وللطائرة سوابقها

وللطائرة سوابقها؟

المغرب اليوم -

وللطائرة سوابقها

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

ثلاث صُدف قد تقلب سير ونتيجة مباراة كروية: ركلات الترجيح في حالة التعادل، وضربات الجزاء على المرمى، وثالثها هدف ذاتي.
يمكن وصف إسقاط الدفاعات الإيرانية طائرة أوكرانية بأن إيران خسرت جولة ساخنة مع أميركا بهدف ذاتي، له ارتدادات إيرانية داخلية، وارتدادات دولية. هذه وتلك تتصاعدان!
من يوم الأربعاء الى الجمعة، غيرت إيران روايتها من الإنكار المطلق إلى الاعتراف الصريح الذي عزته مع ذلك الى «خطأ بشري»، مع تفسير الخطأ بأمرين: الأول، اختلط تمييز الطائرة المنكوبة على شاشة الرادار مع صاروخ كروز اميركي، والثاني، أن إسقاط الطائرة كان في ذروة نزاع مسلح.
تسقط الطائرات المدنية لثلاثة أسباب: عمل ارهابي، عطل في الطائرة، وخطأ فني اما من الطيار، واما بفعل صاروخ من طائرة حربية، او من صاروخ ارض ـ جو. لإسقاط الطائرة الاوكرانية بصاروخ ايراني سوابق، لكن ليس من بينها اعتذار سريع إيراني.
لا بأس باللجوء الى الأرشيف، وحوادث إسقاط الطائرات المدنية:
ـ في 21 شباط كانت في أجواء سيناء عاصفة رملية شوشت على بوصلة طائرة مدنية ليبية، طراز بوينغ 727، فاعترضتها مقاتلات اسرائيلية، اطلقت عليها صاروخ جو ـ جو فأصابتها، ما اضطر ربانها الى هبوط طارئ على الرمال. في النتيجة قتل 108 من الركاب، ابرزهم وزير خارجية ليبيا، صالح بويصير، ومذيعة التلفزيون المصرية، سلوى حجازي.
لاحقاً جداً، قال قائد الطائرة العسكرية الاسرائيلية انه يشعر بالندم، لكن اسرائيل لم تعتذر، ولم تدفع تعويضات لضحايا اسقاط الطائرة.
ـ في 3 تموز 1988 أسقطت القوات البحرية الاميركية في الخليج طائرة ايرباص 300 ايرانية، تابعة لشركة «ايران اير»، فقتل جميع ركابها البالغ 290.
ايران رفعت دعوى قضائية على اميركا، التي لم تتحمل، قط، مسؤولية اسقاط الطائرة، لكنها دفعت مبلغ 131,8 مليون دولار للضحايا للفلفة الدعوى الايرانية.
ـ في تموز 2014 اطلق متمردون في شرق اوكرانيا صاروخ «بوك» على طائرة ماليزية، فقتل 298 هم جميع ركابها، لكن روسيا حليفة المتمردين لم تعترف بمسؤولية أنصارها.
***
في العمليات العسكرية التي تصيب مقتلاً من مدنيين او من منشآت مدنية، هناك من يدعي بما يسمى «أضرارا جانبية»، أما في حالة نزاع عسكري مسلح، كالذي في جولة ضربة وضربة مضادة بين ايران واميركا، فإن ايران، التي سبق لها واسقطت فخر الطائرات المسيّرة الأميركية، فإن الادعاء هو «خطأ بشري» ناتج عن استنفار الدفاعات الصاروخية الإيرانية من ضربة أميركية، انتقاماً من قصف صاروخي ايراني لقاعدتين اميركيتين، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس، تقول ايران انها ابلغت الحكومة العراقية التي أبلغت أميركا.. وفي النتيجة كانت بلا خسائر عسكرية اميركية.
قبل تبادل الضربات، كانت ايران شهدت تظاهرات احتجاج اقتصادية، تطورت الى رفع شعارات ضد النظام. لكن، بعد اسقاط الطائرة الأوكرانية، تجددت التظاهرات رافعة شعارات سياسية مباشرة ضد النظام.
كان من الارتدادات الداخلية الايرانية حصول انشقاقات واستقالات من جهاز التلفزيون الحكومي، لكن الارتدادات الدولية كانت تصعيدا في المطالبات بالغاء اتفاقية فيينا النووية، خاصة بعد اعلان ايران انها صارت مطلقة الأيدي في الانسحاب من التزاماتها حول درجة وكمية تخصيب اليورانيوم في اتفاقية فيينا، خاصة بعد انحياز ثلاث دول، هي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا الى التفسير الأميركي نحو اعادة النظر في الاتفاقية.
رداً على المطالبات الإيرانية بانسحاب القوات الأميركية من قواعدها، فإن المطالبات الأميركية والأوروبية هي انسحاب إيران من دعم أذرعها في الدول المجاورة لإيران.
بعد الجولة الساخنة الأميركية ـ الإيرانية، شددت واشنطن من خناقها الاقتصادي على ايران، الذي كبد اقتصادها خسائر بـ 200 مليار دولار، لاجبارها على التفاوض حول تعديل اتفاقية فيينا النووية، بما يقيد طموح ايران لامتلاك سلاح نووي بعد انتهاء العمل باتفاقية فيينا.
لأول مرة، تعتذر دولة عن مسؤوليتها في اسقاط طائرة مدنية، لكن هل يكفي الاعتذار، ام على ايران ان تعوض ضحايا الطائرة بمبالغ باهظة بمليارات الدولارات، بينما تنوء تحت وطأة عقوبات اقتصادية هي الاشد من نوعها حتى الآن؟
هناك سوابق في إسقاط الطائرات المدنية، لكن ليس هناك سابقة اعتذار كالتي سارعت ايران الى إعلانها. مع ذلك فإن إسقاط الطائرة الأوكرانية جاء في حالة نزاع مسلح ساخن، لكن تكرار السوابق غير مستبعد في نزاعات مسلحة لاحقة.

خاتم سليمان!
هناك حكاية خرافية عن خاتم سليمان! وهناك قصة أخرى عن خاتم في اصبع البنصر ليد قاسم سليماني، حيث ميّزوا أشلاء جثته في مطار بغداد من ذراعه، وبالذات من اصبع يرتدي خاتماً من حجر الياقوت الكريم، وهو أغلى الأحجار الثمينة بعد الماس الذي له درجات في السعر والجودة، كما للياقوت درجات في الصفاء والشوائب، ويتراوح سعر الغرام منه من 50 ـ 4000 دولار.
نظرت الى ذراع وأصابع وبنصر قاسم سليماني، ثم نظرت الى خاتم من الياقوت في اصبع البنصر في كف يدي، الفارق كبير بين صفاء الخاتمين، وبالتالي ثمنهما.
أميركا تتحدث عن عملية الإجهاز على سليماني بأنها «قتل»، وايران تتحدث عنها بأنها عملية اغتيال. في اللغة فإن قتل المجرم هو إعدام، اما الاغتيال فهو عملية قتل سياسية.

قد يهمك ايضا
حركة ذات انطلاقات!
مخارج محتملة لانتخابات القدس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وللطائرة سوابقها وللطائرة سوابقها



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 01:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين
المغرب اليوم - ماكرون وعباس يعلنان تشكيل لجنة لصياغة دستور فلسطين

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل

GMT 08:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 00:26 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة المنشط الإذاعي نور الدين كرم إثر أزمة قلبية

GMT 02:33 2014 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

"رينود" يتسبب في تشنج الأوعية الدموية لأصابع اليدين

GMT 00:25 2017 الأربعاء ,07 حزيران / يونيو

مي عمر تؤكّد أهمية تجربة عملها مع عادل إمام

GMT 09:51 2016 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

بشرى شاكر تشارك في مشروع طاقي في ابن جرير

GMT 15:59 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

رزان مغربي تؤكد سعادتها بالمشاركة في "مهرجان الجونة"

GMT 12:16 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

دهس دب حتى الموت بمركبتين في منطقة سيبريا الروسية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib