اللُّغز التونسي
أردوغان يعلن عن مؤامرة جديدة تتزامن مع مئوية سايكس بيكو ويؤكد أن إسرائيل لن تحقق أهدافها أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن العالم النووي الإيراني طبطبائي قامشه وزوجته استُشهدا جراء هجوم إسرائيلي استهدفهما جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية
أخر الأخبار

اللُّغز التونسي

المغرب اليوم -

اللُّغز التونسي

آمال موسى
د. آمال موسى

المفروض بالنسبة إلى بلد عرف ثورة وكتب دستور جمهوريته الثانية المدجج بالحريات الفردية والعامة، كما خاض غمار ثلاثة انتخابات شهد العالم بشفافيتها وبسيادة صندوق الاقتراع في نتائجها، أن يأخذنا الحديث عن تونس إلى ما يليق بهذا الحراك النوعي، فيكون الحديث عن المعجزة التونسية لا عن اللغز التونسي.

ولكن الحراك المشار إليه وترسانة الحقوق والحريات ليسا كافيين على ما يبدو لحدوث المعجزة وانطلاق تونس في الطريق نحو التنمية والتقدم. هذا ما بينته تجربة تونس إلى حد الآن على الأقل. لذلك فإننا سنركز على اللغز ونترك الحديث عن المعجزة جانباً وإن كان اللغز نفسه يحمل بعض أسباب تأخر المعجزة التونسية.

طبعاً يبدأ اللغز من عدم حدوث المعجزة نفسها؛ لأن الكثير من شروط المعجزة توفرت باستثناء الإرادة. وهنا نفترض أن الخيبات السياسية المتتالية قد أطفأت حماسة ما بعد الثورة، وهي حماسة مثلت خميرة قلما يجود بها التاريخ الاجتماعي للبناء ولشحذ الهمم والعزيمة. وظل تفسير النكسة التونسية خاضعاً للآيديولوجيا، حيث يتهم الحداثيون والدساترة واليسار وما يسمى بشكل عام العائلة الديمقراطية، حركة النهضة تحديداً والإسلام السياسي عموماً بحدوث هذه النكسة وباختطاف الثورة وتحويل وجهتها بشكل لم يحسب له أحد حساباً فأصبحت تونس مجالاً مغرياً للولاءات وللأجندات الخارجية. ومن جهته يلقي الإسلام السياسي التونسي التهم على خصومه الذين انشغلوا بمحاولات إقصائه وزجوا بالبلاد في عدم الاستقرار السياسي الذي أضر بالاقتصاد وزاد في تدهور أحوال الشعب المعيشية.

وفي الحقيقة نحن أمام حيرة تونسية أكثر منه لغزاً وغموضاً. ومرد الحيرة أن تونس تعاني منذ سنوات من أزمة اقتصادية ومن هيمنة الاقتصاد غير النظامي ومن ارتفاع الأسعار ومن تدهور القدرة الشرائية ومن تعطل مؤسسات ضخمة ذات إسهام في ميزانية الدولة على غرار شركة فوسفات قفصة من دون أن ننسى تراجع قيمة العملة التونسية ومخزون تونس من العملة الأجنبية مما أدى إلى ظاهرة التضخم المالي... وفي مقابل كل هذه الإكراهات عالجت الدولة الأمر بسياسة جبائية قاسية ما فتئت تتفاقم باعتبار أن التنمية معطلة ولا حل أمام النخبة الحاكمة غير الاقتراض والترفيع في الجباية.
السؤال: كيف يمكن أن يتعامل العقل السياسي السليم مع هذه المشاكل وتراكمها المخيف؟
نعتقد أنه هنا يظهر اللغز وتكمن الحيرة؛ إذ إن العقل السياسي يبدو فيما يشبه القطيعة مع الواقع ومنشغل بالصراعات، وهو ما يجعل المشكل التونسي صعب الفهم. فالاقتصاد في انهيار متواصل ومؤسسات الدولة الثلاث لم تلتقط ضرورة التوحد في السياسة والهدف والتضامن من أجل معالجة الأزمات الاقتصادية. هناك إصرار على الصراع السياسي بدل الحكم سوية بالشكل الذي يحدده الدستور. فلا الأزمة المالية استطاعت جمع شمل الطبقة السياسية الحاكمة ولا أزمة الكورونا وارتفاع عدد الوفيات بسبب الوباء وتزايد أعداد المرضى به نجح في إحداث لحظة اليقظة.
يعيش الشعب التونسي بين أخبار موتى الكورونا والمتضررين اقتصادياً من انتشارها وبين أزمات سياسية تعمق أزمة الثقة بين الشعب والنخبة السياسية الحاكمة، حيث مشكلة التحوير الوزاري التي أظهرت ضعف الوعي السياسي بأولويات البلاد الراهنة، خصوصاً تأخر الحكومة في تأمين الحد الأدنى من اللقاح للتونسيين. أي أن انشغالات الساسة بعيدة عن انتظارات التونسيين الراهنة: الشعب يتوقع حلولاً لانتشار الكورونا وللبطالة وللصحة، والطبقة الحاكمة تقرر إعفاء وزراء والقيام بتحوير وزاري وشجارات في مجلس النواب وأخبار عن طرد فيه مادة سامة تم إرساله إلى مؤسسة الرئاسة... والنتيجة أن التونسيين أمام كل التحديات التي يعيشونها تتأكد في أذهانهم فكرة ضعف الدولة العريقة في تونس، وذلك بفعل الانشقاقات بين مؤسسات الدولة الثلاث والأحزاب السياسية وصعوبات التأقلم مع النظام البرلماني في بلد عاش أكثر من نصف قرن في نظام رئاسوي.
إذن الواقع يطالب بالمعالجة والالتفاف والوحدة والرد السياسي هو الصراع.

وتقودنا مؤشرات اللغز التونسي إلى التساؤل عن أسباب غياب إرادة إنقاذ الأوضاع والانخراط في صنع الحلول وإيجادها؟ ويجرنا هذا السؤال إلى غيره، حيث يفترض واقع الدوران في حلقة مفرغة أن الاستقرار السياسي في تونس لا يصب في مصلحة كافة الفاعلين السياسيين. بمعنى أن هناك إرادة مهيمنة تسعى إلى بقاء تونس في حالة من عدم الاستقرار وعدم الانفراج الاقتصادي.

ولكن هل أن الطرف السياسي المستفيد من وضعية تونس الشبيهة باللغز باستطاعته إطالة هذه الوضعية أكثر والحال أن الشباب انخرط في احتجاجات صادمة شكلاً وتعبيراً منذ أسابيع؟
عندما تنشغل الطبقة السياسية بما يتجاوز مشاكل البلاد الداخلية وتمارس سياسة الصم السياسي، فإن التاريخ السياسي المعروف يعيد نفسه من دون ملل.. تاريخ امتلاء الكأس وبلوغها القطرة التي ستفيض بعدها.

الكبار في تونس منشغلون بالتجاذب الآيديولوجي وهم يتشاجرون في المكاتب والبرلمان، والشاب الذي كان طفلاً عندما اندلعت الثورة في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 غير معني بكل الانتماءات الآيديولوجية ويعبر عن نفسه بشكل كشف للتونسيين عمق الهوة بين الشعب والطبقة السياسية وطول المسافة في النظرة إلى الواقع والأشياء بين الشباب والأجيال التي تكبره.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللُّغز التونسي اللُّغز التونسي



GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

إنتر يعلن تعاقده مع المدرب الروماني كريستيان كيفو

GMT 10:39 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

برشلونة يقترب من غارسيا ويطالب شتيغن بالرحيل

GMT 22:55 2025 الجمعة ,21 آذار/ مارس

"ميتا" تعلن عن ميزات جديدة بمنصة "ثريدز"

GMT 21:12 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

جزيرة "ايريوموت" متنزه طبيعي ساحر في اليابان

GMT 08:50 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 17:30 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاث نقابات تعليمية في وجدة تطالب بتكريس الشفافية والحكامة

GMT 10:18 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يتعاقد مع الدولي الجزائري آيت نوري
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib