السعودية الجديدة والممانعة الخفية
أفاد مصدر ميداني بسقوط 4 شهداء نتيجة استهداف مجموعة من المواطنين أثناء انتظارهم للمساعدات شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. أفاد مصدر ميداني بأن جيش الاحتلال فجّر روبوتات مفخخة في وسط خان يونس، تزامنًا مع غارة جوية استهدفت شرق المدينة. وزارة الدفاع الروسية تقول إنها أسقطت 26 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا فوق 5 مناطق داخل روسيا "هيونداي" تتفوق على "فولكسفاغن" عالميًا في أرباح التشغيل بالنصف الأول "جنرال موتورز" تحقق رقماً قياسياً جديداً في مدى السيارات الكهربائية الإمارات تنفذ عملية الإنزال رقم 69 وتُدخل 500 طن من المواد الغذائية إلى غزة وزير الخارجية المصري تم الاتفاق على أن يدير قطاع غزة فريق مكون من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط، بإشراف السلطة الفلسطينية، وذلك لفترة مؤقتة مدتها 6 أشهر. شركة الخطوط الملكية المغربية تطلق خدمة ويفي مجانية على متن طائرات "دريم لاينر" الجزائر ترفض بشكل قاطع إجراء صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية مادونا تدعو بابا الفاتيكان لزيارة غزة وتحذر من فوات الأوان
أخر الأخبار

السعودية الجديدة والممانعة الخفية

المغرب اليوم -

السعودية الجديدة والممانعة الخفية

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

السعودية الجديدة ملء سمع العالم وبصره، ومن طبيعة التاريخ والبشر أن النجاحات المتوالية والضخمة، كما تصنع الأصدقاء فإنها تصنع الأعداء، هذا جزء من طبيعة الحياة وتدافع البشر والمجتمعات، والأمم والدول، وثمة مظاهر يمكن رصدها لتحركات مريبة وتدعو للتأمل من قبل جماعاتٍ وتياراتٍ لا ترضى بما يجري في السعودية الجديدة.
قدر الكبار أن يكونوا حديث الجميع، ولمكانة السعودية وتأثيرها الكبير على كل المستويات، فلم يزل كثيرون يعتقدون أنهم مسؤولون ومعنيون بشؤونها الداخلية، وإن لم يكونوا من أهلها، مرت بهذا تياراتٌ ودولٌ ورموزٌ في السابق لأسبابٍ مختلفةٍ، ويحدث الأمر ذاته اليوم، وإن بأشكال وطرائق مختلفة.
في السابق، هاجموا السعودية بأنها مملكة «رجعية»، وأن ثرواتها يجب أن توزع على غيرها من الدول والشعوب، وخرجت مقولات «نفط العرب للعرب» ومثيلاتها، وطروحات «اليسار العربي» و«القوميين العرب» من «ناصريين» و«بعثيين» كانت تدس أنفها في كل شأن سعوديٍ، إما بسبب العداوة الصريحة، وإما بسبب الطمع والحسد، وإما رغبة في ضرب استقرارها ورفاهها.
ورث هؤلاء جميعاً جماعات وتنظيمات ورموز «الإسلام السياسي»، وكعادتهم، فقد توزعوا الأدوار السالفة كلها بينهم، فبعضهم حمل راية العداء الصريح للسعودية مثل «تنظيم القاعدة» و«تنظيم داعش» وقبلهما تنظيم «التكفير والهجرة» و«حزب التحرير» ونحوها، وبعضها اختار «التغلغل» في السعودية دولةً ومجتمعاً، تعليماً عاماً وعالياً، وزاراتٍ ومؤسساتٍ دينية، مثل «جماعة الإخوان المسلمين» و«جماعة السرورية» ونحوهما، والطمع تجلّى أكثر ما تجلى في «الجمعيات الخيرية» وجمع التبرعات والأموال، وتطوّر أكثر في تطوير منتجاتٍ دينية - اقتصادية محورها الأموال، من مثل «المصرفية الإسلامية» و«الأسهم الشرعية» ونحوهما، وبعضها تجلى في السطو على التاريخ السعودي وتجييره لخدمة أهداف تلك الجماعات وإعادة صياغته ليتفق مع الفكرة الجامعة لمبادئ وأفكار وطموحات رموز الجماعات والتيارات والتنظيمات الإسلاموية.
هذا غيض من فيضٍ، وإيجازٌ يمنح فكرةً عامةً لما جرى من قبل، واليوم مع السعودية الجديدة ما زال البعض يمارس الأساليب القديمة نفسها والمواقف العدائية الصريحة؛ وهو الأقل، والبعض يختار التغلغل سبيلاً والمواربة مسلكاً، حتى لا يمنعه التصريح بالعداوة من التأثير والفاعلية، وقد تحدث كاتب هذه السطور من قبل عن «إخوان السعودية... المقولات الجديدة» في هذه الصحيفة وهذه المساحة.
قضت الدولة السعودية على «خطاب الصحوة» المعلن عبر القوانين والأنظمة الصارمة تجاه هذه الجماعات ورموزها، وهي جماعاتٌ ذات خبرةٍ في الاختباء والعمل تحت الأرض، وتاريخها خير شاهدٍ، وبما أن الدولة قويةٌ وطموحةٌ ومتوثبةٌ رؤيةً ومشاريع وطموحات لا يحدها إلا عنان السماء، فقد بدأت الأدوار السابقة تتقسم على خطاباتٍ ورموزٍ تأتي من خارج السعودية والمقصود الأول لها وشغلها الشاغل هو ما يجري داخل السعودية.
لا يتحرك هؤلاء، ونماذجهم متعددة، ضد الأنشطة العمرانية، ولا يتعرضون للنجاحات الاقتصادية ولا يتناولون الصراعات السياسية، بل يدخلون من مداخل معينة يجدون لهم فيها سبيلاً ومبرراً، فعلى سبيل المثال، واحدٌ من أهم مظاهر السعودية الجديدة هو «الرفاه» بوصفه إحدى مسؤوليات الدولة فلسفياً وفكرياً، و«الترفيه» بوصفه منتجاً مهماً لتحسين «جودة الحياة» وتحقيق «رؤية السعودية 2030»، وأنشطة الترفيه السعودية باتت حديث العالم العربي والشعوب العربية وشعوب المنطقة، وهي تجتلب الاهتمام المزداد من الناس من داخل السعودية وخارجها، وهو ضربٌ لكل أفكار «الإسلام السياسي» المتطرفة والمتشددة، وهنا مدخلٌ لهذه التيارات ورموزها، ويكفي هنا مثالان سريعان حدثا قبل أيام معدودة، حفل جوائز «جوي أوورد» وحفل «ليلة صوت الأرض» للاحتفاء بالفنان السعودي الراحل طلال مداح، وهما حفلان مبهجان ويدعوان للفخر ويعظمان الطموح بالمستقبل، ولكن لهذه التيارات موقفٌ آخر، فكيف تعاملت هذه التيارات مع هذه الأحداث والفعاليات الكبرى والحضارية والمهمة؟ الجواب هو بالفتاوى التحريضية والخطب الرافضة لها والدروس المحذرة منها، فيخرج شيخ متكئ على أريكته في دولة خليجية أو عربيةٍ ويبث عبر برامج «السوشيال ميديا»، ويستهدف الجمهور السعودي ويسأله تلاميذه؛ لا عما يجري في بلادهم، بل عما يجري في السعودية، ولا يجد هذا المفتي الصحوي غضاضةً في استجرار خطاب الصحوة المتشدد بعجره وبجره وبنفس أفكار رموزه الذي يخضعون للمحاكمة داخل السعودية، ويتهجم على هذه الفعاليات والأنشطة، والعجيب أنه وأمثاله يزورون السعودية ويحتفى بهم في تجمعاتٍ تثير الاستغراب حقاً.
تهتم السعودية الجديدة بهويتها وتاريخها وحضارتها في مجالات متعددة وعلى مستويات مختلفة، والهوية والتاريخ أمران مركزيان في تاريخ الأمم والشعوب، وهما لهذا، مركزيان في خطاب «جماعات الإسلام السياسي»، ولها ولرموزها أدبيات لا تنقضي حولهما من مؤلفاتٍ وكتبٍ إلى أبحاثٍ ومقالاتٍ، إلى «كاسيتات» ومواقع إلكترونية، إلى خطبٍ وفتاوى، وفي السعودية تحديداً ومنذ الاحتكاك الأول لحسن البنا بالملك عبد العزيز في ثلاثينات القرن الماضي، وبعد «التغلغل» الكبير في السعودية وفقاً لظروف تاريخية وسياسية معروفة وصولاً إلى اليوم، فقد كان هذان الأمران أساسيين في طروحات هذه الجماعات.
لقد صدرت عشرات الكتب والمؤلفات، وعشرات الرسائل الأكاديمية والجامعية تحت نظر وإدارة رموز هذه الجماعات، معنية بأمرٍ واحدٍ؛ هو تغيير «الهوية» السعودية و«التاريخ» السعودي و«إعادة كتابة التاريخ» السعودي من جديد، بما يتوافق مع رؤية هذه الجماعات ومبادئها وأفكارها، وهذه الجهود صرفت عليها مبالغ طائلة وعملت لها شخصيات في مناصب مرموقة وتأثير فعّالٍ، ومع تراكم السنين بات نفض الغبار عنها ومساءلتها ومناقشتها حاجة ملحةً وضرورة فكرية وعلمية مهمةً.
في هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتفل السعودية هذا الشهر بـ«يوم التأسيس»، وهو مناسبة وطنيةٌ بالغة الأهمية في تثبيت رؤية الدولة السعودية لـ«هويتها» و«تاريخها»، فهي تجلو كثيراً من الغبش والعبث اللذين تمّا قديماً وحديثاً تجاه هذين الأمرين المهمين، وهو بطريقة البناء لا الهدم، يلغي جهوداً مكثفةً لهذه الجماعات استمرت عقوداً من الزمن لإعادة كتابة التاريخ السعودي والهوية السعودية، ومن الطبيعي ألا يصمتوا وأن يجدوا مدخلاً للممانعة والرفض.
وقد جاء - أيضاً - من خارج السعودية هذه المرة، وبطريقة تتدثر بالبحث العلمي والمنهج الأكاديمي لضرب تفاصيل هذه المناسبة الوطنية المجيدة، وأيضاً ليس عبر الممانعة الصريحة والرفض المباشر، بل عبر التشكيك والتساؤل الذي يحمل الولاء شعاراً والممانعة دثاراً.
أخيراً، فالعاقل يعلم جيداً أن الأفكار لا تموت، وأنها تجد لنفسها طرائق للتعبير تتأقلم مع المستجدات، ومهم رصد هذه الطرائق الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية الجديدة والممانعة الخفية السعودية الجديدة والممانعة الخفية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أزياء كارمن سليمان أناقة معاصرة بنكهة شبابية وجرأة في اختيار الأزياء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:32 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل
المغرب اليوم - اشتباكات بين الجيش وقسد شرق حلب محاولة تسلل

GMT 18:41 2025 الثلاثاء ,12 آب / أغسطس

خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام
المغرب اليوم - خاتم جورجينا لماذا كل هذا الاهتمام

GMT 11:19 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

راموس يُجبر إيسكو على الاعتذار

GMT 19:38 2019 الجمعة ,08 شباط / فبراير

طريقة وضع مكياج ناعم وبسيط للمرأة المحجبة

GMT 02:51 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تمتّعي بالراحة والنشاط داخل فندق ريجينا باليوني في روما

GMT 17:24 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تويوتا سوبرا الجديدة كلياً ستظهر في معرض ديترويت

GMT 16:30 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يتحدث عن أسرار الأعمال الفنية على "أون بلس"

GMT 10:16 2016 الجمعة ,09 أيلول / سبتمبر

5 حيل للتغلب على مشكلات الشعر الأسود

GMT 21:11 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

"اتحاد تمارة" يتعرض لاعتداء في مباراته أمام مولودية آسا

GMT 07:50 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

الملك محمد السادس يتوسط المواطنين داخل مطعم في نيجيريا

GMT 14:47 2017 السبت ,22 تموز / يوليو

حول اساليب احتيال بعض مكاتب السياحة

GMT 20:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

فوائد البابونج كعلاج الأرق والاكتئاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib