مرحلة انتقاليّة مديدة ومؤلمة نحو دول وخرائط أخرى
أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج رحيل المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد تدهور حالته الصحية عقب حادث سير وحزن مضاعف بعد عام من فقدان إبنه
أخر الأخبار

مرحلة انتقاليّة مديدة ومؤلمة نحو دول وخرائط أخرى

المغرب اليوم -

مرحلة انتقاليّة مديدة ومؤلمة نحو دول وخرائط أخرى

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

قبل أيّام، قالت مديرة المخابرات الوطنيّة الأميركيّة، أفريل هاينز، أمام لجنة في الكونغرس، إنّ الصين «تسعى إلى أن تبني جيشاً قادراً على انتزاع تايوان»، ورأت أنّ الخطر الذي ستبقى تواجهه الجزيرة ما بين يومنا و2030 سيكون «حادّاً».
بغضّ النظر عن مدى صحّة هذا التوقّع، فنحن نشهد اليوم حرب روسيا على أوكرانيا التي لم يتوقّعها إلا قليلون. الحرب هذه، وهي الثانية في غضون سبعة أعوام فقط، ترافقت مع تعديلات جغرافيّة صريحة تطول شرق البلاد وجزيرة القرم. ومن يدري على أي شكل سوف تستقرّ الخريطة الأوكرانيّة بعد أن تسكت المدافع والصواريخ.
إثيوبيا هي الأخرى شهدت منذ أواخر 2020 حرباً شرسة واكبها الاستعراض المفجع، والمألوف في قرن أفريقيا، للموت والجوع والقهر واللجوء والجفاف والتصحّر. اليوم يقال، بكثير من الشكّ المبرَّر وقليل من الضمانات الصلبة، إنّ «المعاهدة الإنسانيّة» التي أعلنتها أديس أبابا في 25 مارس (آذار) الماضي سوف تنهي النزاع. لكنّ طبيعة الحرب، أي كونها بين السلطة المركزيّة وإقليم تيغراي، توحي أنّ توقّف القتال قد يفتح الباب لتعديلات أساسيّة في الخريطة. شيء كهذا لا يُستبعد امتداده إلى الجارة الصوماليّة ذات التقليد العريق في التفتّت والتنازع الأهليّين.
أحوال بلدان عربيّة كثيرة تنمّ عن مسألة خرائطيّة، والبلدان تلك قد لا تخرج من أنفاقها المظلمة، وهذا إذا خرجت، ما لم تُعَدّل خرائطها. سوريا واليمن وليبيا التي شهدت ثورات شعبيّة أُجهضت، تلتها حروب أهليّة وتدخّلات خارجيّة، أمثلة نافرة على ذلك. لكنّ لبنان والعراق، حيث التدخّل الخارجي بالغ الهمّة فيما الإجماع الداخلي شديد الكسل، مثالان ضامران. الدعوات إلى الفيدراليّة واللامركزيّة وسواهما من الصيغ براهين كافية على نقص الكفاءة في الصيغ المعمول بها راهناً.
قد يقول قائل إنّنا نعيش اليوم مرحلة انتقال مديدة ومؤلمة من خرائط إلى أخرى. هذا الانتقال له اسم محدّد: مرور البلدان المذكورة في طور «الساحات» حيث تتقاتل قوى داخليّة وقوى خارجيّة لا حصر لها في وقت واحد: مثلاً، لاحظ مؤخّراً أحد المراقبين أنّه بينما كانت إسرائيل تقصف القنيطرة في الجنوب السوريّ، كانت تركيا تقصف عين العرب في الشمال السوريّ، وإيران تقصف أربيل في الشمال العراقيّ. هكذا تكون مراحل الانتقال القلق، وعلى إيقاع كهذا تعيش «الساحات».
والحال أنّ إعادات النظر بخرائط الدول غالباً ما تلي الحروب الكبرى واشتغال مبضعها في هندسة العالم: بعد الحرب العالميّة الأولى، وكما نعلم جيّداً، انهارت إمبراطوريّات تفرّعت مساحاتها الشاسعة إلى دول جديدة. بعد الحرب العالميّة الثانية، نشأت دول مستقلّة كانت مستعمرات قبلذاك. بعد الحرب الباردة، انهار الاتّحاد السوفياتي ويوغسلافيا الاتّحاديّة وتفسّخا، وعادت تشيكوسلوفاكيا إلى مُكوّنيها التشيكي والسلوفاكيّ، فيما استعادت ألمانيا، في المقابل، وحدتها السابقة على الحرب العالميّة الثانية.
لكنّ انتهاء الحرب الباردة كانت له تأثيرات أخرى في منطقتنا وفي المناطق المشابهة لها، هي التي نلمسها اليوم بقوّة. فالدول التي لم تستطع أن تعزّز وجودها بأي شرعيّة داخليّة تتعدّى الإفادة من توازنات الحرب الباردة واستقطابها، سقطت أو ترنّحت، ولم يكن مفاجئاً أنّ الفترة نفسها هي تلك التي سُكّ فيها تعبير «الدول الفاشلة» الذي تمدّد انتشاره والعمل به على نطاق القارّات جميعاً. لكنّ ما جعل التحدّي أصعب على دول ضعيفة وكيانات يفتك بها خليط من الاستبداد والفقر والتنازع الأهلي أنّ العولمة زادت في إضعاف تلك الأجسام وإضعاف وظائفها. هكذا لم تعد الدولة - الأمّة، التي سادت كونيّاً بين أواسط الأربعينات وأواسط الثمانينات، هي الوحدات «الطبيعيّة» للنظام السياسي – الاقتصاديّ. أمّا التحديث والتنمية المتفرّعة عنه (بما فيه التنمية الاشتراكيّة) فلم تعد الدولة بالضرورة قاطرتهما أو أداتهما.
ذاك أنّ العولمة في إنتاج الثروة لم ترافقها عولمة في توزيع الثروة، ولا عولمة سياسيّة في حاكميّة العالم. هذا ما يوضحه، في أصفى أشكاله، ضعف الأمم المتّحدة الراهن وضعف منظّماتها وأجهزتها.
ولئن كانت النزاعات، إبّان الحرب الباردة، تُحلّ من خلال القوى المحلّيّة المتصارعة في ظلّ إشراف، مباشر أو مداور، من «الجبارين» اللذين يفوّضان الأمم المتّحدة، فخلال التسعينات أجاز مجلس الأمن ما لا يقلّ عن أربعين عمليّة لحفظ السلام في أرجاء المعمورة.
وإلى هذا كلّه، وفي انتظار أن تتبلور مناخات ما بعد الحرب الأوكرانيّة، يفعل فعله تراخي الولايات المتّحدة في الاستجابة لمسؤوليّتها الكونيّة، وتنامي نزعة الانعزال والانسحاب لديها إلا من «مكافحة الإرهاب». وهذا، في أغلب الظنّ، ووفق الممارسة المعهودة للمفهوم المذكور، يضاعف التصدّعات والاختلالات في الدول كما في المجتمعات، ويرفع الأكلاف الإنسانيّة لعمليّات المكافحة التي تطارد النتائج وتفوتها الأسباب.
وفي الحالات كافّة، ومن دون أن نحتسب ملايين الذين هجروا بلدانهم أو هُجّروا منها، يزيد يوماً بيوم عدد المقيمين في بلدانهم ممن يتساءلون: ما اسم الدولة التي سنحمل اسمها يوم غد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة انتقاليّة مديدة ومؤلمة نحو دول وخرائط أخرى مرحلة انتقاليّة مديدة ومؤلمة نحو دول وخرائط أخرى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 01:52 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة
المغرب اليوم - قائد الجيش الباكستاني يحصل على صلاحيات واسعة وسط معارضة

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib