بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن
جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد إطلاق موجة صواريخ جديدة من إيران تجاه الأراضي المحتلة دونالد ترامب يهاجم مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب تقييماتها بشأن النووي الإيراني مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي تعلن إرتفاع حصيلة الضربة الإيرانية على حيفا إلى 33 مصاباً غارة جوية استهدفت منطقة محيط ميناء الناقورة في جنوب لبنان في تصعيد جديد ضمن التوتر المتصاعد بين إسرائيل ولبنان الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد فيسبوك يطلق دعم مفاتيح المرور لمكافحة هجمات التصيد الاحتيالى عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت جنوب قطاع غزة صعوبات فى الوصول إلى خدمات الإنترنت بإيران لدرء الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية انفجار مركبة الفضاء "ستارشيب" خلال الاستعدادات للرحلة التجريبية العاشرة وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران، و يُطلب من "الإسرائيليين تقليل حركتهم ودخول المناطق المحمية فور تلقي الإنذار في الدقائق المقبلة .
أخر الأخبار

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن

المغرب اليوم -

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن

بقلم:خيرالله خيرالله

واضح أنّ إدارة جو بايدن مستعدة للذهاب بعيدا في تقديم التنازلات الى ايران من اجل التوصل الى اتفاق جديد معها من دون اخذ في الاعتبار للانعكاسات الإقليمية التي ستترتب على مثل هذه الخطوة. يبدو هذا التوجّه مخيفا الى حدّ كبير نظرا الى انّه يصبّ في ضرب الاستقرار الإقليمي من جذوره. يضاف الى ذلك تغيير طبيعة العلاقات التاريخية القائمة بين اميركا وحلفائها التقليديين، خصوصا اعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة.

لا يمكن لايّ عاقل الاعتراض على اتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني يحول دون تمكن طهران من امتلاك السلاح النووي. في المقابل، لا يمكن لمن يمتلك حدّا ادنى من المنطق تجاهل انّ لبّ المشكلة مع ايران يكمن في مشروعها التوسّعي الذي تبقى ميليشياتها المذهبيّة المنتشرة في المنطقة وصواريخها الباليستية وطائراتها المسيّرة افضل تعبير عنه.

لذلك، لا قيمة لأي اتفاق في شأن البرنامج النووي يتجاهل السلوك الذي تنتهجه "الجمهوريّة الاسلاميّة" في المنطقة، خصوصا طريقتها في التعاطي مع الدول العربيّة المختلفة. من بين هذه الدول، يأتي لبنان الذي دمّر عن بكرة ابيه بفضل ميليشيا مذهبية تابعة لإيران اسمها "حزب الله". باتت هذه الميليشيا الطرف الذي يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة في لبنان تجسيدا للاحتلال الإيراني لبلد فقد كلّ مقومات وجوده.

تبدو إدارة بايدن، وقد يكون ذلك لاسباب ذات طابع أيديولوجي، مستعدة لتنفيذ انقلاب لا يقلّ خطورة عن ذلك الذي نفّذته إدارة جورج بوش الابن عندما قرّرت اجتياح العراق في مثل هذه الايّام من العام 2003 رافضة كلّ النصائح التي وجهت اليها في حينه. كانت هذه النصائح تقوم على فكرة انّ مثل هذا الاجتياح سيقود الى تغيير جذري للتوازن الإقليمي، خصوصا انّ الإدارة الأميركية لم تكن تمتلك في تلك المرحلة ايّ فكرة عن العراق نفسه وعن النظام الذي سيقوم بعد سقوط نظام صدّام حسين. كان نظام صدّام في حاجة الى تغيير ولكن بطريقة مختلفة وفي ظروف اكثر طبيعية من تلك التي جعلت ايران اكثر المتحمسين للحرب الاميركيّة على العراق.

تحوّلت ايران الى المنتصر الوحيد في الحرب الاميركيّة على العراق الذي بات المواطن فيه يترحّم على صدّام حسين ونظامه. عادت الميليشيات المذهبيّة العراقيّة التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني الى بغداد على دبّابة اميركيّة... لترفع شعار مقاومة الاحتلال الأميركي!     

ليس مستبعدا ان يكون الاتفاق الجديد، الذي تعمل إدارة بايدن من اجله، بمثابة إعادة تعويم للاتفاق النووي الذي وقعته "الجمهوريّة الاسلاميّة" مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا صيف العام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما. وُجد وقتذاك من يُقنع أوباما، الذي لا يعرف شيئا عن الشرق الأوسط والخليج وايران نفسها، بضرورة الرهان على "الجمهوريّة الاسلاميّة". كان أوباما، بتأثير من مستشاريه المعجبين بايران مقتنعا بان الإرهاب السنّي الذي تمثله "داعش" شيء فيما ممارسات "الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات التابعة له في كلّ انحاء المنطقة شيء آخر. لم يدرك يوما ان الدول العربيّة، في مقدّمها دول الخليج كانت رأس الحربة في التصدي لـ"داعش" الذي حظي بدعم فعلي من النظام السوري التابع لإيران ومن ايران نفسها. هل تستطيع إدارة بايدن تجاهل انّ حكومة نوري المالكي، المدعومة من "الجمهوريّة الاسلاميّة"، لعبت في العراق الدور المحوري في مجال تمكين "داعش" من السيطرة على مدينة الموصل في العام 2014... فيما جلس باراك أوباما يتفرّج وفيما ادارته في مفاوضات سرّية مع ايران؟

سيتبيّن قريبا هل تعلّمت إدارة جو بايدن شيئا من تجارب الماضي القريب... أم ستتفوق في السذاجة على إدارة جيمي كارتر التي وضعت حجر الأساس لتساهل أميركي مع ايران عندما امتنعت عن الردّ على احتجاز 52 ديبلوماسيا اميركيا كان يعملون في السفارة في طهران طوال 444 يوما ابتداء من تشرين الثاني – نوفمبر 1979؟

منذ احتجاز الديبلوماسيين الاميركيين، شعر النظام الجديد في ايران بانّ في استطاعته تحدّي اميركا وصولا الى جعلها تخوض حربا بالنيابة عنه في العراق. ما لا تدركه إدارة بايدن ان سقوط العراق في يد ايران قلب موازين القوى في المنطقة كلّها. كانت تلك الحرب، بغض النظر عن الموقف من نظام صدّام حسين وغبائه السياسي الذي منعه من فهم التوازنات الاقليميّة والدوليّة يوما، زلزالا لا يزال يتفاعل الى اليوم.

سيكون رفع العقوبات عن ايران في السنة 2022 من منطلق الحاجة الى النفط والغاز الإيرانيين زلزالا آخر. يكفي للتأكّد من ذلك ما تفعله ايران انطلاقا من اليمن. ليست الاعتداءات على السعوديّة وعلى دولة الامارات، انطلاقا من الأراضي اليمنيّة سوى نموذج عن سلوك "الحرس الثوري" في هذه الدولة العربيّة او تلك. المشكلة ليست في الحوثيين. المشكلة في انّ الحوثيين الذين يسمّون نفسهم "جماعة حزب الله" ليسوا سوى أداة ايرانيّة لا اكثر.

يبدو الجانب الآخر من المشكلة في إدارة جو بايدن نفسها التي ترفض الاعتراف بذلك وبأنّ ايران، و"الحرس الثوري" تحديدا، وراء ما تتعرض له منشآت سعودية من اعتداءات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

من حقّ ايّ دولة خليجيّة اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة في غياب الوعي الأميركي لخطورة افراج الإدارة الأميركية عن عشرات المليارات من الدولارات في حال قبول ايران فرض قيود على برنامجها النووي. ستستخدم هذه المليارات في دعم الميليشيات المذهبيّة الإيرانية التي تعمل في لبنان وسوريا والعراق. لن تنفع صواريخ "باتريوت" في شيء في غياب الرغبة الاميركيّة في ممارسة دور قيادي على صعيد العالم في وقت تبدو الصين الرابح الحقيقي من ذهاب فلاديمير بوتين إلى اجتياح أوكرانيا وقلبه للعالم رأسا على عقب.

في غياب الموقف الاميركي الحازم من المشروع التوسّعي الإيراني، وهو مشروع يهدّد كلّ حلفاء اميركا في المنطقة، لا تستطيع إدارة بايدن توجيه اللوم الى أي دولة عربيّة في ايّ مجال من المجالات بما في ذلك مجال ارتفاع أسعار النفط والغاز. الأكيد أنّ مثل هذا الارتفاع لا يعالج بالاستسلام الأميركي امام "الحرس الثوري" الإيراني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن



GMT 10:39 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 06:56 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

حل اللغز ورفض الاعتذار

GMT 06:53 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

ما بعد أوكرانيا... هل من ستار حديدي جديد؟

GMT 06:51 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

المخاوف من انفلات نووي

GMT 06:49 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

تحوّل محيط القبر إلى (ديسكو)

هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:12 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

"سانغ يونغ" تعّدل سيارات "Korando" الشهيرة

GMT 20:09 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفِ أفضل الأماكن لقضاء "شهر العسل" في إندونيسيا

GMT 00:32 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بسيسو يُثمن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية

GMT 04:32 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"Stratos" أول مطعم دوار في أبو ظبي لعشاق الرفاهية

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

"HP" تطرح رسميًا "لاب توب "Elitebook 800 بمواصفات حديثة

GMT 02:28 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

أسرع طريقة لتنظيف الشعر في فصل الصيف

GMT 10:50 2015 الجمعة ,22 أيار / مايو

إصدار نسخة أقوى من سيارة "Land Rover Defender"

GMT 02:59 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

سينما الفن السابع تعرض فيلم "حمى" في الرباط

GMT 17:50 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل مطاعم الأكل البيتي للعزومات

GMT 11:56 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

الاحتفال بالذكري 72 لتقديم وثيقة الاستقلال في العيون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib