى خارج احتمالات الواقع ومعطيات العقل والمنطق تسهيلاً لابتزازه. إنّ في الأمر خروجاً، كبيراً أو صغيراً، من رقعة الفيزيق إلى غابة الميتافيزيق.

الخوف الذي ينجم عن أفعال الحروب وتدميرها لا يندرج في الهول لأنّ تفسيره كامن فيه: إنّه الحرب نفسها، ومن ثمّ القدرة على الفهم والتأويل تبعاً لمعرفتنا بنزاع أطرافها ومواقفهم أو باستعداداتهم الحربيّة. هكذا وفيما نخاف في الحرب، فإنّنا نحتفظ بطاقة ما، قد تكبر وقد تصغر، على الاستيعاب والتحليل.

تفجير مرفأ بيروت، الذي تقع اليوم ذكراه السنويّة الأولى، هول كبير. إنّه الهول، بألف ولام التعريف. فهو، فضلاً عن ضخامته وضحاياه، وعن كونه «أكبر انفجار غير نوويّ» وفق الوصف الذي بات شائعاً، حصل في زمن عاديّ، أو أنّه ظاهريّاً كذلك. عاديّة الزمن، ولو ظاهريّاً، تجعل مَن يتعرّضون له عاجزين تماماً عن توقّعه أو فهمه، ناهيك عن التدخّل الذي يبقى متاحاً إلى هذه الدرجة أو تلك في أزمنة الحرب (وقد جاءت جائحة كورونا تُعدم فرص التدخّل).

هكذا يزلزل الهولُ الذي كانَه التفجيرُ عاديّتَنا الظاهريّة مثلما تفعل أحداث الطبيعة حين تضرب حالة من الاستقرار أو الاستقرار المتوهّم. وكمثل الأفعال الطبيعيّة، فإنّ الهول يمحو ويزيل على نحو جذريّ تاركاً مسرح الفعل قاعاً صفصفاً أو «صفراً»، على ما سمّى الأميركيّون مسرح جريمة 11 أيلول، قبل أن يستخدم اللبنانيّون التعبير ذاته وصفاً لتفجير المرفأ.

وهذا لا يعني أنّ الحدث غير سياسيّ، فهو سياسيّ حتّى النخاع، لكنّ سياسيّته محجوبة وصامتة، لا يسبقها ما يوحي بها كما لا يتبنّاها أحد ولا يليها تبرير. في هذا المعنى، يصحّ الهول وصفاً لأحداث مفاجئة، كانفجار تشيرنوبيل في 1986 وبيرل هاربر في 1941 و11 أيلول 2001 في أميركا، وبدرجة أقلّ قليلاً وصفاً لأحداث لم يكن واضحاً من الذي فعلها، ولم يكن مفهوماً لماذا فُعلت أصلاً، كحريق الرايخستاغ في 1933 وحريق القاهرة في 1952 وحريق سينما ركس في عبادان في 1978 (وبالمناسبة، فالحرائق الثلاثة مكّنت سلطة النازيّين في حكم ألمانيا، ومهّدت لانقلاب 23 يوليو في مصر، ولسيطرة الخميني على إيران).

وفي لبنان «الساحة»، جاء هول تفجير المرفأ متوِّجاً لأهوال سابقة أصغر. فحين كانت تنفجر مخازن أسلحة حزبيّة إبّان الحرب كان الهول يضرب البيئة المقيمة قرب المخزن، خصوصاً وقد أقنعها الحزبيّون أنّ الأسلحة خُزّنت هناك لحمايتها من عدوّ متربّص. وقد انتصب الهول بكامل جلاله الإفنائيّ حين فُجّر في بيروت مبنى السفارة العراقيّة عام 1981 ثمّ مبنى السفارة الأميركيّة في 1983، من دون أن تكون هناك حالة نزاع بين الدولة اللبنانيّة وأيّ من البلدين. وبالفعل فبين ليلة وضحاها اندثر مبنيان وسفارتان ورجعت قطعتا أرض إلى ما كانتا عليه قبل البناء عليهما فيما بات على البصر أن يعاود التكيّف. وزاد في هوليّة الهول أنّ الإفناء نزل بمبنيين يُفترض نظريّاً، ولا يزال كثيرون يفترضون، أنّهما وُجدا لحلّ النزاعات بالدبلوماسيّة. أمّا الهول الأكبر

حتّى تفجير المرفأ فكان اغتيال رفيق الحريري الذي حينما انطلقت به سيّارات موكبه، يوم 14 شباط 2005، كان زعيماً لجزء معتَبر من اللبنانيّين، لكنّه بعد دقائق صار كومة من رماد مثله مثل 21 شخصاً آخر، ولم تحل عاديّة ذاك اليوم المشمس دون إصابة 220 شخصاً واشتعال النيران في عشرات السيّارات وتهدّم مبانٍ عدّة، وبعد ذاك وضع البلد برمّته على تخوم حرب أهليّة.
من الذي يوزّع هول «القيامة الآن» على البشر، وعلى اللبنانيّين تحديداً؟ أغلب الظنّ أنّه الطرف الذي لا يستوقفه البشر ولا المدن ولا المرافئ حين تستدعي مصالحه أو عقائده المتعصّبة ذلك. أغلب الظنّ أنّه طرف لا تُلبّى مصالحه بطريقة أخرى، فيما عقائده تجيز كلّ شيء. أغلب الظنّ أنّه... احزروا!

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان تاريخ موجز لـ «الهول» في لبنان



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 02:49 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون
المغرب اليوم - أبل تطلق خطة جديدة ماك بوك رخيص بمعالج آيفون

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib