سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة
وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان مباراة الدرع تكشف معاناة محمد صلاح قبل انطلاق الموسم رابطة العالم الإسلامي ترحب بموقف أستراليا الداعم للاعتراف بدولة فلسطين وسائل إعلام لبنانية مناصرون لحزب الله ينظمون مسيرة بالدراجات النارية في الضاحية الجنوبية لبيروت احتجاجًا على قرارات الحكومة بشأن حصر السلاح بيدها ترامب يعلن نشر الحرس الوطني ووضع شرطة واشنطن تحت إدارة اتحادية للتصدي للجريمة الاتحاد الأوروبي يعلن إعداد حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا ويتمسك بوقف إطلاق نار كامل قبل أي تنازلات طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء العاصمة دمشق وتحلق فوق ريفها
أخر الأخبار

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة

المغرب اليوم -

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في 1968 حصل الغزو السوفياتيّ لتشيكوسلوفاكيا السابقة. «ربيع براغ» داسته دبّابات حلف وارسو. ألكسندر دوبتشيك، الشيوعيّ الذي أراد أن يجدّد الاشتراكيّة ويعطيها «وجهاً إنسانيّاً»، سيق إلى موسكو. أوروبا أصيبت بجفلة أكبر من تلك التي انتابتها في 1956، حين سحقت الدبّابات إيّاها ثورة هنغاريا. صحيح أنّ ذاك العام نفسه شهد انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ وإدانته جوزيف ستالين والستالينيّة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ الانعطاف الخروتشوفيّ لم يشمل أوروبا الوسطى التي أريد لها أن تبقى حزام الاتّحاد السوفياتيّ وأمنه. وبعد كلّ حساب، فالغزوة الهنغاريّة حصلت بعد ثلاث سنوات فقط على رحيل ستالين، أمّا الغزوة التشيكوسلوفاكيّة فجرت بعد 12 سنة على ذاك الرحيل.
بعد هنغاريا 56، قيل أنّ ستالين مات، لكنّ الستالينيّة لم تمت. بعد تشيكوسلوفاكيا 68، قيل أنّ ستالين مات، لكنّ الستالينيّة لن تموت.
مسألة الستالينيّة لم يُعرها العالم العربيّ كبير اهتمام. الكتلة الضخمة والوازنة فيه وقفت إلى جانب الغزو السوفياتيّ لتشيكوسلوفاكيا. القلّة المعترضة لجأت إلى الصمت أو التعبير المداور. ذاك أنّ العرب كانوا، قبل عام واحد، قد عانوا هزيمة 67 المذلّة. وموسكو، كما ذهبت الرواية الشائعة، حليفنا في مواجهة إسرائيل، وهي بدأت عامذاك ترسل خبراء وضبّاطاً إلى مصر كي يشاركوها خوض «حرب الاستنزاف» ضدّ الإسرائيليّين. الدولة العبريّة، في المقابل، تقف ضدّ الغزو السوفياتيّ، وهذا سبب كافٍ لتأييده، فكيف وأنّ أفاعي «المؤامرة اليهوديّة»، وفقاً لبعض الأصوات يومذاك، تتسلّل هي الأخرى نافثةً السمّ الذي لا تملك غيره.
في الحرب الأوكرانيّة الدائرة اليوم تغيّرت مواقع ومواقف. التغيّر ليس نوعيّاً، لكنّه ملحوظ. فالأكثريّة العربيّة الوازنة لا تزال تؤيّد روسيا لأسباب عدّة: كراهية أميركا سبب، وثقافة التعلّق بالسلطويّة والإعجاب بالسلطويّين سبب آخر، والرفض - المُحقّ من حيث المبدأ - لواحديّة الأقطاب سبب ثالث، وهذا فضلاً عمّا تبقّى من ذاكرة «الصداقة العربيّة – السوفياتيّة» في مواجهة «المخطّط الإمبرياليّ»...
لكنْ خلال الـ 54 عاماً التي تفصلنا عن تشيكوسلوفاكيا 68 بتنا نسمع أصواتاً أخرى: التعليم ومعرفة أحوال العالم باتا أوسع نطاقاً. الحساسيّة حيال العدالة وحقوق الضعفاء واحترام استقلال الكيانات الصغرى صارت تخاطب أعداداً أكبر، لا سيّما في أوساط الشبيبة. المقارنات والمشابهات صارت تعبّر عن نفسها في أصوات بعض اللبنانيّين وبعض الكويتيّين الذين عرفوا معنى الجوار الجغرافيّ حين يكون جائراً واستبداديّاً. شيوعيّون، في السودان والعراق، أصبحوا أنصاف شيوعيّين أو شيوعيّين سابقين، وقوميّون عرب، في كلّ بلد تقريباً، أصبحت القوميّة من ماضيهم. الأوّلون باتوا أقلّ ثقة بفوائد «الصداقة العربيّة السوفياتيّة» وعديمي الثقة بفوائد الصداقة مع بوتين. بعضهم ربّما تذكّروا أنّ كارل ماركس نفسه كان قد حذّر، منذ خمسينات القرن التاسع عشر، بأنّ الغزو صار طبيعة ثانية للدولة الروسيّة منذ بطرس الأكبر، مطالع القرن الثامن عشر.
أمّا القوميّون العرب الذين صاروا سابقين فلم تعد تثير فيهم أحلاف معارك المصير، بمعانيها الناصريّة والبعثيّة، أكثر من ابتسامة صفراء. أن يلتقي بينيت وبوتين في سوتشي فيما الطائرات الإسرائيليّة تدكّ دمشق أكبر من أن تُسيّله أمعاء تسيّل الحجارة. لقد تحدّث بينيت عن روسيا بوصفها دولة «تجمعنا بها حدود مشتركة». بوتين، نقلاً عن «هآرتس»، طالب بينيت بأن «تحسّن إسرائيل الإخطارات التي ترسلها إلى موسكو بشأن أنشطتها في الأراضي السوريّة، وأن تكون أكثر دقّة في ذلك».
العوامل تلك وغيرها أضعفت الأكثريّة المؤيّدة للحرب الروسيّة. قلّلتها قليلاً. لكنّ سوريّا كانت أكثر ما تسبّب بذاك الإضعاف. اليوم، قد لا نبالغ إذا قلنا إنّ السوريّين هم الشعب الوحيد في العالم العربيّ الذي تقف أكثريّته إلى جانب أوكرانيا، ولو بشيء من العتب على تفاوت الغربيّين في المعاملة. هناك، في سوريّا، اختُبرت العلاقة مع موسكو بالنار: تدمير حلب وحماية نظام متداعٍ، إنشاء قواعد عسكريّة، تهجير قطاعات سكّانيّة وتحويل البلد حقلاً لتجريب الأسلحة الروسيّة... بعض المراقبين والاستراتيجيّين باتوا اليوم يتحدّثون عن «تطبيق النظريّة السوريّة في أوكرانيا». السوريّون يعرفون باللحم الحيّ ما الذي يعانيه الأوكرانيّون.
لكنْ أيضاً، هناك الثورة السوريّة وعموم الثورات العربيّة. معها حُفرت الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة، للمرّة الأولى، في قلب الثقافة السياسيّة العربيّة، وتأكّد أنّ شعوبنا ليست «استثناء» في العالم، وأنّ ما يحرّكها ليس فقط قضايا القوميّة والوحدة وتحرير فلسطين، بل قد تتحرّك أيضاً طلباً للحرّيّة. هذا المكسب الكبير يفسّر التحوّل الجزئيّ الذي حصل. إنّه يستحقّ توجيه الشكر للسوريّين وثورتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:05 2025 الثلاثاء ,01 تموز / يوليو

ليونيل ميسى يدرس الرحيل عن إنتر ميامي

GMT 14:47 2021 الجمعة ,30 تموز / يوليو

موديلات فساتين منفوشة للمحجبات

GMT 18:46 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تكون مشرقاً وتساعد الحظوظ لطرح الأفكار

GMT 22:45 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

كتاب جديد يكشف موضع إعجاب غريبا لدى ترامب

GMT 20:56 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مطالب بعودة أحكام الإعدام في المغرب بعد مقتل السائحتين

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية تضرب الحسيمة ليلا بقوة 3,2 درجة

GMT 04:37 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملابس زهريّة أنيقة ومميزة تضامنًا مع مرضى سرطان الثدي

GMT 01:55 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الجعايدي الحارس الأشهر للملك محمد السادس يعود إلى الواجهة

GMT 11:59 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

يوسف النصيري يقترب من رايو فاليكانو

GMT 19:08 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

"CineView" يناقش أسباب غياب الفيلم المصري عن مهرجان القاهرة

GMT 12:42 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سفارة المغرب في مصر توضح موقفها بشأن ملفات التأشيرة

GMT 11:55 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حكايات من المخيم مخيم عقبة جبر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib