الرئيس ترمب و«تسييس العدالة»
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

الرئيس ترمب و«تسييس العدالة»

المغرب اليوم -

الرئيس ترمب و«تسييس العدالة»

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

«لا أحد فوق القانون» يبدو مبدأً عادلاً ومحل اتفاقٍ، لكن توظيفه ضد ترمب كرئيس سابق لأميركا وفي قضية غريبة عجيبة أثارت فكرة مقابلة هي فكرة «تسييس العدالة»
مالئ الدنيا وشاغل الناس، دونالد ترمب، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، والمرشح القوي لانتخابات الرئاسة المقبلة، يقف بعد يومين أمام محكمة في نيويورك بتهمة دفع أموالٍ لممثلة إباحية لشراء صمتها، وهو منذ خروجه على المشهد السياسي الأميركي، وبالتالي الدولي، وهو يثير الجدل في كل تصرفاته وتصريحاته.
هذه لحظة حاسمة، لا لتاريخ ترمب السياسي فحسب، بل ولتاريخ أميركا وديمقراطيتها ومبادئها وسمعتها الدولية، ولأن التوجهات السياسية تعتمد في الأساس على أفكارٍ، فقد تجلى الصراع بين الحزبين الكبيرين في أميركا بعد أن وصل أوجه بين الديمقراطيين برؤية أوباما، والجمهوريين عن هذه المحاكمة العجيبة، والفكرتان اللتان تصطرعان تجاه هذه المحاكمة هما فكرة الديمقراطيين «لا أحد فوق القانون»، وفكرة الجمهوريين «تسييس العدالة»، وكلتاهما فكرة صحيحة، لكنهما توظفان لأهدافٍ سياسيةٍ، ومن الجيد مراقبة تطورات كيف يمكن توظيف المبادئ والأفكار في معارك السياسة بقمة هرم الديمقراطية في العالم.
لا أحد داخل أميركا ولا خارجها، من أنصار الرئيس بايدن أو من خصومه، يعتقد أنه الرئيس الأفضل لأميركا، ولا أن أداءه داخل البيت الأبيض كان عظيماً وتاريخياً، هو رئيس تتناقل وسائل الإعلام أخطاءه وهناته في كل فترة مع كثير من التعليقات الساخرة والغمز واللمز، وهو تبنى سياساتٍ واتخذ قراراتٍ خطيرةٍ أميركياً ودولياً، فالانسحاب المستعجل الذي يشبه الهروب من أفغانستان وتسليمها لحركة «طالبان» كان أمراً أذهل حلفاء أميركا الغربيين قبل غيرهم حول العالم.
ومثل هذا الحدّة السياسية الكبيرة تجاه الحرب الروسية - الأوكرانية والدفع بها إلى الوصول إلى أمرين غير مسبوقين هما: تهديد النظام الدولي نفسه، والوصول إلى أقرب نقطة بالتهديد باستخدام السلاح النووي، وهذه الحدة هي من قراراته، ومعها تمّ الضغط على الحلفاء بشكل غير منطقي دفع كثيراً من دول العالم للبحث عن بدائل دولية عن أميركا، وهذه توجهات لها تبعاتها الداخلية والدولية المؤثرة في مقبل الأيام.
ترمب من جهته كشخص وكظاهرة في أميركا، لم يترك شاردةً ولا واردةً إلا تحدث فيها عن خصومه الديمقراطيين وعن الرئيس بايدن وإدارته وكل المؤسسات والجهات التي تدعم بايدن أو تقف على الحياد تجاهه، وهو يحسن اللعب على كل التوازنات التي تؤثر على الشعب الأميركي ويحسن مخاطبة أنصاره وتفسير الظواهر المعقدة لهم بطريقته وأسلوبه، وهو مدعومٌ بقوةٍ من عشرات الملايين من الأميركيين، بحسب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي ما زال يصر على أنها مزوّرة وتم التلاعب بها.
الصراع المحتدم وغير المسبوق بين الحزبين الأميركيين، والانشقاق التاريخي داخل الشعب الأميركي، ليس بسبب ترمب، بل على العكس هو بسبب الانحراف الكبير الذي طرأ على الحزب الديمقراطي وتوجهه بقوة نحو اليسار أكثر مما اعتاد عليه الشعب الأميركي، وثماني سنواتٍ من حكم الرئيس الأسبق أوباما كانت كفيلة بإخراج ردٍ تاريخيٍ منطقيٍ على تلك التوجهات تمثّل في شخص الرئيس ترمب، ودون الدخول في جدلية الفعل ورد الفعل، ومن أثر على من، فإن ترمب عندما خرج على المشهد أحدث ضجةً كبرى داخلياً ودولياً تجاه أسلوبه الشخصي، وتصريحاته أكثر منها تجاه سياساته وقراراته التي تتسق أكثر مع تاريخ أميركا في العالم.
في منطقتنا، نحن غير معنيين بمن يأتي رئيساً لأميركا، فذلك خيار الشعب الأميركي نفسه ومؤسساته وتوازناته، ولكننا معنيون بالتعامل مع أميركا كأقوى دولة في العالم، وقد دفعت التغييرات السياسية في التوجهات الأميركية إبان فترتي أوباما وهذه الفترة، كثيراً من الدول في المنطقة وحول العالم إلى إعادة النظر في بناء التحالفات الدولية والتوازنات السياسية بما يخدم الواقع المعيش ويحقق الطموحات المستقبلية، وهكذا جرى.
محاولة الإدارة الحالية دفع كل دول العالم إلى الاختيار بين مع أو ضد في الحرب الروسية - الأوكرانية لم تحقق النجاح المطلوب، وكانت رهاناً سياسياً دفع بكثير من حلفاء أميركا للتفتيش عن مخارج بعيداً عنها، لأن التشدد السياسي في غير موضعه يفقد المصداقية أكثر مما يجلب التأييد، والعالم يشاهد منذ سنواتٍ التصاعد الهائل في القوة الصينية الاقتصادية، وبالتالي السياسية، ويشاهد أن التقارب الصيني - الروسي وصل إلى مستوى غير مسبوق بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني لموسكو.
في مثل هذا الصراع الدولي المحموم الذي دفعت أميركا العالم إليه وفي ضوء التهديدات الجدية غير المسبوقة للنظام الدولي، كان طبيعياً أن يخرج الرئيس الروسي بوتين ليعلن عن تبني بلاده استراتيجية جديدة للسياسة الخارجية تقدم الولايات المتحدة والغرب، على أنها «مصدر تهديدات وجودية» لموسكو، وأن بلاده تسعى لإرساء نظام دولي جديد.
قصة التفتيش عن نظامٍ دوليٍ جديدٍ قصة خطيرة وغير مسبوقةٍ في العقود الأخيرة من الزمن، وهي إن طرحت من قبل، فإنها لم تحظَ بهذا الحجم من المصداقية والإمكانية، وليس الدافع لذلك هو قوة روسيا والصين متفرقتين أو مجتمعتين فحسب، بل هو أكثر في التغييرات الكبرى التي طرأت على الاستراتيجية الأميركية ورؤيتها للعالم وتعاملها مع دوله، والتشدد في سياساتٍ تبعد الحلفاء وتشككهم في مصداقية أميركا ووفائها بالتزاماتها وقدرتها على تحقيق مصالح الحلفاء وحمايتها والحفاظ عليها.
عوداً على بدء، فإن الصراع داخل أميركا بين «لا أحد فوق القانون» و«تسييس العدالة» يثير الجدل في تفاصيله، وإن المبادئ وإن كانت محل اتفاقٍ فإن طرق تفسيرها وتوظيفها هي التي تثير المشكلات، والشيطان يكمن في التفاصيل.
«لا أحد فوق القانون» يبدو مبدأً عادلاً ومحل اتفاقٍ، ولكن توظيفه ضد ترمب كرئيس سابق لأميركا وفي قضية غريبة عجيبة أثارت لدى المواطن الأميركي ولدى كثير من المتابعين حول العالم فكرة مقابلة هي فكرة «تسييس العدالة»، وأنه حتى في أعتى الديمقراطيات في العالم يمكن أن تدفع الصراعات المحتدمة بين البشر، أفراداً وتياراتٍ وأحزاباً، إلى التفتيش عن مخارج صغيرةٍ وغريبةٍ للقضاء على الخصوم والنيل منهم، وإن عبر إجراءاتٍ تشكك في «العدالة» ومؤسساتها وقيمتها المطلقة مبادئ وأنظمةً، خصوصاً حين وضعها في سياق تطورات هذا الصراع المحتدم بين فرقاء السياسة داخل أميركا وتجاه شخص الرئيس السابق ترمب.
أخيراً، فهذه لحظة تاريخيةٌ ضمن سياق صراعٍ محتدمٍ أصبح معروفاً ستثير كثيراً من الجدل، وستبقى نتائجها للتاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس ترمب و«تسييس العدالة» الرئيس ترمب و«تسييس العدالة»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib