سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة
تفاصيل جديدة تكشف مشروع "القبة الذهبية" الذي يطرحه ترامب لحماية أميركا السفارة العراقية في واشنطن تؤكد سيادة بلادها ردًا على تصريحات الخارجية الأميركية حول اتفاقيات بغداد وطهران هجوم على سفارة الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي والشرطة الهولندية تعتقل ثلاثة مشتبهين حركة حماس تُشيد بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسي فيما يخص وقف الحرب في قطاع غزة رصد تصاعد أدخنة بالقرب من ميناء شحن تابع لمحطة زاباروجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية
أخر الأخبار

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة

المغرب اليوم -

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

في 1968 حصل الغزو السوفياتيّ لتشيكوسلوفاكيا السابقة. «ربيع براغ» داسته دبّابات حلف وارسو. ألكسندر دوبتشيك، الشيوعيّ الذي أراد أن يجدّد الاشتراكيّة ويعطيها «وجهاً إنسانيّاً»، سيق إلى موسكو. أوروبا أصيبت بجفلة أكبر من تلك التي انتابتها في 1956، حين سحقت الدبّابات إيّاها ثورة هنغاريا. صحيح أنّ ذاك العام نفسه شهد انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ وإدانته جوزيف ستالين والستالينيّة، لكنّ الصحيح أيضاً أنّ الانعطاف الخروتشوفيّ لم يشمل أوروبا الوسطى التي أريد لها أن تبقى حزام الاتّحاد السوفياتيّ وأمنه. وبعد كلّ حساب، فالغزوة الهنغاريّة حصلت بعد ثلاث سنوات فقط على رحيل ستالين، أمّا الغزوة التشيكوسلوفاكيّة فجرت بعد 12 سنة على ذاك الرحيل.
بعد هنغاريا 56، قيل أنّ ستالين مات، لكنّ الستالينيّة لم تمت. بعد تشيكوسلوفاكيا 68، قيل أنّ ستالين مات، لكنّ الستالينيّة لن تموت.
مسألة الستالينيّة لم يُعرها العالم العربيّ كبير اهتمام. الكتلة الضخمة والوازنة فيه وقفت إلى جانب الغزو السوفياتيّ لتشيكوسلوفاكيا. القلّة المعترضة لجأت إلى الصمت أو التعبير المداور. ذاك أنّ العرب كانوا، قبل عام واحد، قد عانوا هزيمة 67 المذلّة. وموسكو، كما ذهبت الرواية الشائعة، حليفنا في مواجهة إسرائيل، وهي بدأت عامذاك ترسل خبراء وضبّاطاً إلى مصر كي يشاركوها خوض «حرب الاستنزاف» ضدّ الإسرائيليّين. الدولة العبريّة، في المقابل، تقف ضدّ الغزو السوفياتيّ، وهذا سبب كافٍ لتأييده، فكيف وأنّ أفاعي «المؤامرة اليهوديّة»، وفقاً لبعض الأصوات يومذاك، تتسلّل هي الأخرى نافثةً السمّ الذي لا تملك غيره.
في الحرب الأوكرانيّة الدائرة اليوم تغيّرت مواقع ومواقف. التغيّر ليس نوعيّاً، لكنّه ملحوظ. فالأكثريّة العربيّة الوازنة لا تزال تؤيّد روسيا لأسباب عدّة: كراهية أميركا سبب، وثقافة التعلّق بالسلطويّة والإعجاب بالسلطويّين سبب آخر، والرفض - المُحقّ من حيث المبدأ - لواحديّة الأقطاب سبب ثالث، وهذا فضلاً عمّا تبقّى من ذاكرة «الصداقة العربيّة – السوفياتيّة» في مواجهة «المخطّط الإمبرياليّ»...
لكنْ خلال الـ 54 عاماً التي تفصلنا عن تشيكوسلوفاكيا 68 بتنا نسمع أصواتاً أخرى: التعليم ومعرفة أحوال العالم باتا أوسع نطاقاً. الحساسيّة حيال العدالة وحقوق الضعفاء واحترام استقلال الكيانات الصغرى صارت تخاطب أعداداً أكبر، لا سيّما في أوساط الشبيبة. المقارنات والمشابهات صارت تعبّر عن نفسها في أصوات بعض اللبنانيّين وبعض الكويتيّين الذين عرفوا معنى الجوار الجغرافيّ حين يكون جائراً واستبداديّاً. شيوعيّون، في السودان والعراق، أصبحوا أنصاف شيوعيّين أو شيوعيّين سابقين، وقوميّون عرب، في كلّ بلد تقريباً، أصبحت القوميّة من ماضيهم. الأوّلون باتوا أقلّ ثقة بفوائد «الصداقة العربيّة السوفياتيّة» وعديمي الثقة بفوائد الصداقة مع بوتين. بعضهم ربّما تذكّروا أنّ كارل ماركس نفسه كان قد حذّر، منذ خمسينات القرن التاسع عشر، بأنّ الغزو صار طبيعة ثانية للدولة الروسيّة منذ بطرس الأكبر، مطالع القرن الثامن عشر.
أمّا القوميّون العرب الذين صاروا سابقين فلم تعد تثير فيهم أحلاف معارك المصير، بمعانيها الناصريّة والبعثيّة، أكثر من ابتسامة صفراء. أن يلتقي بينيت وبوتين في سوتشي فيما الطائرات الإسرائيليّة تدكّ دمشق أكبر من أن تُسيّله أمعاء تسيّل الحجارة. لقد تحدّث بينيت عن روسيا بوصفها دولة «تجمعنا بها حدود مشتركة». بوتين، نقلاً عن «هآرتس»، طالب بينيت بأن «تحسّن إسرائيل الإخطارات التي ترسلها إلى موسكو بشأن أنشطتها في الأراضي السوريّة، وأن تكون أكثر دقّة في ذلك».
العوامل تلك وغيرها أضعفت الأكثريّة المؤيّدة للحرب الروسيّة. قلّلتها قليلاً. لكنّ سوريّا كانت أكثر ما تسبّب بذاك الإضعاف. اليوم، قد لا نبالغ إذا قلنا إنّ السوريّين هم الشعب الوحيد في العالم العربيّ الذي تقف أكثريّته إلى جانب أوكرانيا، ولو بشيء من العتب على تفاوت الغربيّين في المعاملة. هناك، في سوريّا، اختُبرت العلاقة مع موسكو بالنار: تدمير حلب وحماية نظام متداعٍ، إنشاء قواعد عسكريّة، تهجير قطاعات سكّانيّة وتحويل البلد حقلاً لتجريب الأسلحة الروسيّة... بعض المراقبين والاستراتيجيّين باتوا اليوم يتحدّثون عن «تطبيق النظريّة السوريّة في أوكرانيا». السوريّون يعرفون باللحم الحيّ ما الذي يعانيه الأوكرانيّون.
لكنْ أيضاً، هناك الثورة السوريّة وعموم الثورات العربيّة. معها حُفرت الحرّيّة والكرامة الإنسانيّة، للمرّة الأولى، في قلب الثقافة السياسيّة العربيّة، وتأكّد أنّ شعوبنا ليست «استثناء» في العالم، وأنّ ما يحرّكها ليس فقط قضايا القوميّة والوحدة وتحرير فلسطين، بل قد تتحرّك أيضاً طلباً للحرّيّة. هذا المكسب الكبير يفسّر التحوّل الجزئيّ الذي حصل. إنّه يستحقّ توجيه الشكر للسوريّين وثورتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة سوريّا إذ تغيّر بعض الثقافة السياسيّة العربيّة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib