عودة «استراتيجيّة التوريط»
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

عودة «استراتيجيّة التوريط»!

المغرب اليوم -

عودة «استراتيجيّة التوريط»

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في أواخر الستينات تصارعت استراتيجيّتان في التعامل مع القضيّة الفلسطينيّة والموضوع الإسرائيليّ. الأولى كانت قد ظهرت في بيئة المقاومة الفلسطينيّة، وصاغها القيادي في «فتح» خليل الوزير (أبو جهاد)، مطلِقاً عليها تسمية «استراتيجيّة التوريط»: المقاومة تطلق الصواريخ وتستهدف إسرائيل بعمليّات تنطلق من وراء حدودها مع الدول العربيّة المجاورة؛ إسرائيل تردّ بقوّة على هذه الدول في داخل أراضيها، بحيث تُضطرّ الأخيرة للردّ على الردّ. هكذا تتورّط الدول العربيّة في قتال إسرائيل، ونتدحرج جميعاً من حال السلم إلى حال الحرب.
الثانية استراتيجيّة يمكن أن نسمّيها تجنّب التورّط. مؤسّسها الفعلي كان جمال عبد الناصر، بانتقاله بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967، من «تحرير فلسطين» إلى «استرجاع الأراضي التي احتلّت». زبدة هذه الاستراتيجيّة الفصل بين الدول، ورسم خطوط فاصلة بين قضاياها. خلاف الاستراتيجيّتين تحوّل، بعد القرار الدولي 242، أواخر ذاك العام، ثمّ مشروع روجرز في 1969، إلى حرب إعلاميّة وسياسيّة، رافقتها اشتباكات بالنار بين مؤيّدي الطرفين في الأردن.
الزمن عمل لصالح الاستراتيجيّة الثانية بأشكال مختلفة: من جهة، المقاومة الفلسطينيّة وجدت نفسها في خضمّ حربين أهليّتين: في الأردن (1970)، ولبنان (1975)، قبل أن يتأدّى عن الغزو الإسرائيلي في 1982 إبعادها عن حدود الدولة العبريّة. من جهة أخرى، لم يعد أي بلد عربي «يتورّط» في مجابهة مباشرة مع الإسرائيليين.
مصر وسوريا خاضتا حرب 1973 لتخرجا من الحرب: في الحالة الأولى عبر السلام، وفي الثانية عبر إحكام إغلاق الحدود الثنائيّة، وتقديم ضمانات حول إغلاقها، مع ترك «الساحة اللبنانيّة» لتنفيس أي احتقان. الأردن لم يشارك أصلاً في حرب 1973. العراق، ومن خلال قوّاته في الأردن، سمح للملك حسين بأن ينهي أداة توريط الأردن، أي المنظّمات الفلسطينيّة المسلّحة.
بعد مراوحة وترنّح وحرب سوريّة– فلسطينيّة شرسة، ماتت الاستراتيجيّة الأولى موتاً نهائيّاً في التسعينات، مع اتفاق أوسلو الفلسطيني– الإسرائيلي عام 1993، ثمّ اتفاقيّة وادي عربة الأردنيّة– الإسرائيليّة في 1994.
اليوم هناك ميل لبعث الحياة في استراتيجيّة التوريط، أو بعث الحياة في ياسر عرفات، وفق الباحث في «كارنيغي» مهنّد الحاج علي. في مقالة مهمّة له، أشار إلى التغيّر الذي طرأ، هذا العام، على «يوم القدس» في بيروت الذي يرعاه تقليديّاً «حزب الله». فالاحتفال بات يُجرى بالتنسيق مع حركة «حماس»، مضيئاً على وجود عدد من قادتها في لبنان.
الحاج علي رأى أنّ «حزب الله»، ومنذ 2019، غيّر دور لبنان، فيما يتعلق بالموضوع الإسرائيلي– الفلسطينيّ، بمعانٍ ثلاثة:
أوّلاً، صار البلد ملاذاً لقادة «حماس» الذين انتقلوا إليه من تركيا وقطر، وكانوا قبلهما يعيشون في سوريّا. انضاف إلى صالح العاروري الذي يقيم في بيروت منذ 2017، قياديان آخران، هما خليل الحيّة وصالح جبارين، وفوقهم قائد «الجهاد الإسلاميّ» زياد نخّالة. في هذه الغضون نجم عن صعود يحيى السنوار إلى قيادة «حماس» إنعاش علاقتها بـ«حزب الله» وإيران، والتي سبق أن اضطربت بسبب الموقف من سوريّا.
ثانياً، يبدو أنّ «حماس» تبني، للمرّة الأولى، حضوراً عسكريّاً في لبنان. هذا ما ظهّره انفجار في مخيّم برج الشمالي قرب صور قبل خمسة أشهر، قُتل فيه الحمساوي حمزة شاهين. «حماس» أنكرت الرواية التي شاعت عن الانفجار، إلا أنّها أشارت، في نعيها شاهين، إلى وفاته في «مهمّة جهاديّة».
هذا الحضور العسكري المستجدّ يترافق مع انبعاث حروب الفصائل الشهيرة: ثلاثة من «حماس» قُتلوا في جنازة شاهين، الأمر الذي نسبه بعض الإعلام اللبناني إلى مناصرين لحركة «فتح».
ثالثاً، ينمو حضور «حماس» العسكري في موازاة تنسيق أعلى بينها وبين أتباع إيران المسلّحين، العراقيين منهم خصوصاً، ولكنْ أيضاً السوريين واليمنيين.
يزداد الحديث، وغالباً في سياق الاستشهاد بأقوال لحسن نصر الله، عن تجدّد الحرب انطلاقاً مما يجري في القدس، فحين تكون المقدّسات في خطر لا يعود للحدود الزائفة معنى! قبل قرابة أسبوعين، أُطلق صاروخان من الأراضي اللبنانيّة باتّجاه إسرائيل.
أشباح الماضي التي سبق أن أيقظتها زيارة إسماعيل هنيّة للمخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، صيف 2020، تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى غيلان: مزيد من السلاح ومزيد من تفلّته، عمليّات حدوديّة تستجرّ ردوداً إسرائيليّة قاتلة، حروب فصائل وتنظيمات، تمادٍ في الانهيار الاقتصادي وفي انعدام الثقة الدوليّة بلبنان، تعاظم في الانشقاق الأهلي بين اللبنانيين...
قابليّة التورّط كاملة إذن، يزيدها اكتمالاً اقتراب الدولة اللبنانيّة من الاندثار، وقوّة إيران التي تحرس هذا الاندثار، وتستثمر في فشل السلام الفلسطيني– الإسرائيلي فتحوّله إلى مبدأ خالد وجوهريّ، كما تستثمر في فشل المنطقة الذي لعبت فيه طهران دوراً تأسيسياً. اليوم، لبنان وسوريا أرض خلاء، وفراغ ينتظران مَن «يملأهما».
عود على بدء؟ نعم، إنما مع فوارق: المهمّة اليوم ليست تحرير فلسطين، كائناً ما كان معنى هذا التعبير؛ بل نصرة إيران في مواجهاتها. أما لبنان فسوف يكون توريطه من جديد، وهو على الحال التي هو عليها، رصاصة رحمة يطلقها من لا تعرف الرحمة إلى قلوبهم سبيلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة «استراتيجيّة التوريط» عودة «استراتيجيّة التوريط»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib