النزاع الأساسي في لبنان زجّنا في الحرب
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

النزاع الأساسي في لبنان: زجّنا في الحرب

المغرب اليوم -

النزاع الأساسي في لبنان زجّنا في الحرب

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بين التناقضات الكثيرة التي يضجّ بها لبنان، السياسيّة منها والاقتصاديّة والثقافيّة، هناك تناقض واحد أبعد غوراً من سواه، يؤثّر في باقي التناقضات أكثر ممّا تؤثّر فيه. إنّه الموقف من الحرب: هل ينبغي أن نُزجّ في حرب أم لا؟ وبالتالي، أيّ نظام للداخل وأيّة علاقة مع الخارج يخدمان الغرض؟
المُصابون بعشق الحرب تغيّرت أسماؤهم وتغيّرت أحزابهم، لكنّ المقدّمات التي يبنون عليها لم تتغيّر: عبادة القوّة وكراهية البلد الضعيف الذي لا يحكمه جيش ولا مخابرات. إذاً، ومن أجل أن يقوى ويصبح كالأنظمة الاستبداديّة المجاورة، لا بدّ من زجّه في حرب. ولأنّ الكرامة لا تُشتقّ إلاّ من القوّة فإنّه بلد بلا كرامة، والحرب وحدها تُكسبه الكرامة. ثمّ، ما دام جيشه قليل الحربيّة، كان لا بدّ من كسره والاستنجاد بطرف مسلّح ما لأداء المهمّة الجليلة. فإذا ترتّب على الحرب احتلال للأرض كُلّف ذاك الطرف بتحريرها. هذا نصر على نصر: إنّه يضمن لنا الفوز بحرب المائة عام، وربّما الألف عام. إنّه يجعلنا شعباً من الشهداء المؤجّلين.
في هذا شيء يشبه العبارة الشهيرة عن قتل الفتاة صوناً لعفافها.
المصادر التي تأثّرت وتتأثّر بها النزعة الحربيّة مصادر حربيّة هي الأخرى. هكذا كانت الحال دائماً: إنّها أنظمة ومجتمعات لم تُعرف بغير قوّة العقيدة وقوّة السلاح ثمّ سرعة الانهيار والموت فيما هي تتحدّث عن انتصاراتها. ما حلّ بالفاشيّة ثمّ بالمنظومة الاشتراكيّة مثلٌ معبّر.
وقد تدرّج عشق الحرب من المداوَرَة إلى المباشَرَة: قبل ظهور المقاومة الفلسطينيّة، كان يُفترض بلبنان الوقوف مع جمال عبد الناصر لأنّه، كما تذهب الخرافة، يؤسّس لقوّة العرب وكرامتهم.
وحين صَنّفت القممُ العربيّة لبنان «بلد مسانَدة»، لا «بلد مواجهة»، احتجّ الحربيّون بيننا: لكنّ بلدنا مجاور لفلسطين المحتلّة فلماذا يكون بلد مساندة؟ ثمّ حين انهزم عبد الناصر في 1967، تضاعفت المرارة: لماذا لم ينهزم لبنان أيضاً؟ لماذا لم يحارب وينهزم بما يجعله يستحقّ عروبته وكرامته؟
مع المقاومة الفلسطينيّة تحقّق الحلم. إنّها «استراتيجيّة التوريط». مع «حزب الله» غمرنا التوريط بوصفنا التوّاقين لأن يتورّطوا.
لا شكّ في أنّ منازعات الطوائف وتفاوت علاقاتها بدولة لبنان مصدرٌ بعيد لتلك المشاعر. فلسطين كانت ذريعة ولا تزال. إلى هذا انضافت مساهمات الأنظمة العسكريّة في الجوار والتي أرادتنا اسفنجة تمتصّ تناقضاتها فأرسلت إلينا السلاح بسخاء، وسعت إلى إغلاق النافذة اللبنانيّة على درجة بعيدة نسبيّاً من الحرّيّة. صحيح أنّ قصور السلطة اللبنانيّة وفئويّتها وضيق أفقها الطائفيّ كمّلت المهمّة، لكنّ الردّ نادراً ما كان إصلاحيّاً يحكمه التفاعل مع الداخل اللبنانيّ. إنّه نادراً ما كان سياسيّاً بحتاً.
فالمعارضة الحربيّة انطلقت أصلاً من تراكم تاريخيّ ينطق بلسانين لا ينسجمان: البلد، من جهة، مفتعل وفائض عن الحاجة، فضلاً عن كونه ضعيفاً وعديم الكرامة، وهو، من جهة أخرى، ينبغي إصلاحه وتحديثه والتخلّص ممّا هو طائفيّ ومتخلّف فيه. «الحركة الوطنيّة» اللبنانيّة كانت أعلى وآخر تعابير هذا الازدواج اللغويّ والمفهوميّ الذي يجمع بين الإفناء والإصلاح.
صحيح أنّ الذين كانت لديهم مشاريع سياسيّة تتفاعل مع الواقع اللبنانيّ، وبغضّ النظر عن الرأي بها، غادروا الوعي السلاحيّ. بيد أنّ اللسان ظلّ ثقيلاً والهمّة بطيئة: كمال جنبلاط طالب بالإصلاح رافعاً البندقيّة. وهو لئن استاء من شقّ الجيش اللبنانيّ وإنشاء «فتح» «جيشَ لبنان العربيّ»، إلاّ أنّه وفّر الغطاء السياسيّ للمنظّمات المسلّحة الفلسطينيّة واللبنانيّة. موسى الصدر أيضاً بدأ إصلاحيّاً، همّه إنقاذ الجنوب من الحرب وانتهى مسلّحاً. رفيق الحريري اضطُرّ إلى الاستظلال بالبندقيّة السوريّة والتعايش مع سلاح «حزب الله».
وجود مشروع لبنانيّ لدى الزعماء الثلاثة كان يُبعدهم عن السلاح، لكنّ ضعف هذا المشروع كان يضعف مناعتهم حيال السلاح. جنبلاط والحريري قُتلا بيد سلاح حربيّ وتحريريّ. الصدر خطفه سلاح حربيّ وتحريريّ حليف.
شيء كهذا نجده في الوسط اليساريّ: الحزب الشيوعيّ، لأنّه ذو وزن وتاريخ عريق، كان أكثر تهيّباً لزجّ لبنان في الحروب من التنظيمات الصغرى على يساره والتي تستمدّ معناها الأوحد من صلتها بالتنظيمات الفلسطينيّة المسلّحة. كثيرون ممّن كانوا ينشقّون عن تلك التنظيمات اللبنانيّة كانوا يتوجّهون مباشرة إلى «فتح». لا مبرّر إذاً للمرور في محطّة لبنانيّة. الحزب الشيوعيّ انتقل، ضعيفاً مفكّكاً، إلى الموقع الذي كانت تحتلّه التنظيمات.
«حزب الله» هو الاستثناء الوحيد في التاريخ اللبنانيّ الحديث، ومن هنا خطورته: إنّه حزب وازن، وكلّما زاد وزنه زادت حربيّته. هذا حتّى الآن!
لكنّ المشكلة، في النهاية، أنّ بديل النموذج اللبنانيّ لم يولد لأنّه ببساطة لم يُفكَّر ببديل له ما خلا زجّه في الحرب: منذ الدولة العربيّة في دمشق بعد الحرب العالميّة الأولى حتّى اليوم لم تتغيّر المعادلة: إمّا الفوضى والساحة السائبة أو التحالفات المسمومة كالتي ربطت الحريري بـ «حزب الله» وبالأمن السوريّ خلال 1989 - 2005.
هذا العجز عن توليد حاكميّة لبنانيّة مستقرّة كان يزيد الكراهية للبنان وسلمه واستقراره. إنّه عصيّ على السلاح. عصيّ علينا. ولأنّه كذلك لا بدّ من تخليعه بوضعه في مواجهة العالم ومواجهة الجوار الذي لا تقوم مصالح لبنان إلاّ على حسن العلاقة به: حرب المقاومة الفلسطينيّة من لبنان حطّمت اتّفاق الهدنة. حربيّة «حزب الله» اليوم تحدٍّ للقرار الأمميّ 1701. العلاقة الحميمة بإيران علاقة رديئة بالعالم العربيّ...
ومن بلد مسالم يتعاطف مع القضيّة الفلسطينيّة ويدعمها سياسيّاً ودبلوماسيّاً وإعلاميّاً، نتحوّل إلى إسبارطة تعتدي على السوريّين وشعوب أخرى باسم فلسطين. نتحوّل أيضاً من بلد تعاقديّ الصيغة إلى بلد استبداديّ تؤخذ الأكثريّة الساحقة من شعبه رهينة إلى مسلخ الحرب، رهينةً مفقرة وجائعة وخائفة. أمّا العزاء الوحيد فنصيحة شهيرة من أبيقور ترجع إلى ثلاثة وعشرين قرناً: اطمئنّوا. لا تخافوا الموت. فحين تكونون أحياءً يكون الموت غائباً، وحين يحضر الموت تكونون قد غبتم أنتم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النزاع الأساسي في لبنان زجّنا في الحرب النزاع الأساسي في لبنان زجّنا في الحرب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib