2022 وتأسيس الفرح والاحتفال
زلزالان بقوة 4.9 و4.3 درجات يضربان ولاية باليكسير غربي تركيا دون تسجيل خسائر أميركا تسمح لسوريا باستئناف عمل سفارتها في واشنطن هانيبال القذافي يغادر سجن بيروت بعد عشر سنوات من التوقيف في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر تركيا تؤكد على وحدة سوريا وتحذر من مخاطر تقسيمها ترامب يهدد بمقاضاة BBC بعد كشف تلاعب تحريري في وثائقي حول أحداث الكابيتول تجمعات مؤيدة ومعارضة أمام البيت الأبيض خلال أول لقاء بين ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع نتنياهو يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن أحداث السابع من أكتوبر 2023 في خطاب مثير للجدل أمام الكنيست الولايات المتحدة تنفذ ضربتين جوّيتين ضد قاربين لتهريب المخدرات في المحيط الهادئ وتقتل 6 أشخاص وسط جدل قانوني دولي إعتقالات واعتداءات إسرائيلية على الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله مع تحطيم قبور بمقبرة باب الرحمة منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة إنسانية في غزة مع انتظار أكثر من 16 ألف مريض للعلاج في الخارج
أخر الأخبار

2022 وتأسيس الفرح والاحتفال

المغرب اليوم -

2022 وتأسيس الفرح والاحتفال

عبدالله بن بجاد العتيبي
بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

صراعات السياسة وتخاصم الدول والأمم جزء من مسيرة البشرية، وهي التي تتجلَّى فيها الاختلافات الأعمق والتباينات الأكثر تجذراً، ومع ذلك، فهي نشاط بشريٌ ينطلق من الإنسان وينتهي إليه.
الاحتفالات السنوية متنفَّسٌ للبشر من تعب الحياة الملازم لها كجزء أصيل منها، وهي احتفالاتٌ تختلف وتتعدد بين أمةٍ وأمةٍ، وبين شعبٍ وشعبٍ، وفي مستوى أضيق، بين إنسانٍ وآخر، ولكنها في النهاية احتفالاتٌ ضروريةٌ لتجديد الحياة والإصرار على الفرح والسعادة.
حلّ قبل يومين رأس السنة الجديدة (2022) بعد عامين من عناء البشرية مع جائحة «كوفيد - 19» وفيروس «كورونا» ومتحوراته وتطوراته ولقاحاته وأدويته، ويعلق كثيرٌ من الساسة والمفكرين والمختصين الكثير من الآمال على هذا العام الجديد ليشهد نهاية هذه الجائحة والنجاح في التعامل مع هذا الفيروس، وعودة الحياة والبشر إلى طبيعتهم، واستئناف الحياة.
مما نبَّهت له الجائحة أن البشرية تحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات الإنسانية، وإلى استثماراتٍ أكبر في المجال الصحي، فحياة الإنسان وصحته أهم بكثير من العديد من المجالات الأخرى، مهما علا شأنها، فالإنسان دائماً أولاً، لأنه هو أيقونة الحياة ومصدرها وضمان استمرارها وصانع رفاهيتها، وكل ما عداه يأتي ثانياً في ترتيب الأولويات، وفي هذا إشارةٌ للمقارنات التي تفشت خلال عامين بين دخل بعض المشاهير من الفنانين واللاعبين ودخل الأطباء والممرضين، ومع تأكيد أهمية الترفيه للبشر؛ فهي مقارناتٌ صادقةٌ تحتاج لإعادة النظر والتصحيح.
لا تنتهي صراعات البشر لمناسبات سعيدة، ولا تتوقف صداماتهم لجائحة أو وباء، فهذا جزء من طبيعة البشر لا توقفه السعادة والفرح، ولا يحدّ منه الحزن والخصام، وكل اجتهادات عقلاء البشر هي لتقنين تلك الصراعات ووضعها في مساراتٍ أقل ضرراً، جرى ذلك في كل شأنٍ تقريباً، من الأعراف والتقاليد المحلية إلى المنظمات الدولية.
بعض المناسبات الإنسانية السعيدة أصبحت عالميةً الطابع، يحتفل بها الجميع بغضّ النظر عن اختلافات أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم، ومن أبرز الأمثلة على هذا، احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة كل عامٍ، فهي تشمل جميع البشر من شرق الأرض إلى غربها، مع استثناءات لا تكاد تُذكَر، والاستثناء يبقى استثناءً.
الرافضون للاحتفال برأس السنة من بعض البشر يستندون إلى أفكار متباينة، ومرجعياتٍ مختلفة، وفي سياق العرب والمسلمين الحديث فقد كان يتمّ تبرير هذا الرفض، باعتبار هذه الاحتفالات تعبِّر عن نوعٍ من «الغزو الثقافي» أو «التغريب» أو نحوها من الأفكار والمسميات، وسال حبرٌ كثيرٌ في جدالات بلا طائل وخلافات بلا معنى، والجديد اليوم هو أن كثيراً من المجتمعات العربية والمسلمة قد تجاوزت تلك الطروحات القديمة والمهترئة، وقد ساعد على ذلك «جيل الشباب» المشتغل بالمستقبل والمنخرط في العالم.
سيبقى هذا الرفض ولن ينتهي، والمهم في هذا السياق هو أنه أصبح رفضاً يعيش على هامش المجتمع لا متنه، وقد تمّ تحجيمه عبر إعادة ترتيب أولويات المجتمعات، وهو دورٌ عنيت به الدول المتجددةٌ ذات الرؤى الطموحة والخطى الوثابة للمستقبل، وعنيت به نخبٌ ثقافية واجتماعية تحرص على تجاوز معيقات الماضي وممانعة الرافضين، وبدلاً من ملء الفضاء العام بمقولات الرفض ومبررات التحريم، الذي استمر عقوداً من الزمن، فقد أصبح التعبير عن ذلك - اليوم - ضئيلاً، ولا يشغل المجتمع، وهذا بحدّ ذاته نجاحٌ.
فكرة التجاوز عبر صناعة أولويات جديدةٍ فكرةٌ مهمةٌ تؤتي ثمارها بسرعةٍ وتأثيرٍ عاليين، ولكن التجاوز الحقيقي والفاعل هو ذلك الذي يتعدى الظواهر، وينصبّ بالنقد العلمي والموضوعي والشامل على كل مكامن الأدواء الحضارية التي تعيق المجتمعات، وتفصيل ذلك يكون - عادةً - من اهتمام النخب، ولكنه ضروري وأساسيٌ لأي تجاوز للمعوقات وبناء حقيقي للمستقبل.
من دون النزول إلى أسس وجذور المشكلات الدينية والثقافية والاجتماعية، ودون جدالات عميقة تذهب بعيداً في تقصي الحقائق واستحضار التاريخ ومناقشة الأفكار والمقولات، فإن التقدُّم يصبح ظاهرياً، والرقي قشرةً، والظواهر والقشور يمكن إزالتها في أي حالةٍ ارتدادية يمرّ بها البشر لسبب أو لغيره، وشواهد ذلك وافرة في القديم والحديث.
التحولات في المجتمعات حتى تكون عميقةً وراسخةً تحتاج إلى تأسيس علمي متين ونظرياتٍ متماسكة وتأويلاتٍ جديدةٍ تحظى بقوة البنية ومتانة الحجج وتماسك البراهين، ثم تأتي بعد ذلك سعة الانتشار وغزارة الإنتاج وضمان مدى التأثير، مع التأكيد على عدم التوقف عن التقدم والرقي والبناء ولا انتظار اكتمال التنظيرات وتبلور الأفكار، بل يتمّ العمل عليها بالتوازي، والعمل سريعٌ والفكر بطيء وهذا من طبيعة الأشياء.
يعتقد بعض الرافضين لهذه المناسبات الإنسانية أنهم يقفون على أرضيةٍ صلبةٍ من الحجج والأدلة والبراهين العقلية أو الدينية أو الثقافية، بينما الصحيح أنها ضعيفةٌ مهزوزة لا تثبت لبحثٍ ولا تقف لجدال، وإنما كرّسها طول العهد وغياب النقد وممارسة الوصاية لعقودٍ، بل قرونٍ من الزمن.
كل احتفالات البشر بمناسباتهم الخاصة والعامة محدثةٌ وجديدةٌ لم تولد معهم، ولم تكن غريزة ولا ضرورة، بل طوّرها الناس وطورتها المجتمعات - كلٌ بحسبه - تحت مبرراتٍ مختلفةٍ حتى توالت عليها الأجيال وتطورت باتجاه الانتشار أو الانكماش بحسب منطق التاريخ وطبيعة البشر، وأمثلة هذا كثيرةٌ في كل حضارة، وعلى طول التاريخ وعرض الجغرافيا.
رفاه الإنسان واحدٌ من واجبات الدولة، وقد نظّر لهذا فلاسفة ومفكرون، بمعنى أن الرفاه هو حاجةٌ أساسيةٌ للإنسان، فهو لا يقلّ قيمةً عن غيره من واجبات الدولة، وضعف التنظير الثقافي والتأسيس الفكري للرفاه في الثقافة العربية والإسلامية له أسباب ليس هنا مجال سردها، وهو ضعفٌ يمكن استدراكه وإعادة تأسيسه بشكل شامل ومتماسك، وهذا التأسيس يقطع الطريق على أي محاولات للتشويش على المشهد الحالي، وأي سعي لاستعادة المعوقات الماضية مستقبلاً.
ثمة صعوباتٌ تواجه أي عملٍ علميٍ جادٍ في الزمن المعاصر، ومن أكثرها تفشي التفاهة في كل شيء تقريباً، والتفاهة هنا ليست سبةً بل مصطلح علمي يعبر بدقةٍ عن حالة إنسانية جديرة بالرصد والتحليل، فمع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح بمقدور كل فردٍ أن يصير موجهاً للمجتمع وصانعاً للمحتوى ومؤثراً في الرأي العام، وتدني معايير العقل يؤدي لتدني المنتجات، فالمهمة صعبةٌ والطريق طويلٌ.
ولنختم بالفرح، فتهنئةٌ خالصة للبشرية جمعاء بالسنة الجديدة عسى أن تكون خيراً من سابقتيها، وكل عامٍ وأنتم بخير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2022 وتأسيس الفرح والاحتفال 2022 وتأسيس الفرح والاحتفال



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا
المغرب اليوم - المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 19:51 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي
المغرب اليوم - لاريجاني يؤكد رفض إيران التفاوض على برنامجها الصاروخي

GMT 09:18 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026
المغرب اليوم - ناصر بوريطة يتعهد بدعم 350 فاعلاً غير حكومي ماديا خلال سنة 2026

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
المغرب اليوم - بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم

GMT 04:27 2012 الإثنين ,17 أيلول / سبتمبر

زيت نخالة الأرز قادر على خفض الكولسترول

GMT 06:18 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

موجبات التوظيف المباشر في أسلاك الشرطة

GMT 20:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

موعد انطلاق بطولة مجلس التعاون الخليجي للغولف في مسقط

GMT 03:33 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"الموناليزا"النيجيرية تعود إلى موطنها إثر العثور عليها

GMT 18:27 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سويسرا تطرد فرنسياً تونسياً بشبهة الإرهاب

GMT 10:45 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على ديكور الحفلات في الهواء الطلق في الخريف

GMT 03:59 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

ريهانا عارية الصدر في ثوب حريري فضفاض

GMT 07:41 2016 الإثنين ,05 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جريمة قتل بشعة في أحد أحياء الدار البيضاء

GMT 16:12 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

وزير الخارجية الأردني يلتقي نظيره الهنغاري

GMT 01:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيتكوين تقترب من 100 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب

GMT 05:10 2022 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم بنزيما أفضل لاعب في العام جلوب سوكر 2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib