في ما خصّ تعدّد الأقطاب والقطب الواحد
زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج
أخر الأخبار

في ما خصّ تعدّد الأقطاب والقطب الواحد

المغرب اليوم -

في ما خصّ تعدّد الأقطاب والقطب الواحد

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

منذ انتهاء الحرب الباردة والشتائمُ العربيّة خصوصاً، وغير العربيّة أيضاً، تنهال على الزعامة الأحاديّة القطب للعالم، أي تحديداً على زعامته الأميركيّة. صعود الصين الاقتصاديّ وصعود روسيا العسكريّ، وصولاً إلى استعراض هذا الصعود في جورجيا وسوريّا وفي حربين على أوكرانيا، وفّرا فرصاً لكارهي تلك الزعامة وأعطياهم بعض الأمل بتجاوزها.
والحال أنّ رفض الزعامة الأحاديّة سليم وعادل من حيث المبدأ. فتعدّد الأقطاب يستطيع، في الحدّ الأدنى، أن يحدّ من جموح أيّ واحد من تلك الأقطاب ومن أنانيّته وتعسّفه. الولايات المتّحدة نفسها فعلت شيئاً من هذا حين تقدّمت لمنافسة القوى الأوروبيّة التقليديّة، البريطانيّة والفرنسيّة، داعمةً نزع الاستعمار القديم وكاسرةً تلك الواحديّة. ففرنسا كانت قد هُزمت في الخمسينات في فيتنام، وتشاركت مع بريطانيا في الهزيمة التي حلّت بهما في مصر، فجاءت الهزيمتان، الآسيويّة والمصريّة، تعلنان تحوّلاً ضخماً في الموازين الدوليّة. التحوّل هذا سبق أن مهّد له استقلال الهند عن بريطانيا في 1947 ثمّ توّجَه استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962. حينذاك كان الاتّحاد السوفياتيّ ما بعد ستالين يتمدّد بما يتجاوز الكتلة الشرقيّة التي أنجبتها نتائج الحرب العالميّة الثانية. هكذا بات العالم أمام الثنائيّة القطبيّة التي استمرّت حتّى انتهاء الحرب الباردة.
هذه الأسطر ليست لمناقشة فضائل الحرب الباردة ورذائلها أو المفاضلة بينها. يكفي هنا أمران: أنّ الوراثة الأميركيّة السوفياتيّة لأوروبا لم تكن مؤامرة، بقدر ما كانت نتاج تدهور الموقع الأوروبيّ في العالم مصحوباً بصعود القوّتين الوارثتين، تماماً كما سبق أن تأدّى عن انهيار الامبراطوريّة العثمانيّة قيام الانتدابات في المشرق العربيّ. أمّا الأمر الثاني فأنّ الرغبة في كسر أيّة هندسة دوليّة قائمة يصعب ردّها إلى هويّة سياسيّة أو آيديولوجيّة أو جغرافيّة بعينها. إنّه طموح يكاد يكون من طبيعة الأشياء حتّى لو افتقر إلى أدنى شروطه. ذاك أنّ عالم القطبين أثار هو الآخر بعض الحماسات لكسره أو لتوسيعه عبر خلق كتلة ثالثة. هكذا مثلاً رأينا في الخمسينات دول «الحياد الإيجابيّ وعدم الانحياز» (الهند، مصر، يوغوسلافيا، إندونيسيا...) تحاول أن توفّر لبلدان «العالم الثالث» صوتاً موصوفاً بالاستقلاليّة، علماً بأنّها كانت في عمومها أقرب إلى موسكو ممّا إلى واشنطن. أمّا في الستينات، ومع النزاع السوفياتيّ – الصينيّ، فنشأت بدايات المحاولة الصينيّة لتشكيل كتلة حول بكين، وإن ظلّت الأخيرة، في المسائل الأساسيّة، أقرب إلى واشنطن ممّا إلى موسكو. ومثلما شقّت الصين الوحدة الشيوعيّة، شقّت فرنسا الوحدة الأطلسيّة، فلم يُخفِ شارل ديغول ومدرسته في «سياسات العظمة» تصوّره للأوروبيّة بوصفها كتلة ثالثة، تقف فرنسا على رأسها، بين الولايات المتّحدة والاتّحاد السوفياتيّ، رافضاً أن تكون حماية الأمن القوميّ الفرنسيّ في عهدة الناتو. ومع الثورة الإيرانيّة في 1979، حُمّل شعار «لا شرقيّة ولا غربيّة» طموحات استقلاليّة عن الكتل «الشيطانيّة».
وقبل عقود على الدور الصينيّ الراهن، لم يخلُ الأمر من مراهنات على الاقتصاد طريقاً إلى توليد كتلة ثالثة. هكذا رعت جزائر هواري بومدين في السبعينات مشروع «دول الجنوب» في مقابل «دول الشمال» الصناعيّة، وفي مطالع هذا القرن كان مشروع الاقتصادات الناشئة الذي عُرف بـ «دول البريكس»، والذي ضمّ روسيا والصين والهند والبرازيل، قبل أن تنضمّ إليه كوريا الجنوبيّة.
بمراجعة هذا التاريخ وصولاً إلى يومنا الراهن نلاحظ التالي: إنّ النيّة في إنشاء كتلة جديدة تكسر الأحاديّة أو الثنائيّة لا تكفي. ما يكفي اندماج عناصر ثلاثة معاً في دولة بعينها: القوّة الاقتصاديّة والقوّة السياسيّة – العسكريّة والنموذج الجذّاب الذي تقول التجارب وخيارات الشعوب إنّه النموذج الديمقراطيّ.
الصين تتّجه نحو أن تغدو قطباً عالميّاً، لكنّها لم تصِر كذلك بعد، تبعاً لضعف نموذجها، وجزئيّاً بسبب ضعفها السياسيّ والعسكريّ. روسيّا فقدت قيادتها كقطب مع زوال الاتّحاد السوفياتيّ وربّما كانت تتوهّم الآن استعادة هذه المحاولة. لكنْ إذا كان الاقتصاد وحده ما تنهض عليه المحاولة الصينيّة فإنّ الضعف الاقتصاديّ، ومعه ضعف جاذبيّة النموذج، يحولان دون النجاح الروسي. لجوء روسيا إلى عضلاتها العسكريّة من ثمار ذاك الفشل. فرنسا ما بعد الديغوليّة عادت لتنضوي في الوحدة الغربيّة، ولو بصوت احتجاجيّ لا يفارقها ومساعٍ في التمايز هي في صلب السياسات الخارجيّة لفرنسا. محاولة عدم الانحياز لم تسفر عن شيء: ضعف في كلّ شيء تقريباً، وخصوصاً في النموذج (الهند وحدها من بين الدول التي قادت حركة عدم الانحياز كانت ديمقراطيّة). المحاولات الاقتصاديّة المتداخلة سياسيّاً (واقتصاديّاً) مع البلدان الغربيّة، والضعيفة والمتنافرة في ما بينها، لم تؤسّس حالة تُذكر.
حين نضع الأماني والنيّات جانباً، لا يبقى إلاّ الولايات المتّحدة طرفاً مالكاً لشروط القيادة في العالم. شرعيٌّ جدّاً أن يفضّل واحدنا تعدّديّة قطبيّة أميركيّة، أوروبيّة، يابانيّة، أستراليّة، أو أميركيّة، روسيّة، صينيّة في حال تحوّل روسيا والصين إلى بلدين ديمقراطيّين. هذا ليس مطروحاً.
المشكلة الصغرى، انطلاقاً ممّا نعيشه اليوم، أن العالم يعيش زمن القطب الواحد. المشكلة الكبرى، أنّ هذا القطب الواحد، أي أميركا، متخلٍّ عن الكثير من مسؤوليّاته كقطب واحد مفترض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ما خصّ تعدّد الأقطاب والقطب الواحد في ما خصّ تعدّد الأقطاب والقطب الواحد



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib