نَسقان مختلفان في حروبنا ونزاعاتنا الكثيرة الراهنة
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

نَسقان مختلفان في حروبنا ونزاعاتنا الكثيرة الراهنة

المغرب اليوم -

نَسقان مختلفان في حروبنا ونزاعاتنا الكثيرة الراهنة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

ليس من اسم آخر لما يجري اليوم بين إيران وإسرائيل سوى الحرب. إنّها حرب بقاسم سليماني أو من دونه، وبحكومة ليكوديّة أو بحكومة مناهضة لليكود. معظم هذه الحرب يجري على الأراضي السورية وفوقها؛ لكن بعضها يُخاض في إيران وإسرائيل نفسيهما، وأيضاً في العراق ولبنان. آخر أفعالها الكبرى كان اغتيال الضابط في «الحرس الثوري» الإيراني صيّاد خدايي.
أشكال هذه الحرب تتنوّع ما بين ضربات برّيّة وجوّية وسيبرانيّة، وأعمال مباشرة وأخرى بتفويض الوكلاء المحلّيين، كما يتّخذ بعضها شكل محاولات التعديل السياسي لما هو قائم؛ لكنها جميعاً تصبّ في الحرب التي يُرجّح أن تتفاقم في ظلّ ما يتردّد عن انسحاب روسي تدريجي من سوريّا، والاتّجاه لـ«ملء الفراغ» الروسي إيرانيّاً. هذا ما يقصّر المسافات الفاصلة بين الطرفين ويزيد نقاط الاحتكاك، كما يبدّد بقايا الحذر الإسرائيلي بسبب تفاهمات تلّ أبيب مع موسكو. الصورة تغدو أشدّ قتامة فيما لو صحّت الأخبار القائلة إنّ طهران وضعت يدها على مطار حلب ومطار تدمر ومستودعات ذخيرة في حمص، فضلاً عن عشرات البلدات والقرى المحيطة بتلك المواقع.
المفارقة هنا أنّ الحرب الإيرانيّة – الإسرائيليّة تستفيد من الأجواء الحربيّة في العالم، إلا أنّها، وهي السابقة عليها، مستقلّة بذاتها عنها. فلا إيران تخوض جزءاً من حرب روسيا ضدّ أوكرانيا، رغم تعاطف طهران مع موسكو، ولا إسرائيل تخوض جزءاً من حرب أوكرانيا في مواجهة روسيا، رغم أنّها، في آخر المطاف، أقرب إلى الأوكرانيين. كذلك يصعب القول إنّ الإسرائيليين تجمعهم استراتيجيّة مشتركة بالأميركيين في ظلّ جو بايدن، فيما خصّ التعاطي مع المشروع النووي الإيراني الذي يبقى المحرّك الأوّل لحرب طهران وتلّ أبيب.
تصحّ نظريّة الحروب الصغرى المتوازية في أحوال تركيا وسياساتها. فالتهديد باجتياح جديد للشمال السوري لن يكون مقبولاً من أميركا، وفي أغلب الظنّ من روسيا أيضاً. فوق هذا، تخوض تركيا حربين سياسيّتين، واحدة لمنع انضمام السويد وفنلندا إلى حلف «الناتو»، والثانية لحصار اليونان سياسياً واستراتيجيّاً، بعدما ألغى رجب طيّب إردوغان عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي الذي يجمع بلاده بها، كما هاجم بحدّة رئيس حكومتها كيرياكوس ميتسوتاكيس. وبغضّ النظر عن درجة الصدق في الرواية التركيّة، يبقى أنّ هاتين الحربين السياسيّتين تغلّبان على نحو قاطع مواجهة إردوغان مع خصومه (حزب العمّال الكردستاني، وفتح الله غولن، وربما معارضيه في الحزب الجمهوريّ) على أطلسيّة تركيّا.
هذا التوازي المشوب بقلّة الانتظام، وبكثير من المداورة، يعاكس كلّيّاً الاصطفافات الآسيويّة. فاليابان شهدت مؤخّراً قمّة لـ«التحالف الرباعي للحوار الأمنيّ» (كواد) الذي يضمّها إلى الولايات المتّحدة وأستراليا والهند. بنتيجة تلك القمّة أُنذرت بكين بألا تحاول تغيير الوضع التايواني بالقوّة، وأعلن الرئيس بايدن بوضوح قاطع أنّ بلاده ستدافع عن تايوان «عسكريّاً» فيما لو تعرّضت لغزو من الصين التي قال إنها، بتكثيفها مناوراتها العسكريّة: «تلعب بالنار». تصريحات بايدن هذه التي أعلنت نهاية «سياسة الغموض»، حظيت بموافقة رئيس الحكومة الياباني كيشيدا فوميو الذي لا تخفي بلاده، مثلها مثل أستراليا والهند، قلقها من طموحات الصين.
وما بدأه بايدن أكمله وزير خارجيّته أنتوني بلينكن الذي شرح رؤية بلاده الاستراتيجيّة حيال الصين، فسمّاها الدولة الوحيدة التي لا تملك الرغبة في تغيير النظام العالمي فحسب؛ بل تملك أيضاً القوّة المتعدّدة الأوجه لتحقيق ذلك. فالصين، بالتالي، هي التحدّي البعيد المدى والأكثر جدّيّة للمنظومة العالميّة، وفق الوزير الأميركيّ.
وبدورها لم تتأخّر الصين في الردّ، إذ بعد ساعات على قمّة «كواد»، أعلنت اليابان أنّ طائرات عسكريّة صينيّة وروسيّة قامت بطلعات مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، تزامناً مع اجتماع القادة، وهي خطوة اعتبرها وزير الدفاع الياباني «استفزازيّة».
استكمالاً لهذه الاستراتيجيّة المتطابقة، أعلن بايدن زجّ الاقتصاد في ساحة المعركة. فقد تحدّث عن خطّة اقتصاديّة بعيدة الأمد سوف ينضمّ إليها 13 بلداً، أما الهدف منها، وفق المراقبين، فسيكون تخليص آسيا من الاعتماد الاقتصادي المتزايد على الصين. وفي الموازاة، صرّح رئيس كوريا الجنوبيّة الجديد يون سوك يول، لـ«سي إن إن» بأنّ زمن ممالأة كوريا الشماليّة، حليفة الصين، قد انتهى، وأنّ أي محادثات مشتركة بعد الآن لا بدّ من أن تُفتتح بمشاركة الزعيم الكوري الشماليّ، كيم جونغ أون، مباشرة.
ومن يدري، فقد يتطوّر النسق الحربي في الشرق الأوسط، بحيث ينتظم ويغدو أشدّ انسجاماً مع الوجهة الكونيّة التي تتبلور راهناً. لكنْ حتّى في هذه الحال يبقى مسار كهذا بطيئاً جدّاً ومتعرّجاً جدّاً. في هذه الغضون، وحتّى إشعار آخر، ما يمكن قوله: إن اختلاف نسقَي الحرب في الشرق الأوسط وفي الشرق الأقصى بليغ الدلالة على المنطقتين وعلى موقعهما من سائر العالم، وموقع سائر العالم منهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نَسقان مختلفان في حروبنا ونزاعاتنا الكثيرة الراهنة نَسقان مختلفان في حروبنا ونزاعاتنا الكثيرة الراهنة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib