بقلم: د.أسامة الغزالي حرب
فى خطاب متلفز صباح يوم أمس( الأحد) 22/6 وجهه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إلى «الأمة الأمريكية» بكلمات واثقة، توحى بالقوة والتعالى، ويحيط به نائبه جيمس ديفيد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع «بيت هيجسيت أعلن.. «أن القوات الأمريكية ضربت ثلاثة مواقع نووية فى إيران...، وأن العملية حققت «نجاحا باهرا»، وأعرب عن أمله فى أن «تفتح خطواته تلك الباب أمام سلام أكثر ديمومة...، إذ لم تعد إيران تمتلك القدرة على أن تصبح قوة نووية». وحذر ترامب إيران من أنها إذا لم تتخل عن برنامجها النووى فستواجه هجمات أسوأ وأسهل بكثير..». وتهلل نيتانياهو فرحا وهو يحيى «ماما أمريكا» مصفقا وصائحا، إن القرار بضرب المنشآت النووية الإيرانية...» سوف يغير التاريخ»! حسنا، إننى أوقن بأن هذا الحديث الرئاسى الأمريكى لا يزيد، وفقا للخبرة الطويلة مع الولايات المتحدة عن كونه دخانا فى الهواء! وإلا فليخبرنى أحد عن أى معركة خاضتها الولايات المتحدة فى «العالم الثالث» وانتهت بانتصار حاسم لها.!فعلى الرغم من أن بلاد أمريكا الوسطى والجنوبية كانت بمثابة الملعب التقليدى لها ،حيث قامت بتدخلات شائنة فى شئون الغالبية العظمى لها (بنما وهندوراس ونيكاراجوا وشيلى واغتيال سلفادور الليندى... إلخ) إلا أن هزيمتها فى كوبا عام 1962 كانت مدوية، برغم سحب الصواريخ السوفيتية منها. وهزمت كذلك فى الفلبين وأفغانستان والعراق واليمن. أما النموذج الأمثل للخيبة الأمريكية فى العالم الثالث فكان فى حرب فيتنام التى انتهت بعد عشرين عاما، خسرت فيها ألولايات المتحدة مايقرب من 60 ألف قتيل وثمانية آلاف جريح، وانتهت بانتصار الشيوعيين وتوحيد فيتنام برئاسة هوتشى منه !وهنا لا أجد تعليقا على تفاؤل وسعادة ترامب وتهليل نيتانياهو أبلغ من البيت الشهير لجرير: «زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا، أبشر بطول سلامة يامربع»!