لبنان الجوع أم صندوق «قيصر»
مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس الاحتلال الإسرائيلي يسلم 15 جثمانًا جديدًا لشهداء من غزة عبر الصليب الأحمر الصين تطلق ثلاثة أقمار اصطناعية تجريبية ضمن المهمة رقم 606 لصواريخ "لونغ مارش" دونالد ترامب يحضر مباراة دوري كرة القدم الأميركية في سابقة تاريخية للرئاسة استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر
أخر الأخبار

لبنان... الجوع أم صندوق «قيصر»!

المغرب اليوم -

لبنان الجوع أم صندوق «قيصر»

بقلم - راجح الخوري

في بداية شهر يونيو (حزيران) قامت وزيرة الدفاع زينة عكر بتوزيع نصّ «قانون قيصر» على الوزراء بهدف الاطلاع على مضمونه، وخصوصاً لجهة ما تردد من المخاوف المحقة، من انعكاس مندرجات العقوبات التي يفندها القانون بالتفصيل على لبنان ومن يتعامل مع دمشق وعلى عدد من المسؤولين اللبنانيين.
وتعرضت عكر من أوساط إعلامية، تعكس وجهات نظر «حزب الله»، لحملة قاسية، مع أن الحكومة كلها هي مِن صنع «حزب الله» وتعكس لوناً سياسياً واحداً، يقوم على التحالف بين الحزب و«حركة أمل» والرئيس ميشال عون، أضف إلى ذلك أن كثيراً من المعلومات والتحذيرات كانت قد توافرت عن مندرجات القانون، وما يمكن أن يعكسه على لبنان الرسمي، الذي ينفذ سياسة تهافت وانفتاح على النظام السوري منذ أعوام من «حزب الله».
ولأن لبنان بلد العجائب، كان من المثير فعلاً يوم الأربعاء الماضي أن يقوم وزير الخارجية ناصيف حتي باستقبال السفيرة الأميركية دوروثي شيا لاستيضاحها عن القانون وتداعياته المحتملة على لبنان والشركات اللبنانية، في وقت كانت الأخبار تتحدث منذ أسابيع عن تهريب المازوت والقمح المدعوم من لبنان إلى سوريا، وهو ما أشعل المظاهرات الأخيرة، والأغرب من كل هذا أن دعوة السفيرة شيا إلى الخارجية، جاءت رغم أن السفارة أعادت قبل ساعات تغريدة وزارة الخارجية عبر «تويتر»، حول مضمون «قانون قيصر» ومفاعيله، فهو «يوفّر للحكومة الأميركية آلية قوية لمحاسبة النظام السوري على فظائعه، وبموجبه ينبغي على أي شركة أجنبية عدم الدخول في أي عمل مع هذا النظام».
الأشدّ غرابة من كل هذا أن المسؤولين في الحكومة اللبنانية، بدوا وكأنهم لم يتنبهوا إلى تقرير صدر في 10 يونيو عن لجنة الدراسات الجمهورية في الكونغرس، تضمن توصيات حول الشرق الأوسط، تدعو إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، من خلال تشديد حملة الضغوط القصوى على طهران، والمفاجأ أن التقرير وضع لبنان وإيران في سلة واحدة، عندما ضمّه إلى هذه الجهود مركزاً على أمرين مهمين جداً...
أولاً - الدعوة الصريحة إلى إنهاء المساعدات الأمنية الأميركية إلى الجيش اللبناني، وكذلك دعوة الكونغرس، بسبب ما سمّاه سيطرة «حزب الله» على لبنان، إلى إقرار تشريع يحظر إرسال أي أموال إلى صندوق النقد الدولي لإنقاذ لبنان، معتبراً أن إرسال هذه المساعدات لن تعني «سوى مكافأة لـ(حزب الله) بينما يتظاهر اللبنانيون ضد الفساد ويدعون إلى الوقوف في وجه (حزب الله)»، وتطبيق القرارات الدولية، ومنها القراران 1559 و1701 اللذان يدعوان إلى حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية!
ثانياً - الدعوة صراحة إلى أن تقوم الولايات المتحدة بمعاقبة حلفاء «حزب الله» في لبنان، وقد ذكر بالاسم صهر الرئيس ميشال عون، جبران باسيل، ملوحاً بوجود مروحة واسعة من الأسماء التي سيتم الإعلان عنها.
هذا التقرير الذي وضعته مجموعة من النواب المحافظين ليس ملزماً حتى الآن للإدارة الأميركية، لكنه في ذهابه إلى هذه الحدود يوحي ضمناً أنه من الممكن أن تتسع أهداف «قانون قيصر» إلى هذه الحدود، ثم إنه من المؤكد والواضح أنه يذكّر بأن مفتاح صندوق النقد الدولي، الذي ينخرط في مفاوضته للحصول على دعم يساعده في مواجهة أزمته الخانقة، يبقى في يد الولايات المتحدة، ولعل ما يؤكد هذا حركة الاستنفار الدبلوماسي وتحرك السفراء الأوروبيين في بيروت، باتجاه المسؤولين، سواء لجهة التنبيه إلى مخاطر «قانون قيصر» وتداعياته المحتملة على لبنان، أو لجهة تلمّس الموقف اللبناني من القانون، وخصوصاً بعد إبلاغهم أن الدول الأوروبية ستلتزم مندرجات العقوبات!
في موازاة ذلك، كانت المفاوضات التي تخوضها الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، بمثابة فضيحة رغم عقد 14 جلسة حتى الآن، فقد تبيّن أن «خطة الإنقاذ» التي أعلنها الرئيس حسان دياب من بعبدا، في خلال اجتماع، وصفه عون بـ«اليوم التاريخي»، تقوم على خلفيات سياسية وأرقام غير واقعية، جعلت منها فضيحة تاريخية، أولاً لأن الدولة اضطرت إلى تشكيل لجنة نيابية لتوحيد الفوارق بين أرقام الحكومة الهمايونية وبين أرقام المصرف المركزي العلمية، وثانياً لأن الفضيحة الأدهى بيّنت أن حكومة اللون الواحد تبحث عن ضحيتين لتحميلهما مسؤولية إفلاس البلاد...
أولاً في محاولتها تحميل المسؤوليةِ حاكمَ المصرف المركزي رياض سلامة، الذي كان هدفاً يومياً للتحامل منذ بداية العقوبات الأميركية على «حزب الله»، وامتثال المصارف لهذه العقوبات حرصاً على الوضع المصرفي العام في لبنان.
ثانياً محاولة التهرّب من أي عملية إصلاح حقيقي تطالب بها الدول المانحة وصندوق النقد الدولي، لأن من الواضح أن هناك مسؤولين وسياسيين نهبوا البلاد، وأوقعوها في ديون فلكية، وأي إصلاح حقيقي يفترض أن يبدأ بهم، ولكنهم عبر محاولاتهم تحميل المصارف والبنك المركزي المسؤولية، يكونون قد حمّلوا المودعين الذين سرقوهم مسؤولية السرقة... فساد واضح فاضح لا يبرر طبعاً!
مجموعة الأزمات الدولية وضعت دراسة حاسمة حول هذا، عندما نشرت تقريراً يوم 8 يونيو يقول؛ لا حلّ غير الإصلاح الحقيقي لتصحيح الوضع، وإن أي إصلاح على قواعد بنيوية سيؤدي إلى وضع نهاية للنموذج السياسي الفاسد؛ حيث تعمل الزمر السياسية الفاسدة على سرقة موارد الدولة وتقاسمها، ولكن لا قدرة أو رغبة في هذا الإصلاح عند الطبقة السياسية، لأنه سيسحب البساط من تحت أقدامها، ومن الصعب جداً أنهم سيقومون بالإصلاح، ما لم يجد اللبنانيون الذين أعلنوا الثورة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أساليب للضغط على المستوى السياسي!
يوم الأربعاء الماضي، مع بداية تطبيق «قانون قيصر»، الذي يفرض عقوبات على «حزب الله» وكل من يتعاون أو يدعم النظام السوري، ويسعى تالياً إلى سحب وتقطيع حزام النفوذ الإيراني، من لبنان إلى طهران، مروراً بسوريا والعراق، خرج حسن نصر الله، وهو مهندس الحكومة اللبنانية، ليعلن العزم على مساعدة سوريا على «قانون قيصر»، داعياً لبنان إلى رفض التقيّد به والرضوخ له، ما يعني أولاً ضرورة نسيان إمكان الحصول على فلس واحد من صندوق النقد، وثانياً الاستعداد لمروحة قاسية من العقوبات الأميركية؛ خصوصاً في ظل محاولات وضع لبنان و«حزب الله» في سلة واحدة.
أكثر من هذا، دعا نصر الله إلى التخلي عن الدولار والانفتاح على «البديل الشرقي» من إيران إلى الصين، بما يضع لبنان نهائياً في خط الممانعة، وبدا كمن يقول؛ الأمر لي صراحة، عندما حثّ اللبنانيين على التصعيد في وجه كل طرف سياسي يرفض هذا الاتجاه، مستخلصاً أن «قانون قيصر» يضغط على اللبنانيين لتخييرهم بين الجوع أو تسليم سلاح «حزب الله»، مختزلاً موقف لبنان كله، بطرح ثلاثية جديدة، أي: لن نجوع ولن نسلّم السلاح وسنقاتل الأميركيين!
بعد كل هذا ليس غريباً أن يقوم «قيصر» بإقفال أبواب صندوق النقد الدولي في وجه لبنان، رغم أن إيران تتودد لهذا الصندوق منذ 3 أشهر، والغريب أن يكون لبنان مدفوعاً إلى صفّ الممانعة الآخذ في التفكك من سوريا إلى العراق، وذلك نتيجة ما يتردد عن اتفاق ضمني أميركي روسي تركي، لن يكون في وسع الصين أن تحول دونه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الجوع أم صندوق «قيصر» لبنان الجوع أم صندوق «قيصر»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 13:37 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي
المغرب اليوم - ساركوزي يخرج من السجن بعد 20 يوماً بإشراف قضائي

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib