عودة «استراتيجيّة التوريط»
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

عودة «استراتيجيّة التوريط»!

المغرب اليوم -

عودة «استراتيجيّة التوريط»

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في أواخر الستينات تصارعت استراتيجيّتان في التعامل مع القضيّة الفلسطينيّة والموضوع الإسرائيليّ. الأولى كانت قد ظهرت في بيئة المقاومة الفلسطينيّة، وصاغها القيادي في «فتح» خليل الوزير (أبو جهاد)، مطلِقاً عليها تسمية «استراتيجيّة التوريط»: المقاومة تطلق الصواريخ وتستهدف إسرائيل بعمليّات تنطلق من وراء حدودها مع الدول العربيّة المجاورة؛ إسرائيل تردّ بقوّة على هذه الدول في داخل أراضيها، بحيث تُضطرّ الأخيرة للردّ على الردّ. هكذا تتورّط الدول العربيّة في قتال إسرائيل، ونتدحرج جميعاً من حال السلم إلى حال الحرب.
الثانية استراتيجيّة يمكن أن نسمّيها تجنّب التورّط. مؤسّسها الفعلي كان جمال عبد الناصر، بانتقاله بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967، من «تحرير فلسطين» إلى «استرجاع الأراضي التي احتلّت». زبدة هذه الاستراتيجيّة الفصل بين الدول، ورسم خطوط فاصلة بين قضاياها. خلاف الاستراتيجيّتين تحوّل، بعد القرار الدولي 242، أواخر ذاك العام، ثمّ مشروع روجرز في 1969، إلى حرب إعلاميّة وسياسيّة، رافقتها اشتباكات بالنار بين مؤيّدي الطرفين في الأردن.
الزمن عمل لصالح الاستراتيجيّة الثانية بأشكال مختلفة: من جهة، المقاومة الفلسطينيّة وجدت نفسها في خضمّ حربين أهليّتين: في الأردن (1970)، ولبنان (1975)، قبل أن يتأدّى عن الغزو الإسرائيلي في 1982 إبعادها عن حدود الدولة العبريّة. من جهة أخرى، لم يعد أي بلد عربي «يتورّط» في مجابهة مباشرة مع الإسرائيليين.
مصر وسوريا خاضتا حرب 1973 لتخرجا من الحرب: في الحالة الأولى عبر السلام، وفي الثانية عبر إحكام إغلاق الحدود الثنائيّة، وتقديم ضمانات حول إغلاقها، مع ترك «الساحة اللبنانيّة» لتنفيس أي احتقان. الأردن لم يشارك أصلاً في حرب 1973. العراق، ومن خلال قوّاته في الأردن، سمح للملك حسين بأن ينهي أداة توريط الأردن، أي المنظّمات الفلسطينيّة المسلّحة.
بعد مراوحة وترنّح وحرب سوريّة– فلسطينيّة شرسة، ماتت الاستراتيجيّة الأولى موتاً نهائيّاً في التسعينات، مع اتفاق أوسلو الفلسطيني– الإسرائيلي عام 1993، ثمّ اتفاقيّة وادي عربة الأردنيّة– الإسرائيليّة في 1994.
اليوم هناك ميل لبعث الحياة في استراتيجيّة التوريط، أو بعث الحياة في ياسر عرفات، وفق الباحث في «كارنيغي» مهنّد الحاج علي. في مقالة مهمّة له، أشار إلى التغيّر الذي طرأ، هذا العام، على «يوم القدس» في بيروت الذي يرعاه تقليديّاً «حزب الله». فالاحتفال بات يُجرى بالتنسيق مع حركة «حماس»، مضيئاً على وجود عدد من قادتها في لبنان.
الحاج علي رأى أنّ «حزب الله»، ومنذ 2019، غيّر دور لبنان، فيما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي– الفلسطينيّ، بمعانٍ ثلاثة:
أوّلاً، صار البلد ملاذاً لقادة «حماس» الذين انتقلوا إليه من تركيا وقطر، وكانوا قبلهما يعيشون في سوريّا. انضاف إلى صالح العاروري الذي يقيم في بيروت منذ 2017، قياديان آخران، هما خليل الحيّة وصالح جبارين، وفوقهم قائد «الجهاد الإسلاميّ» زياد نخّالة. في هذه الغضون نجم عن صعود يحيى السنوار إلى قيادة «حماس» إنعاش علاقتها بـ«حزب الله» وإيران، والتي سبق أن اضطربت بسبب الموقف من سوريّا.
ثانياً، يبدو أنّ «حماس» تبني، للمرّة الأولى، حضوراً عسكريّاً في لبنان. هذا ما ظهّره انفجار في مخيّم برج الشمالي قرب صور قبل خمسة أشهر، قُتل فيه الحمساوي حمزة شاهين. «حماس» أنكرت الرواية التي شاعت عن الانفجار، إلا أنّها أشارت، في نعيها شاهين، إلى وفاته في «مهمّة جهاديّة».
هذا الحضور العسكري المستجدّ يترافق مع انبعاث حروب الفصائل الشهيرة: ثلاثة من «حماس» قُتلوا في جنازة شاهين، الأمر الذي نسبه بعض الإعلام اللبناني إلى مناصرين لحركة «فتح».
ثالثاً، ينمو حضور «حماس» العسكري في موازاة تنسيق أعلى بينها وبين أتباع إيران المسلّحين، العراقيين منهم خصوصاً، ولكنْ أيضاً السوريين واليمنيين.
يزداد الحديث، وغالباً في سياق الاستشهاد بأقوال لحسن نصر الله، عن تجدّد الحرب انطلاقاً مما يجري في القدس، فحين تكون المقدّسات في خطر لا يعود للحدود الزائفة معنى! قبل قرابة أسبوعين، أُطلق صاروخان من الأراضي اللبنانيّة باتّجاه إسرائيل.
أشباح الماضي التي سبق أن أيقظتها زيارة إسماعيل هنيّة للمخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، صيف 2020، تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى غيلان: مزيد من السلاح ومزيد من تفلّته، عمليّات حدوديّة تستجرّ ردوداً إسرائيليّة قاتلة، حروب فصائل وتنظيمات، تمادٍ في الانهيار الاقتصادي وفي انعدام الثقة الدوليّة بلبنان، تعاظم في الانشقاق الأهلي بين اللبنانيين...
قابليّة التورّط كاملة إذن، يزيدها اكتمالاً اقتراب الدولة اللبنانيّة من الاندثار، وقوّة إيران التي تحرس هذا الاندثار، وتستثمر في فشل السلام الفلسطيني– الإسرائيلي فتحوّله إلى مبدأ خالد وجوهريّ، كما تستثمر في فشل المنطقة الذي لعبت فيه طهران دوراً تأسيسياً. اليوم، لبنان وسوريا أرض خلاء، وفراغ ينتظران مَن «يملأهما».
عود على بدء؟ نعم، إنما مع فوارق: المهمّة اليوم ليست تحرير فلسطين، كائناً ما كان معنى هذا التعبير؛ بل نصرة إيران في مواجهاتها. أما لبنان فسوف يكون توريطه من جديد، وهو على الحال التي هو عليها، رصاصة رحمة يطلقها من لا تعرف الرحمة إلى قلوبهم سبيلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة «استراتيجيّة التوريط» عودة «استراتيجيّة التوريط»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 11:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية وأسرار نجاحها
المغرب اليوم - يسرا تؤكد أنها لم تلجأ لأي عمليات تجميلية  وأسرار نجاحها

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib