الانتخابات شيء والسلاح والحقائق المطلقة شيء آخر
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

الانتخابات شيء والسلاح والحقائق المطلقة شيء آخر

المغرب اليوم -

الانتخابات شيء والسلاح والحقائق المطلقة شيء آخر

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

كثيراً ما انشغل الفكر السياسيّ بالسؤال: هل ينبغي أن يُتاح العمل الديمقراطيّ لطرف غير ديمقراطيّ؟
ما يواجه بلداناً كالعراق ولبنان اليوم أشدّ فداحة: هل ينبغي أن يُتاح العمل الديمقراطيّ لطرف يحمل سلاحاً ويستطيع بالقوّة أن يفرض قراره؟
لنقل، بدايةً، إنّ كلمة «ينبغي» هنا قليلة المعنى، لأنّ وجود السلاح هو الذي يحدّد ما الذي «ينبغي» أو «لا ينبغي». مَن يرعون العمليّة الديمقراطيّة ويتقيّدون بقواعدها لا يملكون حيال ذلك ما يفعلونه.
في أكتوبر (تشرين الأوّل) الماضي، وكما نعلم جميعاً، أجريت انتخابات في العراق جاءت نتيجتها في غير صالح القوى المسلّحة الموالية لإيران. أعمال الشغب الواسع انتشرت انتشار العراضات المسلّحة احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي اتّهمها الراسبون فيها بالتزوير. بعدذاك صدر حكم المفوضيّة العليا المستقلّة للانتخابات التي درست الطعون المقدّمة إليها. النتائج لم تتغيّر إلاّ قليلاً جدّاً.
هكذا انتقل الراسبون إلى استهداف بعض الكتل النيابيّة التي فازت، أي «تقدّم» و«عزم» و«الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ»: قنبلة يدويّة على مقرّ الحزب الأخير وقنبلتان على مصرفين في بغداد يملكهما كرد. قنابل أخرى على مقارّ «تقدّم» و«عزم» في العاصمة وعبوة ناسفة على منزل ومكتب النائب عبد الكريم عبطان المنتمي إلى «تقدّم».
هذا حتّى الآن. الآتي قد يكون أعظم.
اللبنانيّون الذين قد (؟) يُجرون انتخاباتهم في مايو (أيّار) المقبل، لديهم ما يتذكّرونه وهم يسمعون أخبار العراق: الاغتيالات التي استهدفت نوّاب تكتّل 14 آذار، بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005، وذلك لإنقاص أكثريّتهم النيابيّة.
حسن النوايا بـ «الأخوة» في الوطنين اللبنانيّ والعراقيّ لا يمنع من القول إنّهم قليلو الاحترام للعمليّة الديمقراطيّة التي يشاركون فيها، وللبرلمان الذي يتمثّلون فيه.
وجهة نظرهم، هنا، بسيطة: حين نخسر الانتخابات لا نعمل بموجب نتائجها، بل نحتجّ عليها بالقوّة التي نملكها فنقوّض شرعيّتها، أمّا حين نربحها فنجعل التفويض الانتخابيّ الذي نحظى به مطلقاً، لا يحدّه حدّ.
بالطبع فإنّ «حزب الله» اللبنانيّ و«الحشد الشعبيّ» في العراق ليسا مَن أسّس هذه المدرسة، وإن أصبحا من أنجب خرّيجيها. فكما هو معروف يقوم النظام الإيرانيّ، وهو مصدر الاستلهام المباشر للطرفين، على نظام غريب في احتياله على الديمقراطيّة: الوليّ الفقيه غير منتخب، علماً أنّه الشخص الأقوى في النظام: إنّه قائد الجيش والقوى الأمنيّة، وهو مَن يعيّن رئيس السلطة القضائيّة، ونصفَ أعضاء مجلس صيانة الدستور، وخطباءَ المساجد، ورؤساءَ أجهزة الإعلام وشبكاته، كما تشكّل مؤسّساته الرعويّة، التي تبلغ ميزانيّتها عدّة بلايين من الدولارات، جزءاً مرموقاً من الاقتصاد الإيرانيّ.
لكنْ، في المقابل، فإنّ رئيس الجمهوريّة والبرلمان منتخبان. أمّا كيف يكون الانتخاب، فقصّة أخرى: في انتخابات 2009 اعتُقل الفائزون الذين هم من أهل النظام نفسه (مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي) إنّما متميّزون قليلاً، وفي انتخابات 2020 لم يُسمح لأكثر من 7000 مرشّح «إصلاحيّ» و«معتدل» بالترشّح. هكذا حقّق المحافظون انتصارات باهرة لم يكن ممكناً ألاّ يحقّقوها.
لكنْ ربّما صحّ القول إنّ التوتاليتاريّات الأوروبيّة، بقادتها ومثقّفيها، ومن مقدّمات مختلفة، هي التي أسّست لاحتقار الديمقراطيّة والبرلمان: هتلر، الذي وصل إلى السلطة في 1933 عبر الانتخابات، عملاً بمبدئه «تدمير الديمقراطيّة بسلاح الديمقراطيّة»، اعتبر أنّ الديمقراطيّة هي «الممرّ الأبله والقذر للبلشفيّة».
وبدوره رأى الزعيم الفاشيّ الإيطاليّ موسوليني أنّ «الشعب لا يعرف ماذا يريد. إنّه لا يعرف ما هو الأفضل له (...) الديمقراطيّة جميلة في النظريّة لكنّها جنون في الممارسة»، فيما الصراع بين الفاشيّة والديمقراطيّة «لا يسمح بتسويات، فإمّا نحن أو هم».
في 1924 نال الحزب الفاشيّ الإيطاليّ وحلفاؤه الأكثريّة في انتخابات عرفت الكثير من التهويل والتعدّيات. لكنّ هذه الانتخابات، التي كانت رافعته إلى السلطة، كانت آخر انتخابات تُجرى حتّى 1946 بعد تحرير إيطاليا. الوسيلة المفضّلة عند موسوليني كانت الانقلاب الذي نفّذه الفاشيّون في 1922 وسمّوه «المسيرة إلى روما». بعد عام واحد كانت محاولة هتلر الانقلابيّة في ميونيخ التي كان مصيرها الفشل، على عكس سابقتها الإيطاليّة. هتلر انتهى سجيناً بعد تلك المغامرة.
قبلهما، كان الزعيم البلشفيّ الروسيّ لينين، المُتيّم بـ «ديكتاتوريّة البروليتاريا»، جزم بأنّ «الديمقراطيّة دولة تُقرّ بإخضاع الأقلّيّة للأغلبيّة، أي أنّها منظّمة للاستخدام المنهجيّ للعنف من قبل طبقة ضدّ طبقة». وكان من أوائل الأفعال التي أقدم عليها بُعيد استيلائه على السلطة حلّ الجمعيّة التأسيسيّة التي كان أشدّ المتحمّسين لإنشائها. وحتّى اليوم لا يزال اللينينيّون كلّما نطقوا شهّروا بالألمانيّ إدوارد برنستين لأنّه قال بإمكان إحداث التغيير عبر البرلمان والانتخابات.
فعند التوتاليتاريّين، قد تكون الانتخابات مفيدة كفرصة لتعبئة المؤيّدين، وللتحريض على الخصوم، ولامتلاك منابر أوسع نطاقاً تتيحها المناسبة، ولأغراض أخرى كثيرة ما عدا كونها وسيلة للتغيير.
فهي نشاط مدنيّ وسياسيّ، وهم عسكريّو العقليّة يرون في العنف طريقهم إلى السلطة، وهي مناسبة لاكتشاف الحقيقة بمعناها النسبيّ، وهم يعرفون الحقّ مسبقاً وفي معزل عن رأي الناس، وهي تعريفاً تقرّ بالآخر والمختلف شريكاً في هذه اللعبة، وهم يتحكّمون بها للاستئثار بالسلطة وتصنيف الآخر عدوّاً، وهي تفترض أنّ السياسة تنبثق منها، وهم يعتبرون أنّ المعركة السياسيّة الفعليّة، وهي بالأحرى حربيّة، تقيم في مكان آخر.
وفي لبنان والعراق، خيضت انتخابات وقد تخاض أخرى مع قوى حربيّة كهذه، قوى تقول إنّها ديمقراطيّة ولا تحتقر شيئاً كما تحتقر الديمقراطيّة. وربّما كان مفهوماً التظاهر بأنّنا نصدّق. المهمّ أن لا نصدّق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات شيء والسلاح والحقائق المطلقة شيء آخر الانتخابات شيء والسلاح والحقائق المطلقة شيء آخر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib