اقتراحات أوروبيّة نبيلة لأزمنة الحرب
تفاصيل جديدة تكشف مشروع "القبة الذهبية" الذي يطرحه ترامب لحماية أميركا السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية
أخر الأخبار

اقتراحات أوروبيّة نبيلة لأزمنة الحرب

المغرب اليوم -

اقتراحات أوروبيّة نبيلة لأزمنة الحرب

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

إذا كانت الحروب مآسي، فهي أيضاً فُرَصٌ وتحوّلات. لهذا يؤرَّخ بالحروب، لا سيّما الأوروبيّة، من تلك النابوليونيّة إلى الحرب العالميّة الثانية، بوصفها انتقالاً من عالم إلى عالم، ومن أنظمة وعلاقات وثقافات وفنون إلى أخرى. وحدها المجتمعات الراكدة والاستبداديّة هي التي تبقى بعد الحروب كما كانت قبلها، فتنحصر الحرب فيها بكونها فعلاً عسكريّاً محضاً.
اليوم، هناك كلام أوروبيّ كثير عن تحوّلٍ لا بدّ أن يشقّ طريقه في أوروبا بنتيجة الحرب على أوكرانيا، وبفعل ما قد يتحوّل، بحسب ما ينذرنا به البعض، إلى حرب عالميّة ثالثة. التحوّل هذا، كما يرسمه دُعاته الأصدق، هو ما يفضي إلى اجتراح هويّة أوروبيّة جديدة لُحمتها العداء للاستبداد والديكتاتوريّة، هويّةٍ تسكنها قيم تنحاز إلى الضعفاء والمظلومين، فيما تكون قليلة الحفول بفوارق القوميّة والدين والإثنيّة.
فعل ذلك ليس مستحيلاً، لكنّه بالتأكيد أصعب من قوله.
الأسطر التالية تستعرض أفكاراً واقتراحات صدرت عن أصوات نبيلة تريد لأوروبا تلك أن تنشأ، لكنّها تشير، بالإلحاح نفسه، إلى بعض الشروط الضروريّة لتلك النشأة. وإذا كانت بريطانيا أكثر البلدان التي تنطبق عليها الأوصاف والعلاجات أدناه، فإنّ أوروبا في عمومها معنيّة بها ولو بنسب متفاوتة.
فاقتصاديّاً وتنظيميّاً، طرح فتح الأبواب العريضة أمام الأوليغارشيّين الروس، ثمّ الانقضاض على أموالهم بعد نشوب الحرب، المشكلة التالية: إنّ هذه الأموال بشرائها مواقع وحصصاً أساسيّة في الاقتصاد (عقارات، مصانع، نوادٍ رياضيّة...) كانت توفّر أداة للالتفاف على العجز التجاريّ الذي بات يبلغ في بريطانيا 323 بليون جنيه استرلينيّ، أو 15 في المائة من إجماليّ الناتج المحلّيّ. وعلى رغم نموّ قطاع الخدمات، فإنّ عوائده لم تعد كافية لسدّ الفارق، البالغ 140 بليوناً، بين الصادرات والواردات لمصلحة الثانية. ولأنّ العجز، الذي ترجع بواكيره إلى أوائل الثمانينات، ناتج عن طريقة في الحياة تفتقر إلى مستلزماتها، فقد أتاح التعويل على تدفّق المال الروسيّ الاستمرار في نمط الاستهلاك هذا، بحيث بات التخلّص من هذا المال جزءاً من مهمّة أعرض هي الانتقال من اقتصاد نيوليبراليّ إلى اقتصاد ليبراليّ ذي حساسيّة اجتماعيّة.
لكنْ إلى ذلك، يفتح وقف الاعتماد على النفط والغاز الروسيّين فرصة تاريخيّة لإحداث نقلة في تطوير التقنيّات البديلة، وهو ما يُعَدّ مسألة بيئيّة حسّاسة، فضلاً عن دوره في تحصين الأمن الاقتصاديّ للبلدان الأوروبيّة. بهذا المعنى، لا يبدو اللجوء إلى فنزويلّا مادورو، على ما أوحت الولايات المتّحدة، أو ربّما إيران خامنئي فيما لو أعيد العمل بالاتّفاق النوويّ، حلّاً ناجعاً على المدى الأبعد، وهو بالطبع لا ينسجم مع طبيعة المعركة ضدّ نظام كالنظام الروسيّ.
من ناحية أخرى، تستنفر الحروب حسّ التضحية والتضامن، ما يتجلّى في العلاقة باللاجئين الأوكرانيّين وضرورة فتح الأبواب أمامهم، إلاّ أنّه يطال أيضاً التضامن داخل المجتمعات الأوروبيّة نفسها. ذاك أنّ رفع الموازنات الحربيّة الذي نفّذته بلدان عدّة، كما بات مطلباً واسعاً لبلدان أخرى، ينبغي أن يتحصّل من رفع الضرائب على الأغنياء، قبل أن يمتدّ إلى خفض التقديمات لمن هم أفقر حالاً. ولسوف يكون مُستهجَناً، خصوصاً في زمن حربيّ، المضيّ في التقتير على مؤسّسات كـ «بي بي سي» وخنقها، فيما هي أعلى أصوات التأثير البريطانيّ في العالم.
لقد هدّدت الرشى الروسيّة التي قُدّمت لسياسيّين غربيّين الديمقراطيّةَ نفسها وطرقَ اشتغالها، لكنّ معركة الديمقراطيّة هي أيضاً معركة نموذج. هذا ما يستدعي القدرة على عدد من عمليّات التمييز والتوحيد. فهناك، أوّلاً، التمييز، ما أمكن ذلك في زمن حربيّ، بين فلاديمير بوتين ونظامه وأوليغارشيّيه وبين الروس من ضحاياه بحياتهم ومصالحهم وثقافاتهم وما يرمزون إليه.
وهناك، ثانياً، ضرورات التوكيد على «وحدة الحضارات»، ضدّاً على «صراع الحضارات» الذي انفجر التعويل عليه بعد جريمة 11 سبتمبر (أيلول) 2001. فوجهة كهذه هي التي تؤول إلى محاصرة السلوكات العنصريّة والتمييزيّة حيال «المختلفين في ألوان عيونهم وشَعرهم»، والتي رأينا بعضها في الأيّام الأخيرة. وأخيراً، ثمّة حاجة إلى إعادة النظر في «الحرب على الإرهاب» - ذاك المفهوم الذي أفضى إلى تحالفات موضعيّة مع بوتين وسواه من طغاة أصغر حجماً، مموِّهاً الصراع الفعليّ في عالمنا اليوم، ومؤدّياً إلى التغاضي عن الانتهاكات الروسيّة والسوريّة وسواها في مناطق كثيرة من العالم.
ويبقى، بالنسبة إلى بريطانيا تحديداً، التراجع عن المسار الذي توّجته بريكست في 2016. فالبريطانيّون اكتشفوا أنّ مصائرهم، في المنعطفات الصعبة، وفي الدفاع كما الاقتصاد، تكمن حصراً في أوروبا ومعها. إنّ هذه الأوروبيّة الإنسانيّة والتقدّميّة، وذات البُعد الأطلسيّ، هي الردّ الأقوى على البوتينيّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراحات أوروبيّة نبيلة لأزمنة الحرب اقتراحات أوروبيّة نبيلة لأزمنة الحرب



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib