لوبن كابوس يُقلق أوروبا
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

لوبن كابوس يُقلق أوروبا!

المغرب اليوم -

لوبن كابوس يُقلق أوروبا

راجح الخوري
بقلم - راجح الخوري

تغيّرت فرنسا جذرياً، يبدو واضحاً الآن أنه بعد مرور 64 عاماً على الجمهورية الخامسة، جاءت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضي، لتؤكد أن فرنسا خلعت عنها أخيراً، ثوبها الحزبي التاريخي المعتاد، بين أن تكون بقيادة «الحزب الجمهوري»، الذي سبق له أن أوصل خمسة رؤساء للجمهورية إلى الإليزيه، أو بقيادة «الحزب الاشتراكي» الذي أوصل رئيسين للجمهورية إلى الإليزيه، لكن الأكثر أهمية وإثارة هو في النتائج أو البدائل التي أفرزتها الصناديق، والتي شكّلت هزة ارتدادية في المشهد السياسي الفرنسي والأوروبي.
عندما خرج إيمانويل ماكرون الذي شكّل حركة سياسية جديدة تنتمي إلى تيار الوسط باسم «حزب الجمهورية إلى الأمام» حملته إلى الرئاسة عام 2017، حصل يومها على 66% من الأصوات، لكنّ المفاجأة هذه المرة أنه حصل في الدورة الأولى على 27.85% من الأصوات فقط، لتأتي بعده مارين لوبن، التي تحاول التخفيف من سياستها اليمينية المتطرفة، وقد أعادت أخيراً تسمية حزبها باسم «حزب التجمع الوطني» بنسبة 23.25%، وذلك يعني فعلاً أن فرنسا خلعت ثوبها الحزبي التاريخي، بعدما حصلت مرشحة الحزب الجمهوري فاليري بيكيريس على 4.8% فقط، وحصلت آن هيدالغو مرشحة الحزب الاشتراكي، على 1.8%، وهي أدني نسبة حصل عليها الحزب في تاريخه!
صحيح أن الأمور قد تبدو رهناً بقرارات ناخبي «اليسار الراديكالي» الذي حصل مرشحه جان لوك ميلونشون على 21.95% من الأصوات، ولكنه تعمّد في كلمته بعد إعلان النتائج دعوة أنصاره مكرراً ذلك أربع مرات، إلى عدم إعطاء صوت واحد إلى لوبن، لكنه لم يدعُ إلى تأييد ماكرون، وهو ما يفتح الباب أمام المفاجآت في انتخابات الإعادة غداً (الأحد)!
في أي حال بدت هذه الأرقام في الدورة الأولى صادمة وحتى زلزالية بالنسبة إلى الأوساط السياسية في ألمانيا وأوروبا، ذلك أن أكثر من نصف الناخبين الفرنسيين صوّتوا لأقصى اليمين أو اليسار، وهو ما يكشف عمق الانقسام في المجتمع الفرنسي، ولا يبعث على القلق بسبب فشل ماكرون في ردم الهوة خلال ولايته الأولى وعدم الثقة المتزايدة داخل فئات واسعة من المجتمع الفرنسي بالسياسة وبالوحدة الأوروبية، بل تثير صدمة للسياسيين الأوروبيين، ما دفع النائب البافاري ماركوس فيربر ليقول مثلاً: رسمت نتيجة الانتخابات صورة بلد منقسم بشدة وعندما يدلي أكثر من 50% من الناخبين بأصواتهم لمرشح يساري أو يميني شعبوي فلا يمكن وصف ذلك إلا بالصدمة!
منذ نتائج الدورة الأولى تتوالى التحليلات في الدول الأوروبية: ماذا لو فازت مرشحة اليمين الشعبوي مارين لوبن في الدور الثاني غداً...؟ قد يكون هذا السيناريو غير مرجح لكنه وارد، وإذا حدث فسيكون بمثابة زلزال في أوروبا تمتد ارتداداته إلى محيطها الدولي والإقليمي. ويقول جون اسلبورن عميد الدبلوماسية والوزير السابق لخارجية لوكسمبورغ، إن الوضع مقلق للغاية، لأن تولي لوبن رئاسة فرنسا لن يكون فقط تغييراً جذرياً في أوروبا كمشروع سلام وقيم، بل سيأخذنا إلى إطار مختلف عن طبيعة الاتحاد الأوروبي!
عملياً لا يمكن الجزم واستبعاد فرص لوبن في الوصول إلى الرئاسة، خصوصاً بعد محاولاتها إزالة السموم عن صورتها العنصرية، بعدما انفصلت قبل أعوام عن والدها مؤسس الحزب جان ماري لوبن الذي تلطخه العنصرية المعلنة، لكنّ مارين ركزت حملتها على تكاليف المعيشة وتخلت عن السياسات المثيرة للجدل، التي أفشلت حملتها عام 2017 كالدعوة إلى التخلي عن اليورو واستعادة عقوبة الإعدام ومحاولة خلق مسافة بينها وبين فلاديمير بوتين، بعدما كانت قد حصلت على تمويل من مصارف روسية في حملتها السابقة.
لكن المثير أن لوبن لا تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي رغم «نزعتها القومية» إزاء نزعة ماكرون الدولية، ولا تريد أن تغادر اتفاقية شينغن للتنقل الحر، إلا أنها تسعى لتعديل الدستور بهدف جعل القانون الدستوري الفرنسي فوق القوانين الأوروبية، بالإضافة إلى نيتها استعادة السيطرة وفرض رقابة صارمة على الحدود، وهو ما يتناقض طبعاً مع قانون شينغن، ومن الواضح تماماً أنها تحاول أن تظهر دائماً في موقع مَن يمثل الشعب ضد النخبة والأمة ضد العولمة، ولهذا لا يتوانى البعض عن القول إن شعار حملتها الانتخابية «منح الفرنسيين دعمهم لفرنسا»، يذكّر بشعار دونالد ترمب «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» وبحملة بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان «استعادة السيطرة»، لهذا فإن الحديث عن «الفريكست» ليس أكثر من اشتقاق من شعار «بريكست» الذي أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي!
يوم الثلاثاء الماضي عقدت لوبن مؤتمراً صحافياً، لم تحاول من خلاله أن تنزع عملياً قناع العنصرية والتطرف اللذين تطل بهما دائماً ضد الهجرة وكل مظاهر الإسلام، ولم تتردد في أن تكرر لأكثر من مرة أنها ستقوم بتغيير الدستور الفرنسي وتمنع الحجاب، والذبح على طريقة المسلمين واليهود، وعندما سُئلت إذا كانت ستمنع ارتداء القلنسوة اليهودية أو الصليب، قالت إنها ستغيّر الدستور فقط في موضوع الحجاب والنقاب وغيرهما من مظاهر التطرف الإسلامي، وإنها تعدهما من مظاهر الآيديولوجيا وليستا ديناً كالمسيحية واليهودية!
هل كان من الضروري وسط هذه المواقف العنصرية الفاقعة، أن تتطرق إلى منطقة الشرق الأوسط لتقول إن لبنان عزيز على قلبها وإنها تنوي أن تجعله من أولويات سياستها في الشرق الأوسط، وإنه رغم اعترافها بالدعم الذي حاول إيمانويل ماكرون أن يقدمه له لكن من دون نتيجة تُذكر!
ورغم وجود ملامح تفاؤل نسبي في برلين وبروكسل بإمكان هزيمة لوبن فإن مصدر القلق يكمن في قدرة ماكرون على هزيمة لوبن غداً، ولهذا تتحدث التحليلات في البرلمان الأوروبي عن ضرورة وضع خطط طوارئ وبدائل لمواجهة احتمال كابوس لوبن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوبن كابوس يُقلق أوروبا لوبن كابوس يُقلق أوروبا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib