الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة

المغرب اليوم -

الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

عندما غزا صدّام حسين دولة الكويت في 1990 قال كثيرون في المنطقة العربيّة ومن كارهي أميركا في الغرب: «لولا السفيرة الأميركيّة في بغداد إبريل غلاسبي التي خدعت صدّام، لما حصل ما حصل». وعندما اغتيل رفيق الحريري عام 2005، سُمع صوت واسع النطاق يقول: «لا ندري من الذي ارتكب تلك الجريمة. أغلب الظنّ أنّها إسرائيل». أمّا مع اندلاع الثورة السوريّة في 2011، فكان التأويل جاهزاً وعلى أكثر من لسان فصيح: «إنّها مؤامرة شرّيرة على سوريّا وقع الجميع في شِباكها».
في الحالات الثلاث، وفي حالات كثيرة أخرى مشابهة، تحضر طريقة ملتوية في التعبير عن الموقف تتميّز بالمواصفات التالية:
أوّلاً – تجنّب الإعلان الصريح والمباشر عن تأييد أعمال كهذه (غزو، جريمة اغتيال، قمع وحشيّ لشعب) لصعوبة الدفاع عنها، خصوصاً أنّ معظم أصحاب هذا الكلام مؤيّدون لفظيّون لقيم مختلفة.
ثانياً – البناء على واقعة جزئيّة أو على حقيقة ثانويّة التأثير في الحدث الكبير. هكذا يضيع تحديد المسؤوليّة عن ذاك الحدث نفسه.
ثالثاً – اعتماد موقف الترفّع الأخلاقيّ والوعظيّ الذي ينعى ما آلت إليه الأحوال من انحطاط، وما آل إليه البشر من توحّش وهمجيّة، وقد يترافق ذلك مع تضرّع إلى الله كي يجنّبنا أوضاعاً كهذه.
رابعاً – وهو العنصر الذي يُملي باقي العناصر: تغييب طبيعة الأنظمة والقوى المرتكبة إلى جانب تضخيم الذرائع المفترضة وراء الارتكاب. هكذا يصار إلى تجاهل أنّ أنظمة وقوى كهذه ليست بحاجة إلى ذرائع لتنفيذ ارتكاباتها. إنّها، تعريفاً، أنظمة ارتكابات.
شيء من هذا الالتواء يحصل اليوم في أوروبا الغربيّة في أوساط بعض القوى، اليمينيّة منها واليساريّة، التي ظلّت حتّى الأمس القريب مفتونة بفلاديمير بوتين. نرى ذلك بصورة خاصّة حيث الانتخابات العامّة على الأبواب، كما في فرنسا. ذاك أنّ القوى المذكورة ما عادت قادرة، بعد حربه على أوكرانيا وتهديده عموم أوروبا، على إعلان ذاك الافتتان. لكنّها، مع هذا، لا تزال قادرة على أن تفعل التالي:
– تقديم تمدّد حلف الناتو شرقاً، وليس الخوف من روسيا عند جيرانها ممّن يريدون الاحتماء بالناتو، بوصفه أحد أصول المشكلة، إن لم يكن أصلها الأبرز.
– التذكير بين فينة وأخرى بالنوايا الأميركيّة المبيّتة (وطبعاً تكرّ اللائحة الشهيرة من الهنود الحمر إلى فيتنام ثمّ تشيلي). وقد تكون هناك «نوايا أميركيّة مبيّتة»، لكنّ الاهتداء إليها في الحرب الروسيّة الراهنة ليس بالأمر السهل.
– الإلماح إلى تعقيدات أوكرانيا والصراعات الإثنيّة التي عرفتها في تاريخها القريب. يتمّ هذا لا بغرض الدعوة إلى اعتماد صيغة أخرى للوحدة أو الانفصال الأوكرانيّين في ظروف سلميّة، بل لإسباغ الأولويّة على التكسّرات الداخليّة، لا على العدوان الخارجيّ (اللبنانيّون خصوصاً يعرفون كيف استُخدم مصطلح «الحرب الأهليّة»، وهو صحيح، لتبرير التدخّلات الخارجيّة المسلّحة في بلدهم. الكرد أيضاً يعرفون كيف استُخدم «التركيب العشائريّ للمجتمع الكرديّ» و«الزعامة الكرديّة الإقطاعيّة»، وهو أيضاً صحيح، لتبرير الحروب على الكرد).
- الحدّ الأقصى من المبالغة في الحديث عن «القوى النازيّة» في أوكرانيا (وهي، كما نعلم، من تبريرات موسكو للحرب)، والحدّ الأدنى من ربط «النازيّة» الأوكرانيّة بالقضيّة الوطنيّة لأمّة صغيرة وضعيفة في ظلّ الاحتراب الروسيّ – الألمانيّ (يذكّر هذا المنطق بما يفعله بعض غلاة الصهاينة حين يبالغون بـ «نازيّة» الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة أيّام أمين الحسيني).
- تغييب السيرورة الديمقراطيّة في أوكرانيا التي انطلقت من صفر سياسيّ عند استقلالها، وفي ظلّ علاقات إثنيّة مضطربة مع خُمس السكّان تقريباً. أهمّ من ذلك، تغييب قابليّة هذه التجربة للتطوّر في ظلّ استقرار وأمن لا ينشآن إلاّ بعد اختفاء التهديد الخارجيّ. (للمقارنة: زيلنسكي هو الرئيس السادس لبلاده، تولّى السلطة في 2019 في بلد استقلّ عام 1991. بوتين حكم روسيا مباشرة أو مداورة منذ 1999 وبات يستطيع دستوريّاً أن يبقى في الرئاسة حتّى 2036).
- الجمع بين رفض الحرب على أوكرانيا، وهو ما يحظى بإجماع أوروبيّ واسع، والتحفّظات على دعم أوكرانيا حربيّاً كي تدافع عن نفسها، ما دامت الحرب قائمة. حبّ السلام وكره العنف، المشوبان بكثير من الوعظ الأبويّ، هما بالطبع ما تُنسب تلك التحفّظات إليهما.
إنّ هذه الطريقة الملتوية، عند العرب كما عند سواهم، ما هي إلاّ تكتيكات حربيّة مُقنّعة أكثر منها أيّ شيء آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib