الكفر بالوطن
إصابة 27 روسيا في حادث اصطدام حافلة سياحية بشاحنة على الطريق الساحلي برأس غارب الغردقة زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة
أخر الأخبار

الكفر بالوطن!

المغرب اليوم -

الكفر بالوطن

آمال موسى
بقلم : آمال موسى

أثناء الانفجار الهائل الذي هز بيروت وأوقعها في مشهد من الخراب والحزن، بلغ الانفعال بعدد من اللبنانيين إلى إعلان أن الهجرة أرحم من البقاء في لبنان وأن لبنان لم يعد المكان الآمن. هذا الخطاب الذي حاولتُ تهذيبه وغض الطرْف عما تضمنه من كفر بالوطن، أصبح ظاهرة في بلدان عربية كثيرة. ففي تونس يتكرر هذا الخطاب بين من يبحث عن أفق لمغادرتها وبين رافض للعودة إلى أرض الوطن.
وأحياناً نسمع كلاماً في تجريح تونس الوطن أو لبنان الوطن أو..... يقشعر له البدن ونصعق من شدة الاحتقان والكفر الشديد بشيء اسمه وطن. وفي مقابل ذلك فإن هذا الخطاب نكاد لا نسمعه من مجتمعات غير عربية وإسلامية.
الواضح أن علاقة شعوبنا بالوطن تعاني من وهن ومن عطب عميق. السؤال مَن أفسد هذه العلاقة وما هي الالتباسات التي وقعت في فخها؟
لنبدأ بالسؤال الثاني: نلاحظ أن هناك نوعاً من الاندغام بين الطبقة الحاكمة والوطن. أي أن الذين يحكمون في بعض البلدان أصبح الناس يتعاملون معهم على أنهم هم الوطن. لذلك فإن حالة الإحباط السياسي التي يعاني منها هؤلاء من إخفاقات الطبقة السياسية الحاكمة هناك من يحولها في وجه الوطن وشحنته الرمزية. أي أن الأوطان تعرف إسقاطات سلبية لا يد لها فيها.
وبناء عليه يمكننا أن نستنتج هول تداعيات الفشل السياسي، خاصة الذي يقترن بالفساد واللامبالاة وبالحسابات غير الوطنية. فالنتيجة قاسية وموجعة باعتبار أن بلوغ الفرد نقطة الكفر بالوطن يعني أنه فرط في قطعة من جسده وتنازل عنها وقطع عضواً عزيزاً يمنحه الحياة الطبيعية.
فالسياسة في بلداننا تجاوزت الانتقادات التي كنا نوجهها لها في العقود الماضية وانتقلت إلى منطقة حمراء خربت فيها تمثلات الوطن وأنتجت حالة شعورية معقدة وغير طبيعية، حيث إن حب الوطن يعني حب الانتماء ويعني الاعتزاز ويعني أن المسار التاريخي للحب يبدأ بالوطن ويتفرع نحو روافد أخرى تنهل منه وتصب فيه.
وهكذا يتضح لنا أن هناك نخباً سياسية حاكمة قد أفسدت علاقة الشعوب بوطنها ومن ثم فقد أسهمت في خلق أجيال معطوبة في وجدانها وينقصها أهم دروس الانتماء وهو درس الانتماء للوطن.
إذن بعيداً عن انتقاد خطاب تهجين الأوطان والكفر بالوطن فإننا نتوقف عند بعض أفكار أهمها أن الاعتقاد في الوطن وتقديس علاقة الانتماء به ليست ثابتة ومقدسة بل هو شعور يخضع للتأثيرات الإيجابية كما السلبية، مما يجعل من حب الوطن ليس أمراً بديهياً مع الأسف بقدر ما هو نتيجة وتفاعلية إيجابية يمكن أن تكون وتكبر ويمكن أن تتلاشى بفعل الإحباطات.
طبعا في تراثنا العربي نجد ما يشير إلى تمجيد الغربة أحيانا وفي تمجيدها استبطان لتهجين الانتماء للوطن ولمسقط الرأس. كما أن تاريخنا المبني على الرحيل بحثاً عن الماء والنبات وما يسد الرمق، سطر ذاكرة تتجاذب بين الاستقرار والهجرة والتنقل. الانتماء كان يعني القبيلة ثم العرق ثم الدين، وعهدنا بفكرة الوطن ليس قديماً بشكل يسمح لها بالتغلغل في الوجدان، بل إن الأوطان في بعدها الجغرافي هي حديثة التقسيم؛ فمن كان ينتمي إلى بلاد الشام بات عليه منذ عقود قليلة جداً أن يحدد أي قطعة في بلاد الشام هي وطنه.
وحتى غرس ثقافة حب الوطن وكيفية البناء الرمزي للعلاقة بالوطن لم تتعهدهما المدرسة بشكل معمق، وارتبط إنتاج الشعر الوطني والأغاني الوطنية بالمناسبات السياسية والانتماء السياسي، الأمر الذي أضفى على المنتوج الفني الخاص بتيمة الوطن شيئا من النفاق لأن السياسة ذاتها في بعض بلادنا على امتداد العقود الماضية اعتمدت بنيويا على التزلف والنفاق.
وكدليل على هذا الكلام أن الكثير من الأغاني المصنفة وطنية في تونس وتم إنتاجها في مرحلة حكم رئيس سابق قد تمت مقاطعتها في وسائل الإعلام وتم التعامل مع أصحابها المطربين بمسافة واتهامات.
يبدو لي أننا نحتاج إلى تفكيك راهن العلاقة بالوطن وتخليص هذه العلاقة من الشوائب والالتباسات وذلك بتعزيز المؤسسات المعنية ببناء العلاقة بالوطن مثل المدرسة وكل ما يخص الإنتاجات الثقافية.
من جهة ثانية قد أصبح مؤكداً أنه لا يمكن أن يستمر الواقع السياسي المستخف بالشعوب وكشفت التجارب المريرة أهمية السياسة في تشويه الإنسان في بلداننا. فكل فرد يعاني من الإقصاء والتهميش ولا ينعم بالحد الأدنى من الكرامة في وطنه هو مشروع عدو لوطنه وليس عاشقاً كما يجب أن يكون. بمعنى آخر فإن العاطل عن العمل هو يعاني من عدم الاعتراف به اجتماعياً فيكون الاحتجاج والانشقاق عن الوطن.
إن تبرير حالة الكفر بالوطن والبحث عن الأسباب التي أنتجتها لا يجعلان من هذه الحالة مقبولة لأن بلوغها يعني تمرير خطاب سلبي وفقير للأجيال القادمة، ويعني أن أوطاننا على كف الاحتقان والانشقاق والكراهية. فكل شيء كي يدوم يحتاج إلى الحب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكفر بالوطن الكفر بالوطن



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib