هند رجب تُبعث من جديد
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

هند رجب تُبعث من جديد

المغرب اليوم -

هند رجب تُبعث من جديد

آمال موسى
بقلم : د آمال موسى

عندما يكون هناك قضية وظلم واغتصاب حقوق وقهر تاريخي، لا يمكن ألا تُنتج كل هذه الأوجاع الثقيلة إلا فناً ملتزماً يثأر فيه المقهور من القاهر رمزياً عن طريق الفن وجمالياته.

فالطفلة هند رجب، التي حُوصرت داخل سيارة تحت القصف الإسرائيلي، والتي عاشت لساعاتٍ من الرعب والتوسل أملاً في الإنقاذ، إلى أن قُتلت، لم تترك المبدعة التونسية كوثر بن هنية صوتها يخرس، كما يفعل القتل عادة، بل إنّها ارتقت بصوتها إلى الرمزية والذاكرة، فكان التصفيق الحارّ في مهرجان فينيسيا، الأسبوع الماضي، على الفيلم الحامل لصوتها وللجريمة البشعة التي كانت ضحيتها الطفلة هند رجب.

استمر التصفيق 24 دقيقة، ولولا صعوبة التصفيق لامتدّ لساعات من دون توقف، ليتناسب مع تفاصيل توسلها ساعات وهي محاصَرة. ولا شك في أن الطفلة هند كانت في حصارها ذلك خلاصة فلسطين الأرض والشعب والقضية المحاصَرة منذ وعد بلفور الذي قلَب حال فلسطين والعرب إلى اليوم.

لذلك فإن المخرجة التونسية كوثر بن هنية الجادة المعروفة بحسّها الإنساني العالي التي تجيد التقاط حالات الوجع، تستحق التقدير؛ ليس فحسب لتخصيصها فيلماً عن هند رجب وتوثيق الجريمة بالكاميرا والمشاركة بصوت هند في مهرجان سينمائي كبير مثل مهرجان فينيسيا، وسط حضور فني وإعلامي هائلين، مع ما يعنيه ذلك من فرصة لإيصال صوت هند أكثر فأكثر... بل بالدرجة الأولى لفضح إسرائيل والانتصار لغزة وأهلها.

ليس هذا الإنتاج هو مصدر تقدير للمخرجة، وفق اعتقادنا، بل هو واجب على كل مبدع حقيقي؛ لأن الإبداع هو الشيء الوحيد الذي ظلّ يدافع عن إنسانية الإنسان بضعفه وكيانه الوجداني والروحي. لقد عرَّضت كوثر بن هنية مستقبلها السينمائي، من خلال هذا الإنتاج، لشيء من التهديد والحصار سينمائياً.

أظن أن العارفين بعوالم السينما يدركون جيداً سيطرة الشركات الإسرائيلية المنتِجة للأفلام على هذا المجال، بل إن من أهم أسباب قلة الأفلام في تونس، والمغرب العربي عموماً، رغم جودتها وكفاءة المبدعين السينمائيين هو ضعف التمويل السينمائي. وكي تصنع أفلاماً فمن الصعب الاستغناء عن التمويل، الذي تقوم به شركات سينمائية ذات جنسية إسرائيلية، الأمر الذي جعل غالبية السينمائيين المغاربة يُنتجون سينما الذات أو ما يسمى سينما المؤلف ابتعاداً عن كل ما قد يغلق أبواب التمويل لأفلامهم.

لذلك فإن فيلم «صوت هند رجب»، الذي فاز بجائزة «الأسد الفضي» في مهرجان فينيسيا ونال التقدير، سيغلق بعض مصادر التمويل السينمائي المُهيمنة إسرائيلُ على جزء وافر منها... وهنا تكمن شجاعة المخرجة واستحقاقها التقدير لأنها انتصرت لمأساة هند وللقضية، ولم تختر غض الطرف من أجل الدعم. فالمبدع الحق موقف أو لا يكون.

إن إنتاج فيلم حول مأساة الطفولة في قطاع غزة ومعاناتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى اليوم (طبعاً قبل ذلك لم يكونوا في رغد من العيش والاستقرار والسلام)، إنما هو ضرورة لتخليد جرائم العدوان الإسرائيلي على الأطفال في غزة باعتبار أنها حرب استهدفت الأطفال بشكل لم يسبق له مثيل في أي حرب أخرى. فعادةً الأطفال هم ضحايا بالصدفة في الحروب، خلافاً لإسرائيل التي استهدفت أطفال قطاع غزة بشكل مُمنهج، الأمر الذي جعل الخسائر تبلغ نحو 17 ألف طفل، بينهم أكثر من ألف رضيع، وقرابة 5000 تتراوح أعمارهم بين السنة والخمس سنوات، والبقية من الفئات العمرية 12-17. وتقول بعض التقارير إن عدد الأطفال، الذين تم قتلهم في حرب غزة هو أكثر من عدد الأطفال القتلى في حروب العالم، خلال الأعوام الأربعة الماضية.

لا يوجد أي شك في أن الدبابة الإسرائيلية معنية بتقتيل أطفال غزة، أولاً لأن في قتلهم قتل الجيل القادم والمقاوم القادم وإفراغ القضية الفلسطينية من شعبها واستمراريته عبر الأجيال.

فالدبابة الإسرائيلية موجهة ضد الأطفال مع سبق الإصرار باعتبارهم هدفاً بشرياً استراتيجياً، خاصة أن الشعب في القطاع يتميز بحضور فئة الأطفال بنسبة 43 في المائة، وهي نسبة باعثة على الأمل والاستمرارية، فكان لزاماً أن يكون التقليص من هذه النسبة العامل القوي في القضية الفلسطينية من أجل إضعاف آلة الصمود.

من أجل كل هذا وغيره كان لا بد من فيلم يوثّق الجريمة بحق آلاف الأطفال في غزة، الذين قُتلوا من دون رحمة، وحتى الذين لم تطلهم رصاصات العدوان الإسرائيلي فقد تكفّل بهم الجوع وسوء التغذية والإعاقات وعيش طفولة مهدَّدة، بأتم معنى الكلمة.

شكراً جزيلاً للمخرجة التونسية القديرة كوثر بن هنية على شجاعتها، والشكر موصول أيضاً لكل من شارك في فضح إسرائيل التي تستقوي على الأطفال.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هند رجب تُبعث من جديد هند رجب تُبعث من جديد



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib