«نوبل للطب» تقبض على «حراس المناعة»
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

«نوبل للطب» تقبض على «حراس المناعة»

المغرب اليوم -

«نوبل للطب» تقبض على «حراس المناعة»

آمال موسى
بقلم : د آمال موسى

إن كل تقدم في مجال البحوث الطبية يكون قادراً على تحقيق إنجاز يفيد الإنسانية في مقاومتها للأمراض القاهرة المستعصية، ويعد تقدماً مفرحاً لملايين البشر وجالباً للسعادة الحقيقية، حيث إنه فعلاً وليس مبالغة أو مجازاً القول بشكل متواتر بأنه لا شيء يضاهي الصحة وعافيتها، ومن دون ذلك فإن كل شيء مُرّ المذاق وعديم القيمة، مهما ثقل وزنه.

لذلك فإن الاكتشافات ذات الصلة بالصحة تظل على رأس قائمة الاكتشافات والاختراعات والابتكارات الممكنة، ويكفي أنها تندرج بكل جدارة في ما ينفع النّاس.

في هذا السياق من الفهم، نضع الفوز المستحَق للعلماء الذين فازوا، هذا الأسبوع، بجائزة نوبل للطب لهذا العام، وهم الأميركيان فريد رامسديل وماري إي. يرونكو، والعالِم الياباني شيمون ساكاغوتشي، حيث تمكنوا، من خلال بحوثهم وفق ما وصفته لجنة نوبل للطب، من إرساء «أسس مجال بحثي جديد وحفزت التوصل إلى أدوية جديدة لأمراض المناعة الذاتية». ذلك أن هؤلاء العلماء حققوا ثورة كبيرة ستوصل الإنسانية بفضلهم في المدى القريب إلى قهر أمراض المناعة الذاتية التي يعاني منها الملايين، وبنسبة قد تصل إلى 10 في المائة من إجمالي سكان العالم، وربما أكثر.

أين يكمن إنجاز هؤلاء العلماء الفائزين؟

كي نفهم الثورة التي تحققت في مجال معالجة أمراض المناعة الذاتية، من خلال الأبحاث الفائزة بأهم جائزة في مجال الطب عالمياً، من المهم أن نفهم طبيعة أمراض المناعة الذاتية التي تنتج عن فرط نشاط جهاز المناعة، الذي يهاجم الخلايا والأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.

هذا ما يحصل لمرضى البهاق والثعلبة والصدفية وغيرها من الأمراض الأقل شيوعاً، حيث إن هناك أكثر من مائة مرض ذاتي المناعة. والمشكلة الكبرى أن هذه الأمراض التي أرهقت الأطباء والمرضى، من بداية الحضارة الإنسانية إلى اليوم، تظهر فجأة، ولا أدوية خاصة بها قادرة على إيقافها.

إن البهاق والثعلبة والصدفية وغيرها من أمراض المناعة الذاتية تمثل مظاهر عجز الطب، وكل الوصفات التي تُقدَّم هي اجتهادات، وبعض خطوات تحققت، ولكنها غير مضمونة النتائج، وفي أفضل الحالات نسبية في معدلات النجاح والشفاء.

مثالاً على ذلك، لم يتم اكتشاف دواء وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية خاص بالبهاق إلا منذ سنتين خَلَتا في الولايات المتحدة، وهو مرتفع الثمن وليس في متناول جميع المرضى، علماً بأن نسبة التعافي في حال تجاوب جسم المريض تصل إلى 70 في المائة. ولقد نجح المصريون في إنتاج نسخة مصرية من الدواء الأميركي المشار إليه، مصممة لاستعادة الصباغ في البشرة، حيث تم إصدار تسجيل للنموذج المحلي في مصر، في أغسطس (آب) 2023، بعد اعتماده من الهيئات الدولية.

الجديد الثوري في مجال معالجة أمراض المناعة الذاتية يتمثل في أن الفائزين بجائزة نوبل للطب الثلاثة لهذا العام قد حلّوا عقدة المرض الرئيسية واللغزَ الذي حيّر الأطباء وجعلهم عاجزين عن تقديم العلاج الشافي لمرضاهم. لقد اكتشفوا «الخلايا الحارسة للجهاز المناعي أي الخلايا التائية التنظيمية أو الكابحة التي تمنع الخلايا المناعية من مهاجمة أجسامنا».

ماذا يعني هذا: إنه يعني أننا مسكنا طرف الخيط المهم في قهر البهاق والثعلبة والصدفية وغيرها. وباعتبار أن هذه الأمراض تحدث بسبب هجوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ على الخلايا والأنسجة السليمة فيدمر البصيلات السليمة وتحصل الثعلبة، أو يتم الهجوم على التصبغ في الجلد فيظهر البهاق. وتبعاً للتاريخ القاسي المعقد الغامض من هذه الأمراض القاهرة، فإنه، وفق البحوث الفائزة بجائزة نوبل، سيصبح متاحاً تحديد الخلايا الحارسة للجهاز المناعي القادرة على منع عملية الهجوم على الخلايا والأنسجة السليمة.

إن هذه البحوث تُعد حقاً ثورة وتستحق كل دعم شركات الأدوية ومراكز البحث كي تكتمل؛ لأنه حتى الآن، وحسب بيان لجنة نوبل للطب، تكمن أهمية البحوث الفائزة في وضع الأسس لمجال بحثي جديد يحفز التوصل إلى أدوية؛ لأن هذه الأمراض تفتقر إلى أدوية فعالة وخاصة بها، ودليلنا على ذلك أن أول دواء لمرض البهاق اكتُشف منذ سنتين فقط، والحال أن ملايين البشر يعانون منه منذ قرون طويلة.

وكي ندرك أكثرَ أهميةَ هذه البحوث والعلاجات التي يمكن أن تتطور وتستفيد منها الإنسانية على المدى القريب، بعد فشل ذريع وطويل في هزيمة أمراض المناعة الذاتية، يكفي أن نعرف أن أحدث الأرقام العالمية تقول إن نحو 160 مليون شخص في العالم يعانون من داء الثعلبة؛ أيْ 2 في المائة من إجمالي سكان العالم. كما أن نحو 95 مليون شخص قد أصابهم البهاق، ناهيك بأن الذين تزعج حياتهم اليومية الصدفية يتجاوز عددهم الـ125 مليون شخص.

وكما نرى، فالأعداد المصابة بأمراض المناعة الذاتية بالملايين، وتكشف الأرقام والدراسات عن تزايدها باعتبار أن القلق والضغوطات تزيد من أسباب ظهور أمراض المناعة الذاتية وتحدد شدتها.

من أجل هذا وغيره نقول: «ألف مبروك» للبشرية على هذه البحوث، أخيراً أصبح هناك أمل حقيقي في أن يشفى المصاب بمرض مناعي ذاتي، وألّا يلازمه المرض حتى الممات ويمنع عنه الحياة العادية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نوبل للطب» تقبض على «حراس المناعة» «نوبل للطب» تقبض على «حراس المناعة»



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib