التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام»

التاريخ يروي.. محاولة اغتيال «عادل إمام»

المغرب اليوم -

التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام»

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

التاريخ يجد طريقه أحياناً ليروي مستوراً ويكشف مغطى، وقد تحدث العضو السابق في الجماعة الإسلامية بمصر محمد كروم خلال وثائقي عرضته «قناة العربية» باسم «عادل إمام... ذاكرة مصرية» عن تكليفه من عبود الزمر حين كان في السجن باغتيال عادل إمام. كانت الخطة هي اغتيال مفتي مصر سيد طنطاوي، وتم تغييرها لاغتيال الفنان المبدع عادل إمام.
وبحسب «العربية نت» فقد «قال كروم الذي كان يستغل زيارته لوالده السجين، ويتلقى الأوامر من القيادات خلف القضبان، إن الجماعة الإسلامية أصدرت فتوى بتكفير عادل إمام، مشيراً إلى أن الخطة بدأت بمراقبة الزعيم في محيط مسرح الهرم الذي كان يشهد عرض مسرحية «بودي جارد». وأضاف أنه: «بعد رصده لفترة ومعرفة مواعيده يتم إطلاق النار عليه أمام المسرح»، مؤكداً أن الجماعة اعتبرت أن عادل إمام تجاوز كل الخطوط الحمراء بعد فيلم «الإرهابي».
قصة جديدةٌ تروى عن سنواتٍ سوداء من تاريخ مصر والدول العربية في مواجهة الأصولية والإرهاب، لقد كانت الاغتيالات حقيقةً واقعيةً، لا تزيد فيها ولا تهويل، شهودها الأرواح التي أزهقت والدماء التي أريقت، وعشرات الأسماء في مصر والجزائر وغيرها من الدول العربية، وثمة اغتيالات وقعت مثل اغتيال فرج فودة وأخرى خطط لها وكُشفت مثل نجيب محفوظ، وغيرها خطط لها ولم تنفذ ولم يعلم بها أحد في وقتها مثل عادل إمام، وهذا في مصر وحدها، وقد شهدت بعض الدول العربية خلايا لتنظيمات إرهابية كانت مهمتها اغتيال المثقفين والكتاب والفنانين.
التهديد بالاغتيال لم يكن مزحةً بأي حالٍ من الأحوال، وفتاوى التكفير التي يصدرها الفقهاء المتطرفون هي المنطلق التي تتحرك منه للتنفيذ تنظيمات وخلايا الإرهاب، ولا يدرك صغار السن الذين لم يعيشوا تلك المراحل أن تلك التهديدات والمخططات كانت تجعل البعض يحمل روحه على كفه في مواجهة الأصولية والإرهاب فعلياً وعملياً. على طول عقودٍ من المواجهة، كان المثقفون والكتاب والفنانون متنوعين في مواقفهم من الأصولية والإرهاب، فبعضهم يتقرب من هذه الجماعات ويفتش عن المشتركات معها ويضخمها بوعي منه ليكسب منها، مادياً أو شعبوياً، وبعضهم تاجر شنطة هو بطبعه مع من غلب، وأمثال هؤلاء يعيشون في كل العصور ومع كل التوجهات لأنهم بلا عظام، وبعضهم معارض للسلطة لوجه المعارضة، وهو يركب على كل موجة تنتشر في المجتمع مثل بعض مخلفات «اليسار» المتحمسين الذين لا يعون طروحاته العميقة، ويتشبثون بما يشبه ما يفهمونه منه على سطحيته كشعاراتٍ عامةٍ وحماسية. ومن هؤلاء وهم الأقل بطبيعة الحال، رجالٌ ثابتون في أفكارهم متعمقون في رؤيتهم، صارمون في مواجهتهم، وطنيون مخلصون في مواقفهم، وهؤلاء هم من دفعوا ضرائب باهظة من حياتهم أو سمعتهم أو أمنهم، ولكنهم هم من نفعوا الناس وصنعوا الفارق ودخلوا التاريخ.
كانت جماعات الإسلام السياسي تعرف مطايا الإرهاب والأصولية وتتعامل معهم، وتعرف - كذلك - خصومها الحقيقيين جيداً، وتسلط عليهم أجنحتها الإرهابية قتلاً واغتيالا واستهدافاً، بالفتاوى والخطب والمقالات والحملات، ومن هؤلاء الفنان الكبير عادل إمام.
وثائقي «العربية» يتحدث عن سيرة فنانٍ وطنيٍ حقيقيٍ، لا فنان ملتزمٍ كما هو التعبير «اليساري» المعروف، والوطنية - يا للمفارقة - في زمنٍ قريبٍ مضى كانت تهمةً رديفة للنفاق أو التملّق ولم تكن، كما هي اليوم، مفخرةً قبل أن تكون واجباً، وقد كان عادل إمام مبدعاً في تجنبه للتيارات الفكرية والسياسية المتصارعة وانحيازه للوطن. أخيراً، فبخلاف غيره، كانت معركة عادل إمام مع الأصولية والإرهاب صادقةً وواضحة لا لبس فيها، وقد انتصر لأن الأوطان تنتصر في النهاية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام» التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib