اللُّغز التونسي
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

اللُّغز التونسي

المغرب اليوم -

اللُّغز التونسي

آمال موسى
د. آمال موسى

المفروض بالنسبة إلى بلد عرف ثورة وكتب دستور جمهوريته الثانية المدجج بالحريات الفردية والعامة، كما خاض غمار ثلاثة انتخابات شهد العالم بشفافيتها وبسيادة صندوق الاقتراع في نتائجها، أن يأخذنا الحديث عن تونس إلى ما يليق بهذا الحراك النوعي، فيكون الحديث عن المعجزة التونسية لا عن اللغز التونسي.

ولكن الحراك المشار إليه وترسانة الحقوق والحريات ليسا كافيين على ما يبدو لحدوث المعجزة وانطلاق تونس في الطريق نحو التنمية والتقدم. هذا ما بينته تجربة تونس إلى حد الآن على الأقل. لذلك فإننا سنركز على اللغز ونترك الحديث عن المعجزة جانباً وإن كان اللغز نفسه يحمل بعض أسباب تأخر المعجزة التونسية.

طبعاً يبدأ اللغز من عدم حدوث المعجزة نفسها؛ لأن الكثير من شروط المعجزة توفرت باستثناء الإرادة. وهنا نفترض أن الخيبات السياسية المتتالية قد أطفأت حماسة ما بعد الثورة، وهي حماسة مثلت خميرة قلما يجود بها التاريخ الاجتماعي للبناء ولشحذ الهمم والعزيمة. وظل تفسير النكسة التونسية خاضعاً للآيديولوجيا، حيث يتهم الحداثيون والدساترة واليسار وما يسمى بشكل عام العائلة الديمقراطية، حركة النهضة تحديداً والإسلام السياسي عموماً بحدوث هذه النكسة وباختطاف الثورة وتحويل وجهتها بشكل لم يحسب له أحد حساباً فأصبحت تونس مجالاً مغرياً للولاءات وللأجندات الخارجية. ومن جهته يلقي الإسلام السياسي التونسي التهم على خصومه الذين انشغلوا بمحاولات إقصائه وزجوا بالبلاد في عدم الاستقرار السياسي الذي أضر بالاقتصاد وزاد في تدهور أحوال الشعب المعيشية.

وفي الحقيقة نحن أمام حيرة تونسية أكثر منه لغزاً وغموضاً. ومرد الحيرة أن تونس تعاني منذ سنوات من أزمة اقتصادية ومن هيمنة الاقتصاد غير النظامي ومن ارتفاع الأسعار ومن تدهور القدرة الشرائية ومن تعطل مؤسسات ضخمة ذات إسهام في ميزانية الدولة على غرار شركة فوسفات قفصة من دون أن ننسى تراجع قيمة العملة التونسية ومخزون تونس من العملة الأجنبية مما أدى إلى ظاهرة التضخم المالي... وفي مقابل كل هذه الإكراهات عالجت الدولة الأمر بسياسة جبائية قاسية ما فتئت تتفاقم باعتبار أن التنمية معطلة ولا حل أمام النخبة الحاكمة غير الاقتراض والترفيع في الجباية.
السؤال: كيف يمكن أن يتعامل العقل السياسي السليم مع هذه المشاكل وتراكمها المخيف؟
نعتقد أنه هنا يظهر اللغز وتكمن الحيرة؛ إذ إن العقل السياسي يبدو فيما يشبه القطيعة مع الواقع ومنشغل بالصراعات، وهو ما يجعل المشكل التونسي صعب الفهم. فالاقتصاد في انهيار متواصل ومؤسسات الدولة الثلاث لم تلتقط ضرورة التوحد في السياسة والهدف والتضامن من أجل معالجة الأزمات الاقتصادية. هناك إصرار على الصراع السياسي بدل الحكم سوية بالشكل الذي يحدده الدستور. فلا الأزمة المالية استطاعت جمع شمل الطبقة السياسية الحاكمة ولا أزمة الكورونا وارتفاع عدد الوفيات بسبب الوباء وتزايد أعداد المرضى به نجح في إحداث لحظة اليقظة.
يعيش الشعب التونسي بين أخبار موتى الكورونا والمتضررين اقتصادياً من انتشارها وبين أزمات سياسية تعمق أزمة الثقة بين الشعب والنخبة السياسية الحاكمة، حيث مشكلة التحوير الوزاري التي أظهرت ضعف الوعي السياسي بأولويات البلاد الراهنة، خصوصاً تأخر الحكومة في تأمين الحد الأدنى من اللقاح للتونسيين. أي أن انشغالات الساسة بعيدة عن انتظارات التونسيين الراهنة: الشعب يتوقع حلولاً لانتشار الكورونا وللبطالة وللصحة، والطبقة الحاكمة تقرر إعفاء وزراء والقيام بتحوير وزاري وشجارات في مجلس النواب وأخبار عن طرد فيه مادة سامة تم إرساله إلى مؤسسة الرئاسة... والنتيجة أن التونسيين أمام كل التحديات التي يعيشونها تتأكد في أذهانهم فكرة ضعف الدولة العريقة في تونس، وذلك بفعل الانشقاقات بين مؤسسات الدولة الثلاث والأحزاب السياسية وصعوبات التأقلم مع النظام البرلماني في بلد عاش أكثر من نصف قرن في نظام رئاسوي.
إذن الواقع يطالب بالمعالجة والالتفاف والوحدة والرد السياسي هو الصراع.

وتقودنا مؤشرات اللغز التونسي إلى التساؤل عن أسباب غياب إرادة إنقاذ الأوضاع والانخراط في صنع الحلول وإيجادها؟ ويجرنا هذا السؤال إلى غيره، حيث يفترض واقع الدوران في حلقة مفرغة أن الاستقرار السياسي في تونس لا يصب في مصلحة كافة الفاعلين السياسيين. بمعنى أن هناك إرادة مهيمنة تسعى إلى بقاء تونس في حالة من عدم الاستقرار وعدم الانفراج الاقتصادي.

ولكن هل أن الطرف السياسي المستفيد من وضعية تونس الشبيهة باللغز باستطاعته إطالة هذه الوضعية أكثر والحال أن الشباب انخرط في احتجاجات صادمة شكلاً وتعبيراً منذ أسابيع؟
عندما تنشغل الطبقة السياسية بما يتجاوز مشاكل البلاد الداخلية وتمارس سياسة الصم السياسي، فإن التاريخ السياسي المعروف يعيد نفسه من دون ملل.. تاريخ امتلاء الكأس وبلوغها القطرة التي ستفيض بعدها.

الكبار في تونس منشغلون بالتجاذب الآيديولوجي وهم يتشاجرون في المكاتب والبرلمان، والشاب الذي كان طفلاً عندما اندلعت الثورة في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 غير معني بكل الانتماءات الآيديولوجية ويعبر عن نفسه بشكل كشف للتونسيين عمق الهوة بين الشعب والطبقة السياسية وطول المسافة في النظرة إلى الواقع والأشياء بين الشباب والأجيال التي تكبره.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللُّغز التونسي اللُّغز التونسي



GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 18:02 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية
المغرب اليوم - الكشف عن حالة أنغام بعد الجراحة الثانية

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib