تعيير «الليبراليّين اللبنانيّين» المسموم
هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
أخر الأخبار

تعيير «الليبراليّين اللبنانيّين» المسموم

المغرب اليوم -

تعيير «الليبراليّين اللبنانيّين» المسموم

حازم صاغية
حازم صاغية

بين وقت وآخر يظهر من يعيّرون «الليبراليّين اللبنانيّين»(؟!) بأنّهم يتحالفون أو يتعاطفون أو ينقادون لقوى غير ليبراليّة، لبنانيّة وغير لبنانيّة.وإذا تذكّرنا أنَّ المعنى الأوّل لليبراليّة هو إضعاف الدولة وتصغير نطاقها، كان المطلوب من هؤلاء «الليبراليّين» أن يعملوا على إضعاف الدولة اللبنانيّة وتصغيرها، وهو ما يصحّ في الاقتصاد كما في الجيش والقضاء...

بالقياس إلى الوضع اللبنانيّ الراهن، يبدو هذا التعيير أشبه بمهزلة. ذاك أنّ المطلوب من هؤلاء «الليبراليّين» أن يُضعفوا الدولة، البالغة الضعف أصلاً، فيما تقوى الدولة الموازية، ذات القوّة المستفحلة، أي «حزب الله». هكذا فقط يكونون ليبراليّين أصليّين متصالحين مع أفكارهم وذواتهم، بحسب هجّائيهم.فوق هذا: يُفترض بهؤلاء «الليبراليّين» أن يتعرّوا من كلّ دعم أو تحالف مع مَن هم ليسوا ليبراليّين، أكان في الداخل أو في الخارج، وأن يرفضوا «صراع المحاور» فوق أرضهم، وأن يتبرّأوا كذلك من كلّ علاقة بمَن كانوا ذات يوم ميليشيات مسلّحة. أليست الليبراليّة مناهضة للميليشيات والسلاح؟

استجابة المطالب «البريئة» هذه تعني شيئين عمليّين على الأقلّ: الأوّل، أن ينسى هؤلاء «الليبراليّون» أنّ ثمّة محوراً واحداً يتهدّد الحياة اللبنانيّة اليوم، هو المحور الإيرانيّ وتوابعه، تبعاً لتحكّمه في قضايا السلم والحرب وتسبّبه بعزلة لبنان، وتالياً بحصّة الأسد من كارثته الاقتصاديّة والمعيشيّة الضاربة. أمّا الثاني فأن ينسوا أيضاً أنّ الميليشيا الوحيدة التي لا تزال كذلك، والتي تقوى وتتمدّد، هي «حزب الله».
فقط باتّباعهم هاتين التوصيتين تغدو «ليبراليّتهم» محمودة وصادقة إذ تجعلهم يساوون بين الميليشياتالبائدة التي كانتْها أحزاب «الكتائب» و«القوّات اللبنانيّة» و«التقدّميّ الاشتراكيّ» و«أمل» وبين جيش المئة ألف مقاتل الذي حدّثنا عنه مؤخّراً، أو هدّدنا به، أمين عام «حزب الله».هنا لا بدّ من توضيح: إنّ المعيار اللبنانيّ الأساسيّ الذي يفصل الصديق عن العدوّ في يومنا الراهن هو: من الذي يزجّنا في حرب؟ من الذي تقوم استراتيجيّته على فرضيّة الحرب، إن لم يكن على حتميّتها، عملاً بمبدأ «الدفاع عنّا غصباً عنّا»؟

بطبيعة الحال يُستحسن أن تكون القوى التي لا تنوي زجّنا في حرب، والتي هي الحليف المفترض لـ«الليبراليّين»، مؤيّدة للحريّة والفرديّة ومساواة الجنسين وتقليص الفوارق بين الطبقات ومناهضة العنصريّة وباقي الفضائل المعروفة. لكن إذا لم تكن كذلك فهذا لا يسلبها فضيلة رفضها للحرب المدمّرة للبلد وناسه (والحروب، بالمناسبة، ودائماً، أعتى خصوم الليبراليّة). ذاك أنّ رأس الأخطار الداهمة اليوم ليس تغوّل الدولة على المواطنين وحرّيّاتهم، بل تغوّل الدولة الموازية على الدولة وعلى أكثريّة مواطنيها الساحقة. هنا تحديداً يكمن احتمال جرّنا إلى حرب مميتة لا نُسأل رأياً فيها، بعد جرّنا إلى سلم ظاهريّ قائم على انعدام كامل في المساواة حيال أدوات القوّة.

والحقّ أنّ الليبراليّة، وربّما باستثناء جزئيّ هو رسائل «أب الليبراليّة» جون لوك في «التسامح»، لم تواجه أوضاعاً كوضعنا، أي تهديد بلد في وجوده، فضلاً عن سيادته، وقيام دولة مسلّحة أقوى من دولته التي يُفترض أنّها تمثّل ديمقراطيّاً إرادة شعبه. أمام تحدّيات كهذه لا تقدّم الليبراليّة ولا تؤخّر، هي التي نشأت، في القرن الثامن عشر الأوروبيّ، عن توتّر العلاقة بين الدولة والجماعة من جهة والفرد والحرّيّة من جهة أخرى. وما يصحّ في الليبراليّة يصحّ في الآيديولوجيّات الحديثة جميعاً حين يواجهها وضع إباديّ أو شبه إباديّ: ألم يتأدَّ عن صعود النازيّة في ألمانيا الثلاثينات تبنّي موسكو وشيوعيّي العالم نظريّات الجبهات الوطنية والشعبية مع «بورجوازيين»، أو تصالح ستالين مع كنيسة روسيا إبان الحرب العالميّة الثانية، وماوتسي تونغ مع شانغ كاي شيك لمواجهة الاحتلال اليابانيّ؟

لكنّ «البَلْفة» هنا لا تكتمل ملامحها إلاّ بالتذكير بأنّ المُعيّرين هؤلاء لا يدافعون عن نقاء أو أرثوذكسيّة ليبراليّين، بل يتعاطفون مع «حزب الله» ومع نظام «ولاية الفقيه» ويسعون إلى توفير أفضل الشروط ملاءمةً لهما. إنّ كلّ نفَس يتنفّسونه ينضح بكراهية الليبراليّة وكراهية لبنان في الوقت نفسه. مع هذا يمكن لهؤلاء «الليبراليّين» أن يكونوا عند حسن ظنّهم إذا ما تخلّوا عن كلّ صداقة أو تعاطف وركّزوا على العمل لتصغير الدولة اللبنانيّة وإضعافها!إنّ تعييراً كهذا أقرب إلى تكتيك حربيّ منافق تسنده ثقافة تمييز بين ما يجوز «لنا»، وهو كلّ شيء، من جمع باكونين بالخميني وماركس بالخامنئي، وما لا يجوز لغير«نا» الممنوعين من كلّ شيء. ذاك «أنّنا» نملك الحقيقة، كلّ الحقيقة، ونملك السلاح، كلّ السلاح، ولا نترك لهم إلاّ الخيانة والتشهير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعيير «الليبراليّين اللبنانيّين» المسموم تعيير «الليبراليّين اللبنانيّين» المسموم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib