لكينزيّة التي تقطع الطريق على لوبن وأمثالها
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

لكينزيّة التي تقطع الطريق على لوبن وأمثالها

المغرب اليوم -

لكينزيّة التي تقطع الطريق على لوبن وأمثالها

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

انتخابات فرنسا تثير مخاوف جدّيّة: قوّتا الوسط التقليديّ، الاشتراكيّون والديغوليّون، تتبخّران. شبح مارين لوبن في الإليزيه لا يمكن استبعاده بالكامل.
لكنْ لنبدأ من مكان وزمان آخرين: من لندن 1936، حين صدر كتاب الاقتصادي جون مينارد كينز «النظريّة العامّة في العمالة والفائدة والمال»، الذي أعاد فيه تفكير مسألة البطالة على أمل إنتاج حلول جديدة لأزمات الثلاثينات. فالاقتصاد الكلاسيكي يعطينا ثلاثة أسباب وراء البطالة: الأوّل، هو تغيير العاملين لأشغالهم، والثاني، حين يختار الأفراد ألا يعملوا، خصوصاً إذا كان في وسعهم تأمين أودهم عبر تقديمات الدولة، فيما الثالث أن تصبح الأجور أعلى مما يحتمله أرباب العمل.
كينز ضرب النظريّة الاقتصاديّة المعمول بها: في الثلاثينات كانت أعداد ضخمة بلا عمل (15 مليوناً في الولايات المتّحدة و3 ملايين في بريطانيا...)، وهي أرقام لا يمكن تفسيرها بالعوامل الثلاثة أعلاه. فلا تغيير العمل ولا الكسل ورفض العمل ولا تدخّل النقابات هي السبب، خصوصاً أنّ الاقتصاد لم يكن يخلق فرص عمل أصلاً، كما قلّص ارتفاعُ البطالة خلال سنوات «الكساد الكبير» (1929 - 1933) نفوذَ النقابات. عند كينز، مشكلة البطالة تكمن في نقص الطلب أو انعدامه. النظريّات القديمة افترضت أنّ الطلب على السلع سيعود تلقائيّاً بمجرّد أن يعود التعادل بين الأجور ومتطلّبات العمل مما تفعله السوق. كينز، على العكس، رأى أنّ المطلوب تدخّل في الاقتصاد لكسر دورة الركود وبالتالي استعادة الازدهار. فإذا كانت الحكومات تركّز تقليديّاً، في حالات التراجع الاقتصاديّ، على العرض، معوّلة على أن يأتي منه الخلاص الذي يشجّع النموّ ويخلق العمالة، فما أعلنه كينز هو أولويّة التعامل مع الطلب، إذ في ظلّ طلب معدوم لا فائدة من عرض السلع. وحين تكون أوليّات السوق عاجزة عن تحفيز التعافي، فوظيفة الدولة أن تتقدّم وتخلق الطلب، ولو اقتضى الأمر تحمّل عجز كبير في موازنتها. هذا ما يمكن إنجازه عبر الاقتراض واستخدام المال لتمويل مشروعات عامّة كبرى، كبناء طرقات وسكك حديد أو استثمار في بنى تحتيّة أخرى مما لا يؤدّي فقط إلى خلق فرص العمل بل يرسي أسساً ومقدّمات نافعة للمشروع الخاصّ نفسه.
ما بين الأربعينات وأواسط السبعينات تبنّى العالم الديمقراطي والرأسمالي كلّه نظاماً تلعب فيه الدولة دوراً أساسياً في البيزنس، أي توجّهاً كينزيّاً ما. هذه كانت الحقبة التي ولدت فيها دولة الرفاه ورُفعت الضرائب واعتمدت مشروعات عامّة ضخمة. يومها كان الاشتراكيّون الديمقراطيّون في الذروة، وكان البرنامج العريض فرض إصلاحات على الرأسماليّة. التحدّي الشيوعي في أوروبا، ممثّلاً خصوصاً بقوّة الحزبين الشيوعيين الإيطالي والفرنسيّ، كان يقوّي هذا الميل.
وعلى عكس ما قد يُظنّ فإصلاح الرأسماليّة رأسمالي جدّاً، تماماً كما أنّه شرط للاستقرار الديمقراطيّ.
آدم سميث، «أبو الرأسماليّة»، كانت له تحفّظاته العميقة على رأسماليّة دون ضوابط، وكانت له اقتراحاته التدخّليّة للحدّ من أضرارها على فقراء ينبغي ألا يُترك أمرهم لـ«اليد السحريّة للسوق». حتّى دفاعه عن «مجتمعات الكماليّات»، في مواجهة روسّو، استند إلى أساس تقديماتها للفقراء، انطلاقاً من الفوائض التي تجنيها، ضدّاً على المجتمعات المتقشّفة والفقيرة التي تكرّس نفسها لمُثل عليا مزعومة.
أميركا، حصن الرأسماليّة، أدركت مبكراً هذا التوجّه الذي تراجعت عنه لاحقاً. بدأ ذلك في 1890، في عزّ ثورتها الصناعيّة، حين بدأت تصدر قوانين فيدراليّة عُرفت في مجموعها بـ«القانون المضادّ للترست» (antitrust law). الهدف كان تنظيم اشتغال الشركات الكبرى بما يمنع قيام الاحتكارات ويعزّز التنافس، والأدوات كانت مراقبة سلوك الشركات الضخمة التي بدأت تظهر أواخر القرن التاسع عشر وضبط تحايُلها على القوانين.
على أي حال، ففي السبعينات بدأت الأمور تتغيّر. النموذج الاشتراكي الديمقراطي تلقّى ضربات موجعة، ونشأ ما عُرف بـ«أزمة الكينزيّة» تحت وطأة الارتفاع في أسعار النفط. الإنفاق العامّ الذي حضّت عليه حُمّل مسؤوليّة التضخّم وتباطؤ النموّ. انتعشت، في المقابل، تعاليم «مدرسة شيكاغو» النيوليبراليّة، ثمّ كان رونالد ريغان ومارغريت ثاتشر ومقلّدوهما الكثيرون، وكان الانهيار السوفياتي الذي لم ير فيه النيوليبراليّون هزيمة للتوتاليتاريّة بقدر ما رأوا اندثاراً للمسألة الاجتماعيّة برمّتها.
الوجهة هذه استمرّت موضع إجماع إلى أن حلّت أزمة 2008 الماليّة.
فلاديمير بوتين كان أكثر المستفيدين من هذه الأحوال، لا سيّما في بريطانيا، حيث سدّت أموال الأوليغارشيين الروس واستثماراتهم الفجوة بين الإنفاق الباذخ والمداخيل المتضائلة.
ما علاقة هذا كلّه بما يجري في فرنسا، وباحتمالات قفزات أكبر في صعود الشعبويّات والفاشيات والحركات شبه الفاشيّة، ومعها انزياح السياسة من الوسط إلى الأقاصي؟
ثمّة أسباب كثيرة وراء ذلك، لكنّ أهمّها أنّ الديمقراطيّة، رغم كلّ فضائلها، لم تعد تلبّي الاحتياجات الاقتصاديّة لأكثريّة السكّان، ناهيك عن ازدهارهم، وهي تلبية لا يُترك أمرها للبشر ولافتراض التعفّف والنزاهة فيهم. المطلوب أن تقفز الدولة إلى الحلبة كي لا يقفز الفقراء إلى ما وراء ضفاف الدولة.
فرنسا مجرّد مثل، علماً بأنه مثل كبير ومثير لمخاوف كبيرة.
صحيح أنّ الاشتراكيّات التي عرفناها اضمحلّت: الاشتراكيّة الفرنسيّة لحقت بالشيوعيّة الفرنسيّة، والشيوعيّة الإيطاليّة الجبارة انتحرت واختفت. صحيح أيضاً أنّ معاني الطبقات تغيّرت نوعيّاً. لكنّ الأهمّ أنّ الفقر زاد كمّاً ونوعاً، ولو من دون طبقات ومن دون عمل وإنتاج.
وكما أنّ الخوف من الشيوعيّة شكّل أحد أسباب استدعاء الكينزيّة، فإنّ الخوف من الشعبويّة سبب وجيه لاستدعاء كينزيّة جديدة تقطع الطريق على مارين لوبن وأمثالها ومثيلاتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكينزيّة التي تقطع الطريق على لوبن وأمثالها لكينزيّة التي تقطع الطريق على لوبن وأمثالها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib